Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخدمات الصحية البريطانية تدعو "إنستغرام" إلى منع الترويج لعقار خطر

دعوة لمنصة التواصل الاجتماعي العملاقة كي تشرح الطريقة التي تعتمدها لحماية المستخدمين من عقار يروج  له من قبل "مؤثرين" على الشبكة. ويُرجح أن يكون هذا العقار السبب في "التشوّهات الجسدية والاضطرابات في نظام التغذية وغيرها من الحالات"

طلب من شركة إنستاغرام الحؤول دون عمليات بيع الأبيتامين على منصتها (غيتي)

ناشد مسؤولو "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS في بريطانيا، منصة "إنستغرام" كي تضع حدا لمؤثرين يستخدمونها لترويج وبيع عقار Apetamin- وهو عقار "خطر" وغير مرخص، وغالباً ما يُعلن عنه كدواء يساعد متناوليه في الحصول على جسم "نحيف متين"، يحاكي نمط جسم كيم كارداشيان.

وقد أظهر بحث سريع على منصة "إنستغرام" وجود العقار المذكور على صفحاتها – وهو مستحضر يمكن أن يسبب الإرهاق واليرقان والفشل الكبدي [أو التليف] – وقد ورد ضمن إعلان نُشر في عشرات الحسابات، وسيشاهده على الأرجح ملايين الأشخاص، وفق ما ذكر مسؤولو الهيئة الصحية في رسالة بعثوها إلى مدير "إنستغرام"، آدم موسيري.

التحذير الذي بعثه كل من مديرة قسم الصحة النفسية في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" - فرع إنجلترا، كلير موردوخ، ومدير شؤون الصحة الوطنية البروفيسور ستيفن بويس، وكيتي والاس من "مؤسسة (مكافحة) تشوهات الجسم"، يثير الانتباه من أن العقار المذكور قد يتسبب "بأذى خطير لكل فرد يتناوله".

وناشد مسؤولو الصحة البريطانيون "إنستغرام" إلى إغلاق كل حساب يُعلِن عن هذا العقار، الذي غالباً ما يُطرح باعتباره "فاتح للشهية"، وحذف كل محتوى يروج له. وكتب المسؤولون الصحيون في رسالتهم "هذا الدواء يُستهلك كعقارٍ مكمل وظيفته تعزيز صورة وشكلٍ للجسم، يعتبرهما بعض كبار المؤثرين (على وسائط التواصل الاجتماعي) صورة وشكلاً مرغوبين، وهو يتوجه بالدرجة الأولى إلى النساء والبنات ممن هم بعمرٍ فتي". تابعت الرسالة "باسم المرضى (الذين تعتني بهم "هيئة الخدمات الصحية الوطنية")، وباسم العاملين في الهيئة، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات وتشوهات جسدية، وغيرها من حالات نفسية، وأيضاً باسم عائلات جميع أولئك الأشخاص، إننا نعبر عن قلقنا من التأثيرات الجسدية والنفسية التي يتسبب بها الترويج لهذا العقار، ونحثكم بشدة على إظهار واجب الحرص تجاه زبائنكم، والقيام الآن بحذف هذا المحتوى الخطير".

وكانت مسألة هذا العقار بدأت تتفاعل إثر تحقيق لقناة "بي بي سي" حول انتشار الترويج لـ "أبيتامين" على وسائط التواصل الاجتماعي. وبثت الـ "بي بي سي" مقابلة مع شابة تحدثت عما حصل معها في هذا الإطار، إذ قالت "تشعرين بغثيان (رغبة بالتقيؤ) قوي. وتنتابكِ هزة أو رجفة أو اضطراباً. وأنا ربما أخذت جرعة زائدة منه". تابعت الشابة "وقعت عن الدرج في البيت. ووقعت في الشارع ونقلوني إلى المستشفى. أبيتامين هو الشيطان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى وفي السياق ذاته قالت "وكالة  تنظيم الأدوية ومستحضرات العناية الصحية" ببريطانيا MHRA هذا الأسبوع، إنها تجري تحقيقاً في الأمر على ضوء ما ورد في الوثائقي الذي عرضته "القناة الثالثة لـ بي بي سي" تحت عنوان: "منحنيات (جسمانية) خطرة: انصحوا تمرضوا" Dangerous Curves: Get Thic, Get Sick.

