Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تتمسك بالتباعد الاجتماعي بعد تسجيل ألف إصابة بالمتحور الهندي في أربعة أيام

بؤر ساخنة للسلالة الجديدة في "لانكشاير" تطاول 86 منطقة وأكثر

كادت بريطانيا تعود إلى الحياة الطبيعية لولا انتشار النسخة المتحورة الآتية من الهند (أ ف ب)

كُشِفَ عن قفزة في عدد الإصابات بالمتحوّر الهندي لفيروس "كوفيد- 19" بلغت ألف إصابة في غضون 4 أيامٍ، الأمر الذي دفع برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تأجيل قرارٍ متعلّق بالتخفيف من قيود التباعد الاجتماعي.

وكذلك صرّح وزير الصحة مات هانكوك بأنّ تلك السلالة الفيروسية باتت "تحكم سيطرتها" الآن في بؤرٍ ساخنة داخل "لانكشاير" كمناطق "بولتون" و"بلاكبيرن". وكذلك حذّر من أنّ "الإصابات تضاعفت خلال الأسبوع الماضي، وترتفع ضمن الفئات العمرية كلها."

واستطراداً، تزامنت هذه الزيادة من 1313 إلى 2323 حالة مثبتة منذ يوم الخميس الماضي، ما يشكّل ارتفاعاً بـ77 في المئة، مع تنديد حزب العمّال بـ"الإخفاق الكارثي" في فرض قيود صارمة على السفر من الهند في الوقت المناسب خلال الشهر الماضي.

وفي غضون ذلك، أسقطت "داونينغ ستريت" مهلةً نهائية للكشف عن موعد إنهاء قيود التباعد الاجتماعي الشهر المقبل، ما يشير بوضوح إلى أنّ النهاية المخطّط لها لكافة القيود المتبقية المتعلقة بالفيروس تواجه خطراً كبيراً.

وفي سياقٍ متّصل، أعلن بوريس جونسون قبل أسبوع بأنّه يتوقّع إزالة قاعدة التباعد "متراً واحداً على الأقلّ" في 21 يونيو (حزيران). ووعد أيضاً بالكشف عن التفاصيل الكاملة في نهاية شهر مايو الجاري، بيد أنّ المتحدّث الرسمي بإسمه تملّص من هذا الالتزام.

ولدى سؤال الأخير عن إتمام مراجعة إزالة القيود أجاب بأنّ الحكومة "تحتاج إلى وقت كي تقيِّم آخر المعطيات المرتبطة بالمتحوّر الذي رُصد في الهند" وأضاف، "لن أعطي وقتاً محدداً لذلك."

وفي مجلس العموم، أعلن وزير الصحة مات هانكوك بأنّ الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 37 عاماً سيبدأون بتلقّي اللقاح بدءاً من يوم الثلاثاء على أن يتبعهم البالغون 36 عاماً من العمر في اليوم التالي. وكذلك فتح الباب أمام طرح عدّة لقاحات كي يختار الناس منها إذا لزم الأمر، وذلك بهدف معالجة مسألة "التردّد" في أخذ اللقاح."

وجاء في البيان الذي تلاه وزير الصحة أمام النوّاب أنّه "لو أمكننا فعل المزيد في ما يتعلّق بخصائص أيّ لقاح، سأكون سعيداً في النظر إلى ذلك. مع مقاربتنا للمزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التشجيع للتقدّم وأخذ اللقاح، نتطلّع قدماً إلى مزيد من الحلول المبتكرة في معالجة التردّد الذي يشعر به المواطنون".

وإضافة إلى ذلك، أعلن هانكوك بأنّ حملة الاختبارات الشاملة ستمتدّ إلى "بيدفورد" على إثر ارتفاع الإصابات بالمتحوّر الهندي في المنطقة، معلناً إنه "لدينا حالياً 86 منطقة محليّة تسجّل 5 إصابات مثبتة أو أكثر بالمتحوّر الهندي."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وفي المقابل، شدّد هانكوك على أنّ "بيانات الرصد الأولية الصادرة عن الهند تؤكّد بأنّ اللقاحات فعّالة ضدّ هذا المتحوّر"، شرط أن يتقدّم الأشخاص لتلقّي اللقاح.

وتابع هانكوك، "في "بولتون"، ثمة 19 شخصاً مصاباً بفيروس كورونا في المستشفى وغالبيّة هؤلاء مؤهّلين لنيل اللقاح ولكنّهم لم يتلقّوه بعد". وأردف، "يدلّ هذا الأمر بأنّ المتحوّر الجديد لا يميل نحو التغلغل في المجموعات المتقدّمة في العمر التي تلقّت اللقاح. وكذلك يسلّط هذا الضوء مجدداً على أهمية تلقّي اللقاح، خصوصاً ضمن الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة لكن من دون أن يقتصر ذلك عليها وحدها."

يُشار إلى أنّه في المملكة المتحدة، تدنّت أعداد الأشخاص المصابين بالفيروس في المستشفيات إلى أقلّ من ألف شخص، فيما يستقرّ عدد الوفيات اليومية على تسعة أشخاص.

وفي سياق متصل، استهلّ جوناثان أشورث، وزير الصحة في حكومة الظلّ العمالية هجومه على الحكومة بأن خاطب هانكوك قائلاً، "كان بإمكاننا تجنّب ذلك". وأضاف، "كانت حدودنا آمنة كالغربال. إنّ التأخير في إضافة الهند على "اللائحة الحمراء" يشكّل الآن بدون شكّ إخفاقاً كارثياً".

بيد أنّ هانكوك ردّ مشيراً إلى "إننا وضعنا الهند على اللائحة الحمراء قبل بلدانٍ أخرى كألمانيا وكندا، وأوقفنا الرحلات القادمة من الهند. نتمتّع بقيودٍ صارمة ومتينة على الحدود."

وفي الإطار نفسه، الوزير تعرّض أيضاً لوابلٍ من الانتقادات جرّاء التعليمات التي أصدرها للمصطافين البريطانيين بعدم السفر إلى البلدان المدرجة على "اللائحة الصفراء" وكذلك الحمراء.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التوصية نُشرت في وقتٍ سابق على موقعٍ رسميّ تابع للحكومة، ومع ذلك، شكّل تحذير وزير الصحة صدمةً لعديد ممن ينوون الذهاب في عطلات.

وفي ملمح متصل، اتّهم هيو ميريمان رئيس لجنة النقل في البرلمان البريطاني والمنتمي إلى حزب المحافظين، الوزير هانكوك، بـ"تحويل اللائحة الصفراء إلى لائحة حمراء بصورةٍ فعلية"، وتساءل، "ما الجدوى من حيازتي على جواز سفري بعد الآن؟"

© The Independent