Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اقتصاد الصين يتوازن مع انتعاش الإنفاق المحلي وقطاع السفر

الصادرات والواردات الصينية ترتفعان لشهر أبريل 2021 مقارنة بـ2020

عامل في موقع بناء في العاصمة الصينية بكين (أ ف ب)

كان تعافي الصين بعد تفشي فيروس كورونا قوياً لكنه غير منتظم. ومع ذلك، تشير موجة البيانات التي صدرت، الجمعة 7 مايو (أيار) الحالي، إلى استرجاع ثاني أكبر اقتصاد في العالم توازنه، مع اكتساب الإنفاق الاستهلاكي- الحلقة الضعيفة في التعافي- زخماً أكبر. وأفادت وسائل الإعلام الصينية الحكومية، الجمعة، أنه بالنسبة إلى الربع الأول من العام الحالي، سجلت جميع مقاطعات الصين الـ31 نمواً بنسبة مضاعفة في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالعام الماضي. وشهدت مقاطعة هوبي، التي تفشى منها فيروس كورونا، ارتفاعاً حاداً في الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول بنسبة 58.3 في المئة، عن القاعدة المنخفضة بشكل استثنائي في عام 2020. وارتفع مقياس النشاط في قطاع الخدمات الصيني في أبريل (نيسان) الماضي، إلى أعلى مستوى له هذا العام، بينما تجاوز السفر السياحي وبعض الإنفاق الاستهلاكي مستويات ما قبل الفيروس خلال عطلة استمرت خمسة أيام انتهت الأربعاء.
في الوقت ذاته، فاجأ قطاع الصادرات الصيني، المحرك الرئيس للانتعاش الاقتصادي للبلاد في العام الماضي، الاقتصاديين بنشره شهراً آخر من النمو المرن، مدفوعاً هذه المرة بزيادة الشحنات إلى الهند ودول أخرى تضررت من عودة ظهور فيروس كورونا بقوة، حيث قفزت الشحنات الصادرة من الصين بنسبة 32.3 في المئة في أبريل مقارنة بالعام السابق. وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية ليوم الجمعة، زيادةً تجاوزت تلك المسجلة في مارس (آذار)، بنسبة 30.6 في المئة على أساس سنوي، وهي تتجاوز بكثير مكاسب 21 في المئة التي توقعها اقتصاديون استطلعت صحيفة "وول ستريت جورنال" آراءهم.
نمو صادرات الصين إلى الهند في أبريل

وبغض النظر عن تأثير الوباء، زادت صادرات الصين الشهر الماضي بنسبة 36.3 في المئة عما كانت عليه قبل عامين في أبريل 2019، بحسب ما قال مكتب الجمارك الصيني. وقفزت الصادرات إلى الهند بشكل حاد في أبريل 2021، حيث ارتفعت بنسبة 144 في المئة مقارنة بالعام السابق، بارتفاع كبير من 19 في المئة في مارس (آذار) الماضي، حيث شحنت الصين إمدادات طبية متعلقة بـكوفيد-19، إلى جارتها الأكثر تضرراً. كما تسارعت حركة الشحنات إلى دول جنوب شرقي آسيا، حيث قفزت بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي في أبريل، مقارنة بارتفاع مارس بنسبة 16 في المئة.
وقال لو تينغ، الاقتصادي في بنك نومورا، والمقيم في هونغ كونغ، إن "الوباء المتفاقم في أجزاء من العالم النامي أدى إلى توقف القدرات الإنتاجية المحلية مع زيادة الطلب على معدات الحماية الشخصية الصينية الصنع".

