تذكرت المحامية الفلسطينية لينا الترك، وهي تنتظر حقنها بلقاح فيروس كورونا في إحدى العيادات الطبية بغزة، الضغوط الاجتماعية التي واجهتها في القطاع المحافظ لقبولها التطعيم.
وقالت لينا البالغة 28 سنة: "هناك أشخاص بدأوا يقولون لي أنتِ مجنونة". "تريدين أخذ الطعم؟ انتظري أقله لنرى خيره وشره".
وقال مسؤول إن 8500 شخص فقط تقدّموا للحصول على اللقاح في غزة، على الرغم من أن القطاع الذي يعيش فيه مليونان من الفلسطينيين، تسلّم حوالى 83 ألف جرعة منذ فبراير (شباط) الماضي، تبرّعت بها روسيا والإمارات وبرنامج "كوفاكس" العالمي.
وينتشر الارتياب من اللقاحات في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، حيث سُجّلت أكثر من 57 ألف إصابة بفيروس كورونا و572 وفاة، وحيث خفّفت السلطات القيود السارية لمنع انتشار العدوى.
ويخشى الناس من ظهور آثار جانبية للتطعيم، ويتداولون هواجسهم على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مجدي ضهير، نائب مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة في غزة: "نحن نستهدف 150 ألف شخص من الفئة رقم واحد، وهم العاملون في الحقل الطبي وكبار السن والمرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة، والذين قد يعانون مضاعفات كبيرة إذا ما انتقلت إليهم العدوى".
وأضاف: "من سجّلوا أنفسهم لتلقي اللقاح هم فقط 26 ألف شخص، وللأسف فإن هذا الرقم قليل جداً"، مشيراً إلى أن أحد جوانب المشكلة هو التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي أحد شوارع غزة، اتكأ أحمد نصر (57 سنة) على لوحة جدارية تشجّع على التطعيم رسمها صغار. وتصوّر اللوحة الفيروس بأنياب بارزة تحاول جذب امرأة بعيداً عن صغيرين يمسكان بيدها. وكُتب عليها شعارَي "إحمي نفسك" و"يدي بيدك نحمي كبارنا".
غير أن نصر الذي يعمل موظفاً حكومياً لم يبدُ عليه الاقتناع، إذ قال: "طبعاً سأرفض التطعيم... لأن بعض الكلام على السوشيال ميديا قال إنه أدّى إلى جلطات".
وعلى النقيض، سجّل 100 ألف فلسطيني أنفسهم لتلقي اللقاح في الضفة الغربية، حيث تسلّمت السلطات 76700 جرعة تبرّعت بها إسرائيل وروسيا وبرنامج "كوفاكس".
وتتخلف الضفة الغربية وقطاع غزة بشدّة عن إسرائيل في حملة التطعيم، إذ إن إسرائيل تتصدّر دول العالم في هذا الصدد.
