Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدوري الأوروبي الممتاز خيانة بشعة لكرة القدم

هذا الاقتراح الجشع من شأنه أن يحرم الرياضة من عنصري المنافسة والطموح اللذين لا غنى عنهما

بعد أن التزم نادي "توتنهام هوتسبير" للتو الانضمام إلى الدوري الأوروبي الممتاز الجديد، من العدل أن نتساءل لماذا كلف نفسه عناء فصل مدربه الضعيف الأداء جوزيه مورينيو.

فمع استقرار فريقه في المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالتالي، وكما تبدو الأمور اليوم، عدم تأهله للحصول على مكان في دوري أبطال أوروبا المربح والمرموق في الموسم المقبل، يكون تحرك كهذا مفهوماً على أسس تقليدية، لكن إذا مضى الدوري الأوروبي الممتاز كما هو مخطط له، سرعان ما لن يهم المركز الذي سينتهي فيه الفريق في الترتيب. فمركزه في الدوري الممتاز باقٍ إلى الأبد. قد لا يفوز الفريق بالمرتبة، لكن لن تكون تنحيته عنها ممكنة. وبوسعه أن يحل بعض اللاعبين الهواة محل لاعبين نجوم، مثل هاري كين وسون هيونغ مين، من دون أي مساءلة.

والأمر الأكثر واقعية هو احتمال أن يجد النادي نفسه عاجزاً عن مواكبة الإنفاق الضخم المطلوب لتحقيق فرصة كبيرة للفوز في الدوري الممتاز، لأن نادي "مانشستر سيتي" تموله فعلياً دولة ذات سيادة، والأندية الباقية يمولهم أصحاب المليارات. وأفضل اللاعبين ستشتريهم من نوادٍ أخرى – على مستوى العالم – نوادٍ في الدوري الأوروبي الممتاز، لكن ستشتريهم أيضاً أكثر النوادي ثراءً في الدوري الممتاز من الأعضاء الأضعف (نسبياً).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسينتهي الأمر بها إلى التحول مجموعة نخبوية تتألف من ثلاثة أو أربعة نوادٍ، تشارك على الدوام في حرب دائمة لجذب المواهب، مع تحويل العوائد الضخمة للنوادي، كما هي الحال الآن لكن بكميات أكبر، مباشرة إلى الحسابات المصرفية لأكثر اللاعبين تألقاً. وعلى هذا، لا يبدو ذلك حتى نموذج أعمال مستدام على وجه التحديد، باستثناء أن بعض مالكي النوادي يتمتعون عملياً بإمكانية وصول غير محدودة إلى الأموال.

لا بد من خنق الدوري الممتاز عند ولادته. فمن شأنه أن يحرم الرياضة من عنصري المنافسة والطموح الضروريين، واللذين لا غنى عنهما. وسيهمن على المباريات المفترض أنها مثيرة ويلعب فيها أسماء بارزة كبيرة، كل توترات "الصيد المعلب" (الصيد السهل في مناطق مغلقة). ستكون لعبة بلاستيكية [مصطنعة]. فهذه الرياضة، التي تشوهها بالفعل الأموال الضخمة، ستصبح أكثر بشاعة حتى.

وعلى أقل تقدير، يبدو اللاعبون والمدربون والمشجعون غير متحمسين. وفي الوقت الحالي لا تزال الفرق الألمانية والفرنسية في منأى عما يجري، فضلاً عن أن الدوري الممتاز من دون نادي "باريس سان جيرمان" أو نادي "بايرن ميونيخ"، لن يكون ممتازاً بما يستحق المشاهدة أو يحظى، في الواقع، بالقدر نفسه من الاحترام.

والواقع أن هذا الاقتراح يبدو كأنه محاولة، عرض وتهديد من قبل ما يسمى "النوادي الكبرى"، حتى يصبح بوسعها التلاعب بقواعد دوري الأبطال الحالي وتأمين موقع في دوري الأبطال الحالي أو الموسع. وقد تنجح هذه الجهود، نظراً إلى الأثر المحبط على دوري الأبطال، لكن من المفيد أن يتحدى الدوري الممتاز هواة الاتحاد الإنجليزي والدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم ولاعبيها المشاركين.

فهل يريد "مانشستر يونايتد" حقاً أن ينحى أو يطرد من الدوري الإنجليزي الممتاز؟ وهل يترك ملعب "أولد ترافورد" شبه فارغ؟ وهل يريد مايسون ماونت ألا يلعب في فريق إنجلترا في كأس العالم؟ وهل يريد "نادي ليفربول لكرة القدم" من مشجعيه أن ينتقلوا إلى نادي "إيفرتون"، أو أن يتخلوا عن كرة القدم، بعد أن تحول شغفهم الأسطوري إلى يأس؟

على الرغم من كل شيء، تكمن المشكلة في أن دوري الأبطال سيكون أكثر إغراءً فلا يتراجع مالكو هذه النوادي، حتى مع احتمال التوصل إلى تسوية. فقد تحولت هذه النوادي إلى علامات تجارية عالمية، سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا، ومنذ ذلك الوقت أصبحت جذورها المحلية، أو حتى الوطنية ضعيفة.

واستناداً إلى الحقيقة المرة، على على الرغم ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي، قد يكون هناك عدد كافٍ من مشجعي هذه النوادي في مختلف أنحاء العالم الذين سيدفعون لمشاهدة مباريات لا معنى لها على شاشات التلفزيون وشراء التذكارات. وقد لا يكون فقدان أغلب قاعدة المشجعين "المحليين" بمثابة وسيلة ردع. وإذا انسحب بعض اللاعبين، من الممكن شراء آخرين من مختلف أنحاء العالم.

ويتلخص الاستنتاج المنطقي لأي نادٍ غير راسخ الجذور في الانجذاب نحو أسواقه الجديدة. قد ينتقل "ملعب الإمارات" الخاص بنادي "أرسنال" إلى الصين أو نيجيريا، مثل "ملعب هايبري"، وليس هناك من الأسباب الوجيهة ما يمنع "تشيلسي" من الانتقال إلى روسيا، أو "مانشستر سيتي" إلى أبو ظبي، حيث يعيش مالكوه. ويمكن رفع "نادي ليفربول لكرة القدم"، بأكمله مع أبواب "ملعب أنفيلد" ومدرج "كوب" وتماثيل اللاعبين شانكلي وبايسلي وهيوز، وإلقاؤه في كاليفورنيا أو ماساشوستس. وقد يكون ذلك أكثر صدقاً، وقد يسمح لكرة القدم الإنجليزية بإعادة بناء نفسها، في شكل أكثر فقراً، لكن أكثر سعادة.

وستعني عمليات الطرد الفورية من صفوف "النوادي الستة الكبرى" فوز نادي "ليستر سيتي" بالدوري الإنجليزي الممتاز، على نحو غير متوقع، للمرة الثانية في غضون خمس سنوات، مع حلول نوادي "وست مهم يونايتد" و"إيفرتون" و"ليدز" وراءه، الأمر الذي يعني أيضاً الذهاب إلى دوري أبطال أوروبا الجديد لمواجهة نادي "باريس سان جيرمان". وهذا لا يبدو بالغ السوء. وكرة القدم الحقيقية ستستمر [تقيض لها حياة مديدة].

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة