Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كهف الملح"... مشفى "الارستقراطية" المصرية للعلاج بالطاقة

يساعد الجسم على التخلص من الشحنات السلبية وتتراوح أسعار جلساته بين 6 و9 دولارات

يبنى "كهف الملح" وفق مواصفات ودراسات وتصميمات هندسية معينة   (اندبندنت عربية)

"كهف الملح"، طقس حديث يدخل على التقاليد المصرية أخيراً تقصده الطبقات الارستقراطية بعد انتشار ثقافة علم الطاقة وضرورة التخلص من شحناتها السلبية المدمرة للجسم، وتنامي الوعي بالحرص على تفريغ المنازل منها بطرق مختلفة، يأتي الملح الصخري في مقدمتها.

لكن الأمر لم يقتصر على الطبقات الأرستقراطية والمتوسطة، التي تسعى لمتابعة مستجدات العلم، لكن المدهش أنه على صعيد آخر يُقبل الفقراء على هذا التقليد، ليس بموجب ما قاله المتخصصون في علم الطاقة، بل بسبب الموروثات القديمة التي تناقلوها جيلاً بعد آخر حول أهمية الملح في تنقية الجسم من السموم والتخلص من الحسد، وطقوسهم الشعبية في رش الماء المخلوط به في أرجاء البيت لحمايته من الجن والشياطين وإبطال مفعول السحر، ليلاقي "كهف الملح" إقبالاً من كلا الجانبين كل بحسب معتقداته وثقافته.

تختلف المرجعيات الثقافية، ويتفق الجميع على فائدته للتخلص من الأمراض والضغوط.

"كهف الملح" شفاء بالتأمل ويود البحر

 يقول جمعة حميدة العقوري، أحد مؤسسي كهوف الملح في مصر، لـ"اندبندنت عربية"، إنه تخرج في كلية الآثار وأثناء عمله مرشداً سياحياً تعرف إلى زوجته الروسية التي ألهمته بالفكرة بعد تجربتها كهف الملح بمرسى مطروح (شمال غربي القاهرة) لدى قبائل البدو، فتعاونا معاً في عمل نظير له في شرم الشيخ، ثم بعد تصاعد أزمة السياحة في مصر، سعياً لنشر هذه الثقافة وتنفيذ الفكرة بالقاهرة بعدد من المناطق؛ كان أولها منطقة حدائق الأهرام، ثم توسعا بعدة فروع منها في حي المهندسين ومدينة نصر، وجاء دور تأسيس كهف الملح الكبير في واحة سيوة بالصحراء الغربية.

يوضح العقوري، أن كهوف الملح يتم بناؤها وفق مواصفات ودراسات وتصميمات هندسية معينة، لافتاً إلى أن الملح الصخري الذي نستخدمه في تصميمها نجلبه من صحراء مصر الغربية، وهو منتشر من الإسكندرية (شمال العاصمة) وحتى حدود ليبيا.

مضيفاً، أن الجدران والأسقف والدرجات بطول السلالم مصنوعة من الملح الصخري، حتى تكون الأجواء كلها معبأة بمادة اليود، المكون منه الكهف لتُخلص الجسم من الطاقة السلبية، عبر عدة طرق مختلفة منها التأمل والاسترخاء واستنشاق اليود المعبأ بالمكان وسط موسيقى هادئة وإضاءات خافتة، أو من خلال جلسات بدفن الجسد في الملح لسحب الطاقة السلبية. وتتراوح الأسعار ما بين 6 إلى 9 دولارات فقط حتى تكون في متناول الجميع.

من جهته، يقول محمد خليل، أحد أصحاب كهوف الملح بمحافظة مطروح، إن كهف الملح واحد من الطرق الاستشفائية التي يتردد عليها الزوار والسياح، لافتاً إلى أن مكونات الكهف كلها من مطروح نفسها، ويؤكد خليل أن الفرد يحتاج من 5 إلى 7 جلسات حتى يستفيد الجسم بشكل كامل، وتستغرق الجلسة الواحدة نحو 45 دقيقة تعاد كل 15 يوماً.

 

 

طقس العروسين قبل الزفاف

أصبح الاسترخاء بكهف الملح والوصول لحالة من التجديد والنشاط طقساً جديداً للمقبلين على الزواج من الرجال والنساء، بهدف التخفيف من الضغوط التي تقترن بفترة التجهيزات والاستعدادات والعقبات حتى الوصول إلى يوم الزفاف للحصول على حالة من الهدوء والاسترخاء استعداداً لمرحلة جديدة، وأصبح الأمر أشبه بطقوس الحمام المغربي الذي يقوم به العروسان.

تقول أمنية خالد، 26 سنة، عروس حديثة بحي حدائق الأهرام، إنها خلال تجهيز شقة الزوجية بالمنطقة ذاتها علمت بوجود كهف الملح بالقرب منها، وكانت بالفعل تسمع من متخصصي الطاقة عن فائدة الملح للجسم، فقررت زيارته وتجربة جلسة استرخاء هي وخطيبها قبل الزواج مباشرة، وأكدت أن إحساس الراحة والاسترخاء والنشاط الذي شعرت به بعد فترة من الإجهاد والضغوط من خلال دفن جسديهما في الملح والاسترخاء في أجواء هادئة مع الموسيقى واستنشاق اليود أثرت فيهما بشكل إيجابي. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تضيف، أنها أيضاً لم تكتف بالاستفادة من جلسات الملح فقط، بل اقتنت لبيتها الجديد عدداً من الديكورات المخصصة للإضاءة كالأباجورات والشمعدان المصنوع من الملح الصخري لطرد الطاقة السلبية منه عبر تدفق الحرارة خلال حبات الملح وانتشار اليود في المكان لتجديد الطاقة به.

وتقول الأربعينية سامية محمد، ربة منزل، إنها جربت أيضاً كهف الملح بنصائح من زوجها نظراً لوجود آلام مستمرة بجسمها، وهو من شجعها على تجربتها، خصوصاً أنها ليست مكلفة، فالجلسة لا تتعدى 100 جنيه (6.37 دولار أميركي)، وشعور الراحة بعدها كان واضحاً، مؤكدة أن زوجها يعمل إمام مسجد ينصحها بتكرارها.  

المتخصصون وعلم الطاقة

يقول أحمد شعبان، المتخصص في علم الطاقة الحيوية، إن العادة القديمة من التراث الشعبي برش الملح في الأفراح والبيوت لها أصل فرعوني، وهي صحيحة علمياً، وفكرة كهف الملح بالفعل تلفت الانتباه. بدأت في القرن الثامن عشر وجاءت من أوروبا الشرقية وتم اكتشافها من خلال ملاحظة تحسن صحة عمال مناجم الملح الذين يعملون بأعمال الحفر.

وأوضح أن ملح هذه الكهوف يختلف عن نظيره المستخدم في الطعام، فهو كتل يتم استخراجها من الجبال مشبعة بمادة اليود، التي لها فوائد عدة لجسم الإنسان، فهو مهم للغدة الدرقية، ويطرد الطاقة السالبة من الجسم، ويعمل على تنشيط الدورة الدموية، وله أهمية للجهاز التنفسي وعلاج الجيوب الأنفية، كما يعالج الصدفية. في النهاية هو علاج طبيعي وتكاملي لأمراض نفسية وجسدية وعصبية مختلفة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات