Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تفرض القرارات "العكسية" نفسها على اجتماع أوبك+"؟

محللون يتوقعون الإبقاء على سياسة الخفض التدريجي للإنتاج

أسواق النفط العالمية تترقب قرارات "أوبك +" حول الإنتاج مع إرتفاع إصابات كورونا ( رويترز )

تترقب أسواق النفط العالمية اجتماع وزراء تحالف أوبك+، لمناقشة سياسات خفض الإنتاج المقررة، وسط مخاوف من أن يؤدي ارتفاع إصابات كورونا حول العالم وخصوصا في الهند، إلى تعطيل تعافي الطلب، مما يضع التحالف في وضع "حرج" لاتخاذ قرارات "عكسية" باستمرار التخفيضات الحالية على ما هي أو تعميقها حسب تطورات مستويات الطلب.

وفاجأت منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها بقيادة روسيا، فيما يعرف بتحالف "أوبك+" السوق خلال اجتماعها في أول أبريل (نيسان) عندما اتفقت على تخفيف تدريجي لتخفيضاتها القياسية للإنتاج، واتفق التحالف على تخفيف التخفيضات البالغة سبعة ملايين برميل يوميا، بواقع 350 ألف برميل يوميا في مايو (أيار)، و350 ألف برميل يوميا أخرى في يونيو (حزيران)، و400 ألف برميل يوميا إضافية أو نحو ذلك في يوليو (تموز). وذكرت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، إنها ستوقف تدريجيا تخفيضاتها الطوعية الإضافية بحلول يوليو (تموز)، في خطوة ستضيف مليون برميل يوميا على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة.

اللجنة الفنية

وتنظر اللجنة الفنية المشتركة في العوامل الأساسية للسوق، وتراقب مدى الالتزام بتخفيضات إنتاج النفط. في الوقت ذاله تسجل الهند أرقاماً قياسية يومية لعدد إصابات "كوفيد-19"، وقد أمرت اليوم قواتها المسلحة بتقديم يد العون في مواجهة تنامي الإصابات الجديدة الذي يغمر المستشفيات.

تقديم موعد الاجتماع 

وأفادت مصادر وثيقة في "أوبك+" بأن دول المجموعة ستعقد اجتماعها للجنة المراقبة الوزارية المشتركة اليوم الثلاثاء بدلاً من غد الأربعاء كما كان مقرراُ في وقت سابق، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". وصرح الأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو، الإثنين، بأن "أوبك" ترى إشارات إيجابية في تطور الاقتصاد العالمي وفي آفاق صناعة النفط. وقالت ثلاثة مصادر من تحالف "أوبك+" إن اللجنة الفنية المشتركة المنبثقة عن المجموعة أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام من دون تغيير، لكن بواعث قلق تساورها حيال تنامي إصابات "كورونا" في الهند ومناطق أخرى. وفي أحدث تقاريرها الشهرية عن سوق النفط، رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعها لنمو الطلب العالمي على الخام 70 ألف برميل يومياً إلى 5.95 ملايين برميل يومياً. وقال أحد المصادر، "نمو الطلب ما زال عند 6 ملايين برميل يومياً للعام 2021". وأضافت المصادر أن الاجتماع عبر أيضاً عن مخاوف من أن ينال تزايد إصابات "كورونا" في الهند من الطلب على الوقود في ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم.

لا تغيير

من جهته، قال المحلل النفطي كامل الحرمي لـ"اندبندنت عربية"، إن هناك شبه إجماع على استمرار "أوبك+" في سياسة التخفيف التدريجي لتخفيضات الإنتاج القياسية، وبالتالي لن يسفر الاجتماع المقبل عن أي تغييرات في الاتفاق الحالي. وتوقع الحرمي، تماسك الأسعار عند مستوى 65 دولاراً للبرميل الواحد، ليبقي الاختبار الحقيقي للأسعار عندما يفرج "أوبك+" عن الكميات التي قام بتخفيضها والتي تصل إلى نحو 8 ملايين برميل. وأشار إلى أن الأسعار الحالية تعتبر مناسبة للجميع لكنها ليست مستمرة في الصعود بسبب استمرار تداعيات كورونا إلى جانب الزيادة المتوقعة في إنتاج الولايات المتحدة من الخام وزيادة المخزونات، بالإضافة إلى تأثر الطلب في الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بعد كل من الولايات المتحدة والصين.