توسيع الفائض التجاري للصين

وساعدت مفاجأة الصادرات على توسيع الفائض التجاري للصين إلى 42.85 مليار دولار في نهاية أبريل الماضي، ارتفاعاً من 13.8 مليار دولار في مارس، وبشكل أوسع من تقديرات الاقتصاديين البالغة 28.2 مليار دولار. وسُجل ذلك الارتفاع على الرغم من زيادة الواردات الصينية، التي تجاوزت أيضاً توقعات السوق، بزيادة 43.1 في المئة في أبريل مقارنة بالعام السابق، مدعومة بارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ومنذ أن بدأت إعادة فتح اقتصادها العام الماضي، كان انتعاش الصين مدعوماً من مصانعها، التي نقلت كميات كبيرة من المعدات الطبية والمنتجات الإلكترونية إلى بقية دول العالم. في حين ساعد الطلب المرن على السلع الصينية، في تعافي الصين وتغلبها على تحدي توقعات التباطؤ، وضمِن مكانتها باعتبارها الاقتصاد الرئيس الوحيد الذي حقق نمواً في عام 2020.
وكان قطاع الخدمات أقل إثارة للإعجاب، على الأقل حتى الآن، إذ فشل في مواكبة تعافي قطاع التصنيع، في حين أدى الأداء المتباين إلى زيادة الاختلالات في الاقتصاد الصيني العام الماضي. وقال الاقتصاديون وصناع السياسات، إن تلك الاختلالات بحاجة إلى الميل أكثر لصالح الاستهلاك المحلي. ومع ذلك، تبددت هذه الآمال مراراً وتكراراً بسبب التفشيات الدورية في عدوى كورونا في جيوب مختلفة من البلاد، مما أبقى المستهلكين في حالة قلق شديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الصينيون وفتح المحافظ

والآن، ومع السيطرة على موجة تفشي فيروس كورونا الأخيرة، بدأ المواطنون الصينيون، الذين لا يزالون محبوسين داخل حدودهم، في فتح محافظهم مرة أخرى. وارتفع في أبريل، مؤشر مديري مشتريات الخدمات "سياتشين تشاينا"، وهو مقياس خاص لنشاط الخدمات، إلى 56.3 نقطة، مرتفعاً من 54.3 نقطة في مارس ووصل إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020، بحسب ما ذكرت شركة الأبحاث "آي أتش أس ماركت"، الجمعة 7 مايو. وتشير القراءة فوق 50 نقطة إلى التوسع، بينما تشير القراءة الأقل من 50 نقطة إلى الانكماش.
وأظهر مؤشر "سياتشين تشاينا" أن الطلب الخارجي القوي على بعض الخدمات الصينية - مثل الاستشارات والأعمال الأخرى التي تتطلب معرفة مكثفة - لعبت دوراً كبيراً في تعزيز النشاط في هذا القطاع، ما دفع الشركات إلى زيادة مستويات التوظيف لديها للشهر الثاني على التوالي. لكن الإنفاق الاستهلاكي التقليدي آخذ في الارتفاع أيضاً.

230 مليون رحلة سفر داخلية

وخلال عطلة عيد العمال التي استمرت خمسة أيام، والتي بدأت في الأول من مايو (أيار) الحالي، أظهرت البيانات الرسمية أن المسافرين الصينيين قاموا بما مجموعه 230 مليون رحلة، متجاوزين 195 مليون رحلة مسجلة خلال نفس العطلة في عام 2019، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد المسافرين مستويات ما قبل الإصابة بالفيروسات لأي عطلة عامة مرتبطة عادةً بحركة المرور الكثيفة.
وحطم شباك التذاكر في الصين أيضاً أرقاماً قياسية جديدة للإيرادات وأعداد الزوار خلال خمسة أيام العطلة. وارتفعت مبيعات تذاكر السينما إلى 1.67 مليار يوان (259.6 مليار دولار أميركي)، بزيادة قدرها 9.4 في المئة عن ذات فترة الإجازة في عام 2019. وأغلقت دور السينما خلال عطلة عيد العمال في العام الماضي. وقال الاقتصاديون في شركة "سيتي غروب" في مذكرة الأربعاء، إن "نشاط العطلات القوي يشير إلى أن الاستهلاك، وبخاصة خدمات المستهلك، تظهر كمحرك جديد للنمو".
وأظهرت بيانات رسمية أنه على الرغم من الانتعاش في عدد الرحلات، أنفق السائحون بشكل جماعي أموالاً أقل بنسبة 23 في المئة هذا العام، مقارنةً بنفس العطلة في عام 2019. وأرجع الاقتصاديون في "سيتي غروب" الاستهلاك الحذر إلى خصم منتجات السفر والتحول نحو السياحة ذات المسافات القصيرة.