أزمة بين إسرائيل والأردن تلغي زيارة نتنياهو إلى الإمارات

للمرة الرابعة على التوالي، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة كانت مقررة إلى الإمارات، اليوم الخميس، بسبب "صعوبات في تنسيق رحلته عبر المجال الجوي الأردني".

وفسّر بيان تل أبيب رفض عمّان السماح للطائرة الرئاسية بعبور أجوائها، بأنه رد على منعها "زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي"، غير أن رئيس وزراء الدولة العبرية أكد أنه سيزور أبو ظبي "قريباً جداً".

وكان مسؤولون إسرائيليون أعلنوا عبر إذاعة محلية أن إصابة "سارة زوجة نتنياهو بالتهاب في الزائدة الدودية هو سبب إلغاء الزيارة"، وهو ما نفاه بيان الحكومة، مؤكداً الأزمة التي تشهدها العلاقة بين البلدين المتجاورين.

ممنوع التحليق

وجاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، أن "تعطل منح عمّان تصريحاً لطائرة نتنياهو بالتحليق في المجال الجوي للأردن، الناتج على ما يبدو من إلغاء تل أبيب زيارة ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله إلى المسجد الأقصى في القدس أمس الأربعاء، بسبب خلاف حول الترتيبات الأمنية في الموقع".

وأضاف البيان، "التصريح الأردني صدر في نهاية المطاف، لكنه كان متأخراً جداً بالنسبة إلى جدول أعمال نتنياهو الذي يشمل اجتماعاً مع نظيريه الزائرين المجري والتشيكي في وقت لاحق من اليوم الخميس"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو وولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، "اتفقا على تنسيق موعد آخر للزيارة"، من دون إعطاء وقت محدد أو تفاصيل.

إلى ذلك، وحول تفاصيل السجال الذي دار بين تل أبيب وعمّان، ذكرت صحف ووسائل إعلام عبرية، من بينها قناة "كان" الرسمية، أن السلطات الإسرائيلية "منعت" الأمير حسين من زيارة المدينة المقدسة، بينما أعلنت عمّان أن ولي العهد "هو من ألغى الزيارة"، خشية "التضييق على المقدسيين".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الأردن رد على التصرف الإسرائيلي بـ "منع طائرتين" لرئيس الوزراء من التحليق فوق أجوائه، وبرر مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية تأجيل الزيارة إلى الإمارات "بسبب صعوبات فنية نتجت من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي، بسبب خلاف طرأ حول التدابير الأمنية التي يجري اتخاذها في هذا المكان المقدس".

إلغاء زيارة دينية

لكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي علّق قائلاً إن ولي العهد الحسين بن عبدالله "ألغى زيارة دينية" كانت مقررة إلى المسجد الأقصى، بعدما حاولت إسرائيل فرض إجراءات "غير مقبولة" على برنامجه.

وأوضح، "أراد ولي العهد إجراء زيارة دينية إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، واتفقنا مع تل أبيب على الترتيبات، وتفاجأنا في اللحظة الأخيرة أنها حاولت فرض تدابير جديدة والتضييق على المقدسيين في هذه الليلة المباركة"، مؤكداً أن الأمير حسين "هو من ألغى الزيارة".

في المقابل، قالت قناة "كان" العبرية إن سبب الخلاف "عدم التزام" الجانب الأردني بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، وإن عدد حراس الأمن المرافقين للأمير حسين "أكثر مما اتُفق عليه"، مما دفع تل أبيب إلى "رفض مرورهم".

رفض أردني لنتنياهو

ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة في سلسلة العلاقات المتوترة بين الأردن والحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، فخلال الأسابيع الأخيرة ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي وغريم نتنياهو السياسي بيني غانتس "زيارة سرية" إلى عمّان، جمعته مع العاهل الأردني الذي يرفض التواصل مع نتنياهو أو الردّ على مكالماته الهاتفية منذ فترة طويلة، ولا يرى فيه شريكاً نزيهاً للسلام.

الرفض الأردني لرئيس الوزراء الإسرائيلي عبّر عنه غانتس بقوله إن "العلاقات مع عمّان يمكن أن تتقدم لولا وجود بنيامين نتنياهو".

ويحمّل العاهل الأردني نتنياهو شخصياً مسؤولية كل القرارات الإسرائيلية التي استهدفت القدس والوصاية الهاشمية فيها أخيراً، فضلاً عن قرار ضم مستوطنات الضفة الغربية والأغوار.