Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منع الانبعاثات لا يكفي لإنقاذ الكوكب

من المقرر إبلاغ الحكومة البريطانية بوجوب تطبيق سياسات مناسبة تتصدى للضرر الجسيم الذي أحدثه الاحتباس الحراري

ارتبط تلوث الغلاف الجوي بظاهرة الاحتباس الحراري على مدار عقود طويلة (غيتي)

إن الوصول إلى مستوى "صفر صافي" من انبعاثات غازات الدفيئة لن يكون وحده كافياً في مكافحة أزمة المناخ بطريقة مناسبة، بحسب ما سينقله رئيس "وكالة البيئة" Environment Agency البريطانية في تحذير يوجّهه إلى وزراء حكومة المملكة المتحدة وشركات عدة.

بدلاً من "صفر صافي"، يحثّ جيمس بيفان القطاعين العام والخاص في المملكة المتحدة على تبنّي سياسات "صفر صافي وأكثر" net zero plus، التي تعمل على تقليص الانبعاثات والتكيّف في الوقت ذاته مع الظروف المناخية القاسية، وارتفاع مستويات سطح البحر الذي سبق أن تسبب الاحتباس الحراري به.

وسيذهب بيفان في تحذيره إلى أن التكيّف مع المناخ المتغير سيسمح للشركات بأن "تزدهر"، وفق كلامه، وسيوفر فرصاً عدة "لإعادة بناء ما تدمّره الفيضانات، وعلى نحو أفضل، وكذلك إنشاء مدن أكثر خضرة ونظافة، والنهوض بالطبيعة، وفي الوقت ذاته احتجاز الكربون وتخزينه".

وذكرت "وزارة الشؤون البيئية والغذائية والريفية" (ديفرا Defra) في بريطانيا أن الشعار المقترح للحراك سيكون "التكيّف والازدهار".

حالياً، تكافح المملكة المتحدة لبلوغ مستوى "صفر صافي" في انبعاث غازات الدفيئة مع حلول 2050. ويتطلّب تحقيق هذه الغاية الحدّ من الانبعاثات قدر الإمكان وتنفيذ إجراءات عدة في هذا الإطار، من قبيل زراعة أشجار إضافية بهدف إبطال كل التأثيرات المتبقية التي تأتّت من التلوث.

وأثناء اجتماع مقرر يوم الثلاثاء المقبل لطاولة مستديرة في "وايتهول" [وسط لندن] والمجموعة الصناعية بشأن تصفير الانبعاثات، سيقول بيفان إنه حتى إذا توقفت كل انبعاثات الكربون حول العالم بين عشية وضحاها، سيبقى ملموساً تأثير التلوث الذي حدث فعلياً طوال عقود عدة.

كذلك سيشدّد بيفان على أهمية المشاريع التي تساعد العالم في المضي قدماً نحو "صفر صافي" من انبعاثات غازات الدفيئة، وذلك عبر تجميع غاز ثاني أكسيد الكربون carbon sequestration  من الغلاف الجوي، وكذلك مساعدة العالم في التكيّف مع ظاهرة تغيّر المناخ التي لا رجوع فيها.

وتشمل تلك الخطة تدابير على شاكلة مشروع "الحفاظ على برودة الأنهار"، الذي يتضمن زراعة 300 ألف شجرة على طول الأنهار من جانب "وكالة البيئة" ومنظمات أخرى، بهدف احتجاز الكربون من ناحية، والحفاظ على الممرات المائية أكثف ظلالاً وأشد برودة بالنسبة إلى السلمون وأسماك الترويت، من ناحية أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسيرد في كلمة رئيس "وكالة البيئة" أن متوسط درجات الحرارة العالمية قد ارتفع فعلاً بمقدار 1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، إلى جانب تأثيرات الفيضانات المتكررة والشديدة والنقص في المياه وتآكل السواحل، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالحياة البرية والتراث الثقافي.

ويحذّر بيفان من أن مستويات سطح البحر ستواصل ارتفاعها في جميع السيناريوهات المناخية المستقبلية.

من المتوقع أن يتوجه بيفان إلى المجتمعين بكلمات تقول إنه "حتى مع العمل العالمي والوطني الطموح الذي نريد جميعاً أن نشهده بغية الحدّ من الانبعاثات، صار استمرار التغيّر المناخي الآن حتميّاً".

"من هنا، حريّ بنا كدولة أن نكون على جاهزية للتكيّف مع الأحوال المناخية المختلفة كي نكون قادرين على مواجهة الأخطار المستقبلية والصدمات المحتملة التي قد تؤثر في اقتصادنا وازدهارنا وأسلوب حياتنا".

وكذلك سيشير إلى أنه "في الحرب الباردة، نظمت الحكومة البريطانية حملة بعنوان الحماية والنجاة. إذا أردنا الاستجابة إلى التهديد الوجودي الذي نواجهه اليوم، الذي تمثّله حالة الطوارئ في المناخ، يمكننا عندئذ تغيير هذا الشعار إلى التكيّف والازدهار".

 "يلزمنا أن نلجأ إلى تصميم وبناء بنيتنا التحتية ومدننا واقتصادنا بطريقة تتيح لها التكيّف مع الآثار المترتبة عن تغيّر المناخ".

وسيؤكد رئيس "وكالة البيئة" البريطانية أن "بيت القصيد ليس البقاء على قيد الحياة فحسب. إذا أمكننا أن نتكيّف على نحو صائب (مع التغيرات المناخية)، سيكون في وسعنا أن نزدهر أيضاً".

© The Independent

المزيد من بيئة