ورسالة المسؤولين الصحيين، التي جاءت يوم الجمعة الفائت، ذكرت أن الـ "وكالة تنظيم الأدوية ومستحضرات العناية الصحية" قالت بوضوح إن الـ "أبيتامين" "ليس دواءً مرخصاً، وينبغي عدم بيعه وتوزيعه، أو الإعلان عنه، من دون إجازة". كما قالت إن "تناول الأدوية غير المرخصة يمكنه التسبب بعواقب صحية خطيرة".

إلى هذا ذكر المسؤولون الصحيون في رسالتهم أنه فيما شددت "إنستغرام" في الآونة الأخيرة على أن بيع وشراء المستحضرات غير الطبية، أو العقاقير التي تحتاج إلى وصفة طبيب، يمثل خرقاً لسياساتها، إلا أن العديد من الحسابات على هذه المنصة كان لا يزال ناشطاً في الإعلان عن الـ "أبيتامين" على الرغم من الشكاوى التي رفعت. تابعت الرسالة "للأسف، الكثير من هذه الحسابات ما زال ناشطاً (في الترويج للعقار)، وحين ترفع شكاوى بحقهم – تماشياً مع سياسة "إنستغرام" – فإنه لا يجري اتخاذ أي تدابير، ولن نحصل (كمشتكين) سوى على رد من إدارة المنصة يزعم أن المبيعات التجارية لـ "أبيتامين" لم تنتهك الشروط العامة المتبعة".

ويقوم مسؤولو "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في هذا الإطار بالمطالبة بتحديث طارئ للائحة الأفعال والتدابير التي يمكن أن تقوم بها "إنستغرام" لإغلاق حسابات كهذه والتأكد من حذف كل محتوى يبيع "أبيتامين" أو يروج له. كما يطلب المسؤولون الصحيون من منصة التواصل الاجتماعي العملاقة إعطاء فكرة دقيقة عن عدد الحسابات والمنشورات التي جرى حذفها بسبب الـ "أبيتامين"، وإيضاح الخطوات المُتخذة راهناً لحماية المستخدمين من محتوى كهذا "ترجح مساهمته أو تسببه في اضطرابات وتشوهات جسدية ومشكلات في الأكل وغيرها من الحالات".

كذلك يوجه المسؤولون الصحيون لـ "إنستغرام" سؤالاً عما إذا كانت المنصة العملاقة تدعم التوصية الصادرة من المدير التنفيذي لـ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS، السير سايمون ستيفنس، والتي تقول إن شركات التواصل الاجتماعي يمكنها المساهمة أكثر من الناحية المالية، بغية تحسين وزيادة خدمات الصحة النفسية للشبان، تلك الخدمات التي "ازداد الطلب عليها بهدف الحصول على دعم للأشخاص الذين ترتبط مشكلاتهم الصحية بمحتوى مُضر نشر على شبكة الإنترنت".

استكمالاً أيضاً، فقد ضغط مسؤولو الصحة البريطانيون على "إنستغرام" كي توضح وتؤكد إن كانت "توافق على أن فكرة السماح في بيع عقاقير المُكمِلات، مثل "أبيتامين"، والتي تهدف إلى تشجيع النساء والبنات الشابات الأكثر تأثراً بالحملات على التوصل إلى أشكال وأنماط أجسام غير طبيعية وغير آمنة صحياً، هي فكرة مُخالفة لشروط الاستخدام العامة في المنصة". وفي هذا السياق، قال متحدث باسم "مؤسسة (مكافحة) التشوهات الجسدية"، "نحن كجمعية خيرية صغيرة بتنا أكثر وأكثر مُنهمكين بأعداد الناس الذين يتصلون بنا بهدف الحصول على مزيد من المساعدة لمعالجة حالات مستفحلة من التشوهات الجسدية body dysmorphic disorder. تابع المتحدث "على الرغم من أن وسائط التواصل الاجتماعي ليست هي من يتسبب بالتشوهات الجسدية، إلا أنها تلعب دوراً ضخماً في مفاقمة أعراض هذه التشوهات. ونحن نناشد إدارات الشركات (منصات التواصل الاجتماعي)، مثل "إنستغرام"، للتعامل بجدية مع مسألة صحة المستخدمين، المعرضين للمخاطر. إذ إن الترويج لـ "أبيتامين" على وسائط التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون بالغ الضرر من ناحية الصحة الجسدية والنفسية. لذا ينبغي على ذاك الترويج أن لا يمر مرور الكرام".

تقارير إضافية من وكالة "بريس أسوسييشن"

© The Independent

المزيد من صحة