Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين "رهاب الإسلام" و"اليسار الإسلامي" تتراجع النقاشات في أوروبا

"هناك تجاوزات من الجانبين ويتم تفسير أدنى خطاب في ضوء رؤية شديدة الانقسام"

لم تنسى فرنسا الاعتداءات الإرهابية (أ ب)

وما زال مسلسل الصراع بين "رهاب الإسلام" و"اليسار الإسلامي" مستمراً في فرنسا التي تعرّضت لعدد من الهجمات الإرهابية.

فمن جهة، يقف علمانيون يدعمون صحيفة "شارلي إيبدو" مثلاً، فيُتّهمون بـ"رهاب الإسلام"، فيما يوجّه هؤلاء إلى آخرين تهمة "اليسار الإسلامي"، أي التساهل مع التطرف الإسلامي.

والحادثة الأخيرة في هذا الشأن تتعلق بأستاذين في معهد غرونوبل للعلوم السياسية اتّهِما بتصريحات مرتبطة بـ"رهاب الإسلام".

وأعلن وزير الداخلية أنه تم وضع المدرّسَين تحت الحماية.

وقد دعا الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا (أونيف) اليساري، إلى معاقبة الأستاذين اللذين كشف عن اسميهما الأسبوع الماضي عبر ملصقات على جدران المؤسسة التعليمية.

ورأت مديرة المعهد أن تصريحات أحد المدرّسين كانت إشكالية للغاية، "فيما دانت بوضوح شديد" حملة الملصقات التي "تعرّض حياة الزميلين للخطر" على حد قولها.

وعبّر أستاذ اللغة الألمانية عبر محطة "بي إف إم" عن أسفه لعدم تلقيه الدعم من مؤسسته في هذا الجدل، قائلاً "وصفني زملاء لي بالعنصرية ورهاب الإسلام".

مرحلة تراجعية للنقاشات

وقبل بضعة أسابيع، وضع أستاذ من تراب (منطقة باريس) تحت الحماية بعدما صرح بأنه تعرّض لهجوم لأنه دافع عن سامويل باتي، وهو مدرّس قتل لإظهاره رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد كانت قد نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مدير معهد العلوم السياسية في ليل بيار ماثيو لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، "نحن في مرحلة تراجعية للنقاشات (...) هناك تجاوزات من الجانبين ويتم تفسير أدنى خطاب من قبل المدرّس- الباحث في ضوء رؤية شديدة الانقسام".

وأوضح جيريمي بيلتييه، مدير دراسات في مؤسسة جان جوريس، أن "الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا تجسيد مثالي لما نسمّيه الصحوة ضد العنصرية (ووك). لديه مشكلة حقيقية مع المناقشات وتقبّل الرأي الآخر وحرية التعبير".

وأضاف "هناك هوة بين أجيال داخل المجتمع التعليمي في شأن النسبية الثقافية ودعم العلمانية وحرية التعبير. وكلما كنت مدرساً شاباً، كانت لديك ميول أقل للدفاع عن القوانين الأخيرة المتعلقة بالعلمانية ولفهم الرسوم الكاريكاتورية لشارلي إيبدو".

العلمانية عيب

وتتجاوز الأمثلة حدود فرنسا، كما توضح نادية غيرتس، أستاذة الفلسفة التي تقول إنها كانت ضحية للتهديدات في بيئتها المهنية لدعمها سامويل باتي.

وقالت لمحطة "إل إن 24" التلفزيونية البلجيكية، "العلمانية في بلجيكا أمر يعتبر مشبوهاً بشكل متزايد. لدينا الحق في أن نكون علمانيين لكن شرط تقديم تعهدات على أصعدة أخرى، كما لو أن العلمانية عيب يجب أن نتخلص منه".

ولم يعُد الجدل محصوراً داخل جدران الجامعات، بل أصبح ينتشر على المستوى السياسي، قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

لوم

وقال جيريمي بيلتييه "في الواقع، إن اليسار هو الذي ينقسم بين الذين يعتقدون أن الصراع الطبقي الجديد هو قبل كل شيء صراع عرقيّ وأنصار مبدأ عالمي لم ينسوا أن اليسار كان في المقام الأول وقبل كل شيء الدفاع عن الشعب".

وأشار فيليب كوركوف وهو محاضر في معهد العلوم السياسية في ليون إلى أن "اليسار معطّل حيال هذه الأسئلة بين الذين يقللون من شأن قضية الإسلاميين المحافظين ومعاداة السامية ويلقون باللوم على التمييز العنصري، فيما ينفي آخرون الإسلاموفوبيا ويؤكدون تنامي معاداة السامية".

والانقسامات موجودة حتى في حكومة الوسط لإيمانويل ماكرون.

في فبراير (شباط)، قدّر وزير التعليم العالي فريديريك فيدال أن اليسار الإسلامي "يسمّم المجتمع ككل"، خصوصاً الجامعات، في تصريح أشاد به اليمين واليمين المتطرف ولكنه تسبب بجدل في المجتمع التعليمي.

وعبارة "اليسار الإسلامي" أطلقها قبل نحو 20 عاماً عالم الاجتماع الفرنسي بيار أندريه تاغييف "للإشارة إلى أشكال انجراف يسار مؤيد للفلسطينيين صوب معاداة السامية"، وهي مثيرة للجدل في فرنسا.

وقد تشعّب تعريفه العبارة واستخدمها للتنديد بتراخي جزء من اليسار مع الإسلام المتطرف.

وبالنسبة إلى المركز الوطني للبحوث العلمية، فإن العبارة لا تماشي "واقعاً علمياً".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة