Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة طائرات الركاب الأسرع من الصوت إلى الأجواء

أعلن انطلاق "بووم أكس ب1" ومن المتوقع إقلاع الرحلة الأولى خلال 2021

ستكون طائرة "بووم أكس ب" أول طائرة أسرع من الصوت تحمل الركاب (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - شركة بووم)

بعدما يقرب من 20 عاماً من إحالة طائرة الكونكورد الفرنسية الشهيرة إلى التقاعد، التي كانت أولى الطائرات التي تجتاز سرعة الصوت وتقطع المسافة بين باريس ونيويورك في 4 ساعات فقط، يبدو أن طائرات الركاب المدنية الأسرع من الصوت جاهزة للإقلاع مرة أخرى. فالتكنولوجيا الحديثة المتطورة تعمل على دفع جيل جديد من الطائرات إلى الواجهة، ولكن لا تزال هناك تحديات كثيرة من أجل البدء بحمل الركاب والإقلاع بهم، وهذه التحديات يتم العمل على تذليلها عبر التجارب الكثيرة التي ما زالت تُجرى منذ عام 2017 تاريخ الإعلان عن إطلاق طائرة "بايبي بووم" النفاثة، وهي نموذج لطائرة ركاب أسرع من الصوت من تصميم شركة "بووم سوبرسونيك للتكنولوجيا". وقد بدأ اختبار الطيران عليها منذ مطلع عام 2021.

تجربة الكونكورد أولاً

لكن قبل الحديث عن هذه الطائرة الجديدة، لا بد من المرور على ما حدث مع طائرة الكونكورد، وما الذي أحالها إلى التقاعد.

بحسب موقع الشركة، "فإن الكونكورد كانت أول طائرة ركاب مدنية أسرع من الصوت. ولكن سرعتها هذه كان ذات آثار جانبية كارثية، فغالباً ما حطمت هذه الطائرة عند إقلاعها وهبوطها زجاج المطارات غير المجهزة لاستقبالها، وأصابت مدرجاتها بالأضرار، وما زاد الطين بلة، هو تعرض إحدى الطائرات لحادث في 25 يوليو (تموز) 2000 عندما اصطدمت بأحد الفنادق القريبة من مطار شارل ديغول بعيد إقلاعها، وتسبب الحادث بمقتل جميع ركابها البالغ عددهم 113. لذا أحيلت إلى التقاعد وباتت تُعرض في معارض الطيران كأثر كان ومضى. وقررت شركة "إير فرانس" إيقاف رحلات طائرات الكونكورد في 31 مايو (أيار) 2003 بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها وتراجع الطلب عليها بعد 40 سنة في الخدمة بدأت في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1962.

"بووم" وسنوات من التجارب

بالعودة إلى طائرة "بووم أكس ب" التي ستكون أول طائرة أسرع من الصوت تحمل الركاب وتدخل الأسواق منذ إحالة الكونكورد إلى التقاعد، فإنه كُشف عن تصميمها في مدينة دنفر الأميركية في 15 نوفمبر 2016، وكان الهدف في البداية القيام بأول رحلة أسرع من الصوت في أواخر عام 2017 بعدما تم تأمين تمويل كاف لبنائها وتشغيلها. وتم الانتهاء من مراجعة التصميم الأولي بحلول يونيو (حزيران) 2017. وكان من المتوقع أن تبدأ اختبارات الطيران أواخر 2018.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحلول يوليو 2018، اكتمل التصميم الديناميكي الهوائي وتجميع الذيل الأفقي وتسلم المحركات. وأُجلت اختبارات الطيران مرة أخرى لعام 2019 بسبب عدم تكيف الأجنحة ديناميكياً مع الهواء. بحسب موقع شركة "بووم تكنولوجي" على شبكة الإنترنت.

استغرق هذا النوع من الاختبارات عقداً من الزمن في طائرة كونكورد، بينما لم يستغرق سوى عدة سنوات في طائرات بووم، ولكن كان من المقرر أن تبدأ عملية تجميع أنصاف جسم الطائرة المصنوعة من ألياف الكربون أوائل عام 2019، إلا أنها أجلت مرة جديدة حتى نهاية عام 2020، وذلك في معرض باريس الجوي، بعد ستة أشهر من الموعد المخطط له سابقاً، وبعد إعادة النظر في نظام الاستقرار من أجل سلامة أفضل عند السرعة العالية وعند الإقلاع والهبوط.

في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، طُرحت طائرة "بووم إكس ب1"، كطائرة جاهزة للانطلاق ومن المتوقع أن تنطلق الرحلة التجريبية الأولى خلال 2021. ودائماً بحسب تصريحات مديري الشركة عبر وسائل الإعلام.

تنافس نحو الأفضل

ولكن هذا لا يعني أن شركة "بووم تكنولوجي" هي أول من يسعى إلى تسويق طائرات ركاب أسرع من الصوت، فوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" كانت رائدة في تجاربها على طائرات X-59، وهي طائرة تجريبية أسرع من الصوت تعمل على خفض مستويات الضوضاء في مثل هذه الطائرات. وموجات الصوت الصادرة عن الطائرات الأسرع من الصوت هو أحد مشكلاتها الرئيسة في تحولها إلى طائرات مدنية أو تجارية. ومن جهة ثانية تقوم شركة "آيرون" بالتعاون مع "بوينغ" بتطوير طائرة رجال أعمال أسرع من الصوت، يمكن أن تطير بحلول 2025.

وكذلك كشفت شركة "فيرجن غالاكتيك" عن تصميم طائرة نفاثة جديدة للسفر الجوي عالي السرعة، وهي طائرة انسيابية شبيهة بطراز "كونكورد"، بطاقة استيعاب تصل إلى 19 راكباً ستحلق على ارتفاع يزيد على 60 ألف قدم. وستسافر الطائرة بسرعة فائقة تبلغ ماخ 3، أي أسرع بثلاث مرات من سرعة الصوت.

ومع ذلك، فإن خبراء الطائرات وتصميمها يعتبرون أنه حتى هذا الجيل الجديد من الطائرات الأسرع من الصوت سيظل ينتج ضجيجاً ذا تأثير سلبي، لذا يوصي كثير منهم بأن يتم العمل على تحديد تأثير هذه الطائرات الجديدة على المباني المحيطة بالمطارات، وحتى دراسة تأثير الموجات الصوتية التي تصدرها في البشر.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات