في ظل عدم وصول جميع الوسطاء إلى اتفاق يقضي بوقف العنف المتزايد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وفشل اقتراحات وقف إطلاق النار المتبادل، قال وزير استخبارات إسرائيل إيلي كوهين، إن المرحلة المقبلة من التصعيد تتمثل في قطع كامل للكهرباء عن قطاع غزّة، مع مواصلة الحملة العسكرية على وضعها الحالي.
وتأتي هذه الخطوة فيما يعيش سكان غزّة في الظلام منذ بدء التصعيد العسكري في المنطقة، بعدما أغلقت تل أبيب جميع المعابر الحدودية التي تربط القطاع بها، ومنعت بذلك توريد الوقود الخاص بشركة توليد الكهرباء، كما تضررت خطوط الكهرباء المغذية لمنازل المواطنين نتيجة الغارات المتواصلة.
90 ميغاواط المتوفر في غزة
وقال المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزّة محمد ثابت لـ "اندبندنت عربية" إن التهديدات بقطع التيار عن القطاع بشكل كامل، تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي، بخاصة في ظل وجود مرافق بحاجة ماسة للكهرباء مثل وزارة الصحة.
وأوضح أن هناك نقصاً حاداً في توزيع الكهرباء، بعدما تضرر وتعطل 90 في المئة من الخطوط المغذية للمرافق العامة ومنازل المواطنين، إلى جانب تدني كمية الكهرباء المستلمة من محطة التوليد، مشيراً إلى أن شبكة التوزيع بحاجة إلى إعادة تركيب بشكل كامل في غزّة، في حين "لا يتوفر لدينا أسلاك لإعادة توصيل التيار كون مخازننا فقيرة بذلك".
وبحسب ثابت فإن نسبة الخسائر التي لحقت قطاع الكهرباء وصلت إلى 12 مليون دولار وهي في تزايد كل ساعة، لافتاً أن كمية التيار المتوفرة تصل إلى 90 ميغاواط، 40 منها من محطة التوليد و50 من إسرائيل، ما يعني أن الكهرباء تصل إلى 3 ساعات يومياً للمواطنين والقطاع الصحي.
قطع شبكات الاتصالات والإنترنت
في العادة، يحتاج قطاع غزّة إلى 500 ميغاواط من الكهرباء يومياً، لكن بسبب الحصار كان يتوفر منها 190 ميغاواط يومياً فقط. وتمد غزّة بالطاقة ثلاثة مصادر رئيسة، الأول إسرائيل التي تزود القطاع بقدرة 120 ميغاواط (خفضتها في التصعيد إلى 90 ميغاواط)، والثاني من مصر بقدرة 25 ميغاواط (متعطلة منذ 2018)، والثالث من شركة توليد الكهرباء التي توفر في أحسن الأحوال 75 ميغاواط (في الوقت الحالي 40 ميغاواط، بعد وقف توريد السولار الخاص بها).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وليس فقط الكهرباء المنقطعة عن غزّة، بل أيضاً استهدفت المقاتلات الإسرائيلية الليلة الماضية واحداً من المسارات الرئيسة لخطوط الألياف الضوئية التي تربط القطاع بالعالم، وعليه انقطعت شبكة الاتصالات الخلوية والأرضية والإنترنت عن مناطق واسعة في غزّة، فيما تشهد المناطق الأخرى تقطعاً كبيراً في الشبكة نتيجة تضرر مقاسم شركات الاتصالات العاملة بسبب شظايا الغارات الإسرائيلية المتطايرة.
التهدئة تراوح مكانها
وفي إطار جهود إعادة الهدوء ووقف إطلاق النار المتبادل، تشير المعلومات إلى أن مصر حصلت على تفويض من مسؤول الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في الخارجية الأميركية هادي عمرو، بالبدء في بحث الصيغة النهائية للقتال والضغط على "حماس" بشكل كبير للموافقة.
واشترطت "حماس" لوقف القتال، وقف الانتهاكات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح، واقتحام المسجد الأقصى والعدوان على غزّة، وبحسب المعلومات فإن هناك تقدماً ملحوظاً في تفاهمات إعادة الهدوء، إذ بدأت إسرائيل في الاستجابة، وأغلقت المسجد الأقصى أمام المستوطنين، واستعدت لوقف إطلاق نار متبادل في غزّة، فيما ترفض إدراج قضية حي الشيخ جراح في شروط وقف النار، باعتبار أن هذا الملف قضية إسرائيلية قانونية داخلية، وكذلك من جرى سجنهم من خلال الهبة الشعبية الأخيرة.
وتشير التوقعات إلى أن يطل وقف إطلاق النار صباح يوم الخميس، بحسب التقديرات الأولية، لكن نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس قائلاً "لم يتم التوصل لاتفاق أو توقيتات محددة لوقف إطلاق النار، فيما لا تزال الجهود والاتصالات من الوسطاء جادة".
مواصلة القتال العسكري
أما ميدانياً، تواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق القذائف الصاروخية صوب التجمعات السكانية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزّة، وكذلك تركز ضرباتها على سديروت وعسقلان وبئر السبع، كما أدخلت قذائف الهاون ضمن المعركة العسكرية المستمرة ليومها العاشر.
من جهة إسرائيل، يقول الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، إن سلاح الجو كثف ضرباته بشكل محدد على أهداف "حماس" في مدينتي رفح وخان يونس، وطالت أهدافاً تحت الأرض ومقار قيادية، ومواقع عسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" ومنصات لإطلاق صواريخ فوق وتحت الأرض، لافتاً إلى بدء المرحلة الخامسة من تدمير مشروع المترو التابع لـ"حماس" في جنوب قطاع غزّة، إذ ضربت 52 طائرة نحو 40 هدفاً تحت أراض تابعة لـ"حماس" عبر 120 صاروخاً دقيقاً.
وجراء هذه الغارات، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 222 قتيلاً على الأقل، بينهم 63 طفلاً و36 سيدة، إلى جانب 1500 إصابة من بينها 50 شديدة الخطورة، و370 أصيبوا في الأجزاء العلوية، و130 إصابة في الرأس، أما في إسرائيل قُتل 12 شخصاً، وأصيب مئات آخرون.