Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقسامات دولية حول رفع الملكية الفكرية عن لقاحات كورونا

ترحيب فرنسي وروسي وتحفظ ألماني والشركات المصنعة تبدي خشيتها

على وقع تفاقم الوضع الوبائي في عدد من الدول، لا سيما الهند، ومعاناة الدول الفقيرة من نقص كبير في جرعات لقاحات فيروس كورونا، أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء الخامس من مايو (أيار)، تأييدها رفع براءات اختراع اللقاحات، في خطوة لاقت ترحيباً من هنا وتحفظا من هناك، فقد أيد الاقتراح كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن التحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي"، يينما رفضت الجومة الألماني الاقتراح، وأعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لمناقشة الطرح الأميركي، فيما أبدى المصنعون رفضهم الضمني للمقترح.

وقالت ممثلة التجارة الأميركية، كاثرين تاين، في بيان، إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19". وأضافت، "هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 تستدعي اتخاذ تدابير استثنائية".

ماكرون "يؤيد تماما"

فقد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس عن "تأييده التام لرفع الملكية الفكرية" عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بعد أن كان متحفظا حتى الآن، غداة إعلان للرئيس الأميركي جو بايدن بهذا المعنى.
واعلن الرئيس الفرنسي لدى افتتاح أكبر مركز تلقيح في باريس "نعم علينا بالطبع جعل هذا اللقاح فائدة عامة عالمية" مشددا على أن الأولوية على المدى القصير هي "التبرع بالجرعات" و"الانتاج بالتعاون مع الدول الأكثر فقرا".
في 23 نيسان (أبريل)، قال إنه يعارض الرفع الفوري للملكية الفكرية، موضحًا أن الموضوع كان يتعلق بنقل التكنولوجيا.
وأضاف "ما قلته ببساطة وهو واقع هو أن ثمة إقبال كبير اليوم ما يجعل من الصعب الوصول إلى اللقاح" بينما قال الاتحاد الأوروبي أيضًا إنه" مستعد لمناقشة "رفع براءات الاختراع عن اللقاحات ضد كوفيد".
وتابع "يمكنهم نقل الملكية الفكرية إلى شركات تصنيع الأدوية في إفريقيا، فليس لديهم منصة لإنتاج تقنية +الحمض النووي الريبوزي المرسال+. موضوعنا هو نقل التكنولوجيا والمعرفة بحيث تكون هناك منصات تنتج مثل هذه اللقاحات في إفريقيا. هذا هو الهدف".

وبوتين أيضا

كذلك أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس عن دعمه لفكرة إلغاء براءات الاختراع للقاحات كوفيد وحض حكومته على النظر في إلغائها بالنسبة للقاحات الروسية.
وقال بوتين في اجتماع متلفز "نسمع من أوروبا فكرة، تستحق في رأيي الالتفات إليها، وهي إلغاء براءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 برمتها"، مضيفا أن "روسيا ستدعم بالتأكيد خطوة كهذه".

الحكومة الألمانية تتحفظ

من جهتها أعربت الحكومة الألمانية عن تحفظات شديدة بشأن اقتراح التخلي عن براءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد، وشددت على ضرورة أن تبقى "محميّة".
وقالت متحدثة باسم الحكومة ردا على الموقف الأميركي إن "حماية الملكية الفكرية هي مصدر الابتكار ويجب أن تظل كذلك".

 

ترحيب دولي واستعداد أوروبي

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أشاد من جهته بـ"قرار تاريخي" لواشنطن.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي "مستعد لمناقشة أي اقتراح من شأنه معالجة الأزمة بطريقة فعالة وعملية"، بما في ذلك "كيف يمكن أن يحقق الاقتراح الأميركي هذا الهدف"، داعية جميع الدول المنتجة للقاحات إلى "السماح بتصديرها".

ورحب تحالف "غافي"، الخميس، بالقرار الأميركي، وحث واشنطن على مساعدة الشركات المصنعة في نقل المعرفة لتعزيز الإنتاج العالمي.

ويواجه "غافي"، الذي يتخذ من جنيف مقراً ويرأس مبادرة "كوفاكس" للتوزيع العادل للقاحات مع منظمة الصحة العالمية، نقصاً كبيراً في إمدادات اللقاحات بعد ما علقت الهند الصادرات فيما تواجه موجة ثانية شرسة من جائحة كوفيد-19.

المواد الخام والمعرفة الفنية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال "غافي" لوكالة "رويترز" في بيان، "نقدر أيضاً أهمية التزام إدارة (بايدن) بالعمل على زيادة إنتاج المواد الخام، الأمر الذي سيكون له تأثير فوري على تخفيف قيود الإمدادات العالمية الراهنة".

وأضاف، "ومن أجل تحقيق المساواة العالمية في الحصول على (اللقاحات)، يتعين على الولايات المتحدة ألا تدعم نقل حقوق الملكية الفكرية فحسب، وإنما أيضاً المعرفة الفنية بهدف تعزيز الإنتاج العالمي على نحو عاجل". وقال البيان، "يحث غافي المجتمع الدولي أيضاً على تقاسم الجرعات مع كوفاكس على الفور لمساعدة البلدان الأكثر تضرراً من نقص الإمداد العالمية والتي تحتاج بشكل عاجل إلى حماية سكانها الأكثر تعرضاً للخطر".

وقال داميان أوكونور، الوزير النيوزلندي للزراعة والأمن الحيوي، "نرحب بشدة وندعم بقوة اقتراحات رفع براءات اختراع اللقاحات. نعمل بشكل فاعل مع شركائنا لإحراز تقدم في هذا الملف".

قرار "مخيب للآمال" 

وحتى الآن، تملك المختبرات الأميركية بشكل أساسي براءات الاختراع، وهي تعارض عموماً هذا الأمر لأنه سيحرمها من عائدات مالية ضخمة تدرها اختراعاتها.

واتصلت وكالة الصحافة الفرنسية بشركات الأدوية الأميركية "جونسون أند جونسون" و"فايزر" و"موديرنا" بعد ظهر الأربعاء، لكنها لم تتلقَ رداً.

وفي بيان الأربعاء، اعتبر "الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية"، أن قرار الولايات المتحدة "مخيب للآمال".

وأضاف، "نتفق تماماً مع الهدف المتمثل في مشاركة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل سريع وعادل في جميع أنحاء العالم. ولكن كما قلنا مراراً وتكراراً، فإن التعليق (لبراءات الاختراع) هو الحل السهل ولكن الخطأ لمشكلة معقدة".

رئيس الاتحاد الأميركي لصناعة الأدوية، ستيفن أوبل، اعتبر بدوره أن هذا القرار يمكن أن "يضعف بشكل أكبر سلسلة الإمداد التي تشهد صعوبات أساساً ويشجع انتشار لقاحات مزورة". وأضاف أنه يجب بدلاً من ذلك معالجة مشكلة التوزيع والتوفير "المحدود" للمواد الأولية.

"بايونتيك" تشكك

من جهتها أكدت شركة بايونتيك الألمانية الخميس أن براءات اختراع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لا تعطّل إنتاج أو توفير الجرعات التي طورتها بالاشتراك مع فايزر.
وأفادت في بيان أن "براءات الاختراع ليست العامل الذي يحد إنتاج أو توفير لقاحنا. لن تزيد الإنتاج العالمي وتوافر جرعات اللقاحات على المدى القصير والمتوسط"، في رفض ضمني لدعوة الولايات المتحدة إلغاء براءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

المزيد من متابعات