حمّلت جامعة الدول العربية، اليوم السبت، السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الحرب والتصعيد الخطير الذي تشهده كافة الأراضي الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي وأعضاء الرباعية الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته والتدخل الفوري والحاسم لإنهاء هذه المأساة التي بدأت منذ عام 1948 ووقف الحرب التي تستهدف الوجود والحق الفلسطيني.
واستنكرت الجامعة، في بيان، بمناسبة الذكرى الـ73 للنكبة الفلسطينية، جرائم الحرب والعدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وقصف قطاع غرة وكافة الإجراءات ومُخططات التطهير العرقي التي تُمارسها السلطات الإسرائيلية خصوصا في القدس وأحيائها. وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في إنفاذ القانون الدولي وتحقيق العدالة الغائبة منذ عقود لردع السلطات الإسرائيلية ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تُشجّع تل أبيب على الاستمرار في عدوانها على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وقال البيان، إن الذكرى الـ73 للنكبة تحل علينا اليوم والشعب الفلسطيني لا يزال يعيش تبعاتها المؤلمة منذ عام 1948، وما ترتب عليها من واقع عنوانه الشتات والتشرد والمعاناة المتواصلة، حيث تعرّض خلالها لجريمة تطهير عرقي مُكتملة الأركان من خلال تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 531 مدينة وقرية بالكامل على يد إسرائيل، ورافق عملية التطهير هذه ارتكاب أكثر من 70 مجزرة أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني. وأشارت إلى العدوان على قطاع غزة المُحاصر الذي أدى إلى مقتل 139، بينهم 39 طفلاً و22 امرأة وإصابة أكثر من 1000 آخرين استباحةً لدماء الشعب الفلسطيني وأطفاله. وأكدت الدعم الكامل له في كفاحه ونضاله من أجل استعادة كافة حقوقه المشروعة التي كفلتها له حقائق التاريخ ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
تحركات عربية
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إن مكاتب وبعثات الجامعة العربية في الخارج تعكف حالياً على متابعة تنفيذ التكليفات الواردة في القرار الذي صدر عن المجلس الوزاري بشأن العدوان الإسرائيلي على القدس وأهلها. وأضاف، أن مجالس السفراء العرب في العواصم الرئيسة تعمل على التحرك مع حكومات الدول المعتمدة لديها لحشد التأييد للموقف الفلسطيني المؤيد عربياً حول اعتداءات إسرائيل، بما فيها من تجاوزات وانتهاكات ارتكبتها في القدس، وكذلك ما تقوم به من ممارسات مفضوحة للضغط على أهالي حي الشيخ جراح لمغادرة بيوتهم.
وأوضح المصدر، أن بعثة الجامعة بنيويورك تتابع مع المجموعة العربية هناك عن كثب التحركات الجارية في مجلس الأمن بهدف تحميل إسرائيل مسؤولية اعتداءاتها، خصوصاً في ضوء التصعيد الخطير بقطاع غزة. مشيراً إلى أن تونس، العضو العربي في المجلس، تقود هذه التحركات باقتدار، فيما يسعى البعض إلى إجهاضها حمايةً لإسرائيل من التعرض لأي مساءلة أو انتقاد.
وذكر، أن التعاطف الدولي مع معاناة المقدسيين وما يتعرضون له من اعتداءات واستفزازات غير مبررة يبدو واضحاً في الأحداث الأخيرة، وأنه يتعين البناء على ذلك من خلال حشد المزيد من التأييد الدولي لكشف التجاوزات الإسرائيلية في القدس وغيرها. ونقل المصدر عن أبو الغيط تأكيده أن الأولوية الآن تتمثل في وقف الاعتداءات على قطاع غزة بشكل فوري، تجنباً لتصعيد متبادل قد تطال تبعاته المنطقة بأسرها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجدر الإشارة إلى أن القرار الذي صدر عن المجلس الوزاري الطارئ الذي انعقد في 11 مايو (أيار) الحالي، دعا إلى إطلاق تحرك دبلوماسي عربي مكثف لحماية مدينة القدس والدفاع عن مقدساتها، ودعم حقوق أهلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وطالب بتدخل المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في هذه الجرائم.
من جانبه أكد السفير دياب اللوح، مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية وسفيرها لدى القاهرة، آلية التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر في مدينة القدس أو حي الشيخ جراح وقطاع غزة على وجه الخصوص الذي يشهد مجازر دموية وتدميراً متعمداً للبنية التحتية ومنازل المواطنين.
وأضاف في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن هذا التحرك يعكس جدية دبلوماسية الجامعة العربية واهتمام الأمانة العامة لتنفيذ قرارات اجتماع مجلس الجامعة الأخير على المستوى الوزاري. موضحاً، أن ذلك يتطلب تكثيف التحرك من قبل بعثات الجامعة العربية والسفراء العرب للتنسيق والتعاون بينها لحشد موقف دولي لوقف العدوان على قطاع غزة وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وما يتم ارتكابه من جرائم حرب يتطلب فتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم.
وحول الدور العربي المعول عليه للضغط على إسرائيل قال، إن هناك دولاً عربية شقيقة وازنة تستطيع أن تمارس ضغطاً أو تأثيراً في حكومة تل أبيب، ونعول كثيراً على أن يكون هناك تحرك عربي فوري فاعل ومؤثر في الساحة السياسية الدولية لحشد موقف ضاغط على حكومة إسرائيل لوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني في القدس والشيخ جراح وقطاع غزة، لا سيما أن فلسطين بأكملها تشهد عدواناً إسرائيلياً غير مسبوق، مما يتطلب تكثيف التحرك العربي والدولي لوقف ما تقوم به حكومة إسرائيل من ممارسات عنصرية وجرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.