Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تفلت الأسواق الروسية من العقوبات الأميركية الجديدة؟

الروبل والأسهم يتعافيان في نطاق محدود لكن المخاطر لا تزال قائمة

تجاهلت الأسواق المالية الروسية الجولة الأخيرة من العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة يوم الخميس، في 15 أبريل (نيسان) الحالي، فانتعشت أسواق الأسهم والروبل بقوة في تعاملات الجمعة. 

وتعافى الروبل، الذي شهد أحجام تداول أعلى بخمس مرات من المعتاد قبل إعلان العقوبات، من خسائره على مدار يومين ليقف عند 75.8 مقابل الدولار خلال التعاملات في موسكو. كما أضافت سوق الأسهم "آر تي أس" أكثر من 1 في المئة صباح يوم أمس الجمعة لتتجاوز ما تحوّل إلى أسبوع قوي للمؤشر المقوَّم بالدولار، إذ قفز بأكثر من 5 في المئة في المجموع خلال الجلسات الخمس الماضية. 

وضربت الولايات المتحدة روسيا بأقسى وأوسع حزمة عقوبات منذ ثلاث سنوات، يوم الخميس، ومنعت المؤسسات المالية الأميركية من شراء ديون الحكومة الروسية في مزادات السندات اعتباراً من 14 يونيو (حزيران) المقبل، وطردت 10 دبلوماسيين وفرضت عقوبات على 40 شركة وفرداً. 

أقل من المتوقع

ولكن الإجراءات كانت أخف مما كان يُخشى في البداية، إذ ستظل البنوك والمستثمرون الأميركيون قادرين على الاحتفاظ بأي سندات حكومية روسية يمتلكونها بالفعل، ولم يُمنعوا من التداول في السوق الثانوية، مما يعني أنه لا يزال بإمكانهم شراء الديون الحكومية الروسية وبيعها والاحتفاظ بها، ولكن لا يتم ذلك بشكل مباشر في مزادات السندات التي تنظمها وزارة المالية الروسية أو البنك المركزي أو صندوق الثروة الوطني. 

وقال ليفون كامريان، المحلل في شركة "سكوب ريتينغز"، لصحيفة "ذا موسكو تايمز"، "في الوقت الحالي، يبدو أن الولايات المتحدة قد سحبت بعض لكماتها: العقوبات ليست قاسية كما كان متوقعاً". 

وصرّح أندريه كوشيتكوف، السمسار الرئيس في بنك "أوتكيريتي" المملوك للدولة، أن العقوبات الجديدة "غير سارّة، لكنها بعيدة من أن تكون كارثية". 

وذكرت صوفيا دونيتس، الخبيرة الاقتصادية في "رينيسانس كابيتال"، "على الرغم من أن الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية على روسيا كانت الأشد في ثلاث سنوات، إلا أنها لا تزال معتدلة، وقد شعرت السوق الروسية ببعض الارتياح بعد الإعلان، إذ تم تسعير السيناريوهات المعاكسة خلال الأسابيع الأخيرة في الغالب".  

وبدأت الأسواق الروسية بالتعافي مساء الخميس مع ظهور تفاصيل حزمة العقوبات. في وقت سابق من اليوم ذاته، انخفض الروبل بما يصل إلى 2 في المئة مقابل الدولار الأميركي، وهي خطوة مهمة في أسواق العملات الأجنبية. وقفزت عائدات السندات عندما أشارت التقارير للمرة الأولى إلى أن الولايات المتحدة ستعاقب ديون الحكومة الروسية. 

وقال أرتيم زيغرين، كبير الاقتصاديين في "سوفا كابيتال"، في مذكرة بحثية للعملاء، "أي تدفقات إضافية من السوق وأي تقلّب في العملات الأجنبية على المدى القصير يمكن أن يكون محدوداً". وأضاف أن المزيد من الوضوح بشأن نهج الولايات المتحدة يمكن أن "يخفف من المخاطرة" المسعرة حالياً في السندات الحكومية الروسية. 

وارتفع العائد على السندات الحكومية الروسية بشكل كبير قبل إعلان العقوبات، في إشارة إلى أن المستثمرين ينظرون إليها على أنها عالية المخاطر ويطالبون بعائدات أكبر للاستثمار، لكنهم قلّصوا جميع خسائرهم تقريباً بحلول نهاية اليوم. 

موسم الضرائب 

وقال مكسيم كوروفين، من "في تي بي كابيتال"، إن الروبل يجب أن يحصل على دفعة إضافية في الأسابيع المقبلة مع بداية موسم الضرائب في روسيا، عندما تحتاج الشركات الكبيرة إلى شرائه (بالتالي زيادة الطلب عليه)، من أجل تسوية فواتيرها الضريبية. 

ومع ذلك، حذّر آخرون من أن الروبل لم يتم ربطه بالأسس الاقتصادية الأساسية لأشهر عدة حتى الآن، إذ ضعفت العملة بأكثر من 20 في المئة مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، على الرغم من الأداء الاقتصادي المثير للإعجاب لروسيا وانخفاض مستويات الديون والتعافي الكامل وتحسن أسعار النفط. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما نبّه المحللون إلى أن العقوبات التي تم الإعلان عنها يوم الخميس كانت "الخطوة الأولى" من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن المستثمرين يجب أن يكونوا مستعدين لمزيد من التصعيد والقيود الأكثر صرامة. 

وقال كول أكيسون من "سبيربنك للعملاء" في مذكرة صباحية يوم أمس الجمعة إن الولايات المتحدة وضعت "إطاراً قانونياً لزيادة العقوبات - أو خفضها - بسرعة إذا رغب الرئيس الأميركي في ذلك". وأضاف "من هنا، يبدو أن إدارة بايدن تحاول أن تظهر للحكومة الروسية والكونغرس والجمهور أنها سترحب بعلاقات أفضل مع موسكو، لكنها تستعد أيضاً لمزيد من التدهور فيها". 

وأوضح تيموثي آش، الخبير الاقتصادي في "بلو باي" لإدارة الأصول أن المستثمرين الغربيين سيفكرون في خياراتهم، وأن الآثار الاقتصادية لهذه الحزمة من العقوبات ربما تتسبب في حدوث تموّجات في السوق. وأضاف "من دون شك، سيوقف هذا الإجراء بعض المستثمرين، على الهامش، من الاستثمار في روسيا"، على الرغم من أنهم ليسوا ممنوعين من حيازة ديون الحكومة الروسية في المرحلة الثانوية وتداولها.

وأردف آش "لقد تجاوزت الولايات المتحدة نقطة الصفر، وأشارت إلى أن معاقبة الديون السيادية أمر ممكن، لذلك يتعيّن على المستثمرين أيضاً النظر في اتجاه العلاقات الأميركية الروسية. وبما أنها تتدهور، علينا بالتأكيد أن نتوقع مزيداً من العقوبات وليس تخفيفها". 

ولا تزال التوترات في شرق أوكرانيا نقطة اشتعال محتملة بين الطرفين، وكذلك الاحتجاز المستمر لمعارض الكرملين أليكسي نافالني، الذي تتدهور صحته في السجن. ومن المقرر أن تحدد إدارة بايدن إجراءات جديدة في بداية يونيو، رداً على ما وصفته باستخدام روسيا غير القانوني لسلاح كيماوي في تسميم نافالني بغاز أعصاب. 

وقال كامريان "تشير العقوبات الجديدة إلى نهج أكثر صرامة تجاه روسيا في ظل إدارة بايدن، بالتالي لا يزال خطر فرض مزيد منها مرتفعاً".

اقرأ المزيد