بدأت البورصة المصرية أسبوعاً دامياً، فقدت فيه أكثر من 25 مليار جنيه (1.5 مليار دولار أميركي)، بعد مرور يومين فقط على بداية الأسبوع.
وتسربت الخسائر إلى البورصة مع منتصف الأسبوع الماضي، لتختم جلسة نهاية تعاملات الخميس الماضي (نهاية الأسبوع) على خسائر بلغت نحو 7 مليارات جنيه (446 مليون دولار)، قبل أن تواصل مسلسل الخسائر مع بداية الأسبوع الحالي، عندما أنهت تعاملات أمس الأحد على خسائر بلغت نحو 8.2 مليار جنيه (523 مليون دولار).
التراجع يخيم على السوق
خّيم التراجع والأداء السلبي على أغلب المؤشرات الرئيسة لبورصة القاهرة بعدما فقدت نقاط الدعم الرئيسة تحت ضغط مبيعات أجنبية، لتحقق أكبر خسائر يومية في مارس (آذار) الحالي تخطت الـ 17 مليار جنيه (1.08 مليار دولار) في ختام جلسة تعاملات اليوم الإثنين، ليغلق رأس المال السوقي عند 641.2 مليار جنيه (41 مليار دولار).
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة "EGX30" مع ختام تعاملات جلسة اليوم بنسبة بلغت نحو 2.45 في المئة، ليهوي إلى مستوى 10537 نقطة. كما سقط مؤشر "EGX70EWI" للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 5.27 في المئة، في حين هبط مؤشر "EGX100EWI" الأوسع نطاقاً بنسبة 5.41 في المئة.
تذبذب السوق كان واضحاً مع تأرجح الأسهم
وقال المتخصص في شؤون البورصة المصرية، وائل النحاس، إن مؤشرات الخسائر الدامية كانت واضحة مع بداية التعاملات الصباحية مع تجاوز عدد كبير من الأسهم حدود نسبة الهبوط المحددة بخمسة في المئة، وكذلك تجاوز بعض الأسهم نسبة الصعود المحددة أيضاً بخمسة في المئة على مدار جلسة اليوم.
وأضاف لـ "اندبندنت عربية" أنه مع تذبذب عدد كبير من الأسهم صعوداً وهبوطاً، أوقف مجلس إدارة البورصة التداول على 58 سهماً لمدة 10 دقائق، لتجاوزها النسبة المقررة سواء صعوداً أو هبوطاً خلال الجلسة.
وتابع أن تعاملات المستثمرين الأجانب سجلت صافي بيع بقيمة 43.3 مليون جينه (2.2 مليون دولار)، بينما سجلت تعاملات المستثمرين المصريين صافي شراء بقيمة 30 مليون جنيه (1.9 مليون دولار) في حين سجلت تعاملات المستثمرين العرب صافي شراء بقيمة بلغت 13.5 مليون جنيه (860 ألف دولار).
وقال المتخصص في شؤون البورصة إيهاب سعيد، إن جلسة تعاملات اليوم كانت دامية وأثرت على أكبر مؤشرين (السبعيني والثلاثيني) على حد سواء مع ظهور البيع المكثف مع الدقائق الأولى في الجلسة بقيم تداول مرتفعة.
خسائر الأسبوع فادحة
وأضاف في تصريح خاص أنه على الرغم من تحقيق البورصة خسائر في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن خسائر هذا الأسبوع كانت فادحة، وشهدت خلال الـ 48 ساعة الماضية هبوطاً غير معلوم على الأسهم الكبرى القيادية، مما تسبب في التوسع في عمليات البيع بشكل مكثف، مما أخل بتوازن السوق، مرجعاً ذلك إلى الأوضاع الصحية في مصر مع احتمالات أن تضرب موجة ثالثة من جائحة كورونا خلال الفترة المقبلة، على الرغم من توفر بعض القرارات الاقتصادية الإيجابية منذ مطلع الشهر الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توقعات بتصحيح المسار غداً
وتوقع أن تعاود البورصة إلى تصحيح المسار والارتداد التصحيحي السريع بداية من منتصف جلسة غد الثلاثاء أو بداية جلسة الأربعاء.
وطالب بضرورة طرح منتجات جديدة في السوق المصرية والتسريع في الطروحات سواء الحكومية أو القطاع الخاص، مع استهداف اكتتابات الشركات الكبرى لتشجيع المستثمرين خصوصاً الصغار منهم، لافتاً إلى أن حال التذبذب ستسود، إلا إذا حفز مجلس إدارة البورصة السوق بمحفزات ومنتجات جديدة وقوية تنعش السوق.
غياب الطروحات الجديدة
وقالت المتخصصة في أسواق المال، رضوى السويفي، إن سيطرة الأفراد على السوق ليست في مصلحتها، وثمة غياب للمستثمرين الأجانب بسبب عدم وجود طروحات أولية قادرة على جذبهم للسوق المصرية.
وأضافت في تصريحات صحافية محلية "أن الأسعار في السوق أصبحت جاذبة جداً للشراء، لكن الوضع العام يقول إن الهبوط لم ينته بعد".