استقرار الأسعار

من جانبه توقع رائد الخضر، رئيس قسم البحوث لدى "إيكويتي غروب" العالمية، التي تتخذ من لندن مقراً لها، أن تُحافظ أوبك وحلفائها على اتفاقها الحالي والانتظار حتى نهاية يوليو (تموز) لتقرير المستجدات واتخاذ القرارات على ضوئها، وهو ما قد يُوفر الاستقرار للأسعار خلال الفترة الحالية فوق مستويات الـ 60 دولار للبرميل. وقال الخضر "إن اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة هذا الأسبوع سيكون تقنيًا إلى حدٍ كبيرٍ، حيث من غير المرجح أن يكون هناك تغييرات كبيرة على سياسة "أوبك+"، وإن لم يكن هناك أمر طارئ سيكون ذلك الاجتماع لمجرد التأكيد على القرارات التي تم اتخاذها مؤخرًا أو ربما تعديلات، وأن يكون فقط لمراقبة وتقييم الوضع الحالي حيث تبدو السوق متوازنة حتى الآن."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح رئيس قسم البحوث أن هناك اقتراحات خرجت لم يتم تأكيدها بخفض تصنيف الاجتماع القادم والذي قد يتم تخطي الاجتماع الوزاري الكامل وعقد مناقشات داخل لجنة المراقبة الوزارية المشتركة فقط، ولكن على الأرجح، قد يتم التطرق لطرح بعض التعديلات على الزيادة بحوالي مليوني برميل يوميًا خلال الفترة من مايو (أيار) إلى يوليو (تموز) نظرًا للضرر على الطلب قصير المدى مع خروج فيروس كورونا عن السيطرة في الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.ويرى الخضر، أن إغلاق أكبر المدن في الهند مرة أخرى يشير إلى توقعات بانخفاض الطلب على الديزل والبنزين بنسبة تصل لـ 20 في المئة في أبريل (نيسان) مقارنة بشهر مارس (آذار) السابق.وأفاد بأن أسعار النفط تضع في الاعتبار عدم التواصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن المشروع النووي، والبيانات الصادرة قللت من أي احتمالات لصفقة قريبة، وهو ما أبقى الأسعار مستقرة نسبيًا فوق مستويات الـ 60 دولار للبرميل، وحتى الآن لم تظهر آثار تراجع شديد بسبب موجة الإصابات الشديدة في الهند، في وقت أظهرت البيانات زيادة لمخزونات النفط الخام الأميركية وهي الأولى منذ شهر.

مخاطر الطلب

وقال إدوارد بيل، محلل السلع في بنك الإمارات دبي الوطني، إن تركيز اجتماع "أوبك+" المقبل سينصب على مخاطر الطلب على المدى القريب والمتعلقة بارتفاع حالات الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم لتسجل أعلى مستويات يومية منذ بدء الوباء، مع تأخر نشر التطعيمات على نطاق أوسع. وأضاف بيل، أن الاجتماع الأخير للتحالف شهد الموافقة على زيادة الإنتاج على مدار الثلاثة أشهر المقبلة بما في ذلك إلغاء السعودية للتخفيضات الطوعية البالغة مليون برميل يوميا. وكشف بيل، أن الوضع حاليا يعتمد مدى التعامل مع تأثر الطلب في الهند بسبب ارتفاع حالات الإصابة والإغلاق الناتج في المراكز الرئيسية للاقتصاد. وتحدث محلل السلع لدى بنك الإمارات دبي: "خفضت مصافي النفط في الهند بالفعل معدلات المعالجة وسط انخفاض الطلب، هذا بجانب دخول بعض الدول ذات الأهمية الاقتصادية في الإغلاق مرة أخرى، لذلك من المرجح أن تكون الضربة الاقتصادية على المدى القريب حادة وقد تصل إلى أشهر الصيف". وتابع: "ليست الهند وحدها تكافح مع ارتفاع جديد في الحالات إذ لم يكن لدى العديد من الأسواق الناشئة نفس إمكانية الوصول إلى اللقاحات التي تحتاجها الاقتصادات المتقدمة وأجزاء من أميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا لإعادة فرض عمليات الإغلاق أو القيود الأخرى.. لذلك فإن خطر حدوث انخفاض أوسع في استهلاك النفط عبر الاقتصادات الناشئة سريعة النمو عادة مرتفع ومثل عام 2020 يمكن أن يحدث فجأة".

تحركات أوبك+

ورجح بيل أن أوبك+ قد تختار الاستمرار في إضافة كميات كما هو مخطط في وقت سابق من شهر أبريل (نيسان) على أمل أن يتم طرح لقاحات قوية في بعض الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيساعد على تعويض الركود الناجم عن انخفاض الطلب على النفط في الأسواق الناشئة. وقال إن أوبك+ أظهرت نفسها عرضة لاتخاذ إجراء مفاجئ في اجتماعاتها حتى الآن هذا العام، لذلك لن نستبعد احتمال أنها تكبح بعض الإنتاج من مليوني برميل يوميا في إضافات العرض للمساعدة في تثبيت الأسعار عند المستويات الحالية تقريبًا.

المحادثات الإيرانية الأميركية

وتوقع بيل أن تتابع أوبك+ عن كثب المفاوضات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة وتسعى إلى إعادة دمج إيران في نظام الإنتاج المستهدف بسرعة إذا كانت قادرة على تصدير النفط الخام بحرية.  ويرى محلل السلع، أنه بالتوازي مع اجتماع أوبك+ المفاوضات الجارية بين أطراف الاتفاق النووي الإيراني، تم الإبلاغ عنها حتى الآن على أنها "بناءة" مع احتمال رفع بعض العقوبات الأمريكية عن إيران. ومع ذلك، كان هناك تشدد في المواقف في الأيام الأخيرة مع استعداد الولايات المتحدة على ما يبدو لدعم رفع العقوبات المتعلقة بالمجال النووي مع الاحتفاظ ببعض العقوبات الأخرى التي تم تقديمها خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.وقال بيل "لم نكن نعول على عودة إيران بطريقة ذات مغزى إلى أسواق النفط هذا العام، وبالتالي لا نتوقع زيادة في الإنتاج، إذ تنتج البلاد ما يقرب من 1.5 مليون برميل يوميا دون مستويات الربع الثاني من 2018، عندما انسحبت إدارة ترمب من خطة العمل الشاملة المشتركة. وأفاد بأنه إذ توصل الجانبان لاتفاق دبلوماسي فإن احتمال اندفاع النفط الإيراني إلى الأسواق -على الأرجح- سيكون بسعر مخفض لجذب المشترين، مما يضيف مخاطر هبوط كبيرة على أسعار النفط.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز