Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميغان كما ديانا أدركت متأخرة ما يعنيه الالتحاق بالأسرة المالكة

هذه المقابلة المدوية والصادمة حقاً تسمح لنا أن نخرج باستنتاج واحد: إن كل شيء ذهب مع آل ويندسورز

زفاف ميغان وهاري عام 2018 بدا وكأنه من عالم القصص الخيالية ( غيتي)

حسناً يا عزيزي. شيء مروع، ومروع فعلاً. لست متأكداً من أن أحداً قد خطر له ولو من بعيد البؤس الذي عانت منه ميغان إلى حد حملها على التفكير بالانتحار، وأنها لم تكن تستطيع اللجوء إلى أي شخص مفيد طلباً للمساعدة. قد لا يرد القصر بالمثل فينشر المزيد من الغسيل الوسخ أمام الملأ. لكن ستكون هناك تسريبات لاتهامات مضادة، وسيبرز موقف الجانب الآخر (أو مواقف الجوانب الأخرى) من هذه المسألة، في الوقت المناسب.

وربما لن يستمر الصمت المهيب المخيم الذي قد يكون الطريقة الأفضل بالنسبة للجميع لتجاوز هذه المرحلة والمضي قدماً، ولدينا سلفاً قصة "تنمر" ميغان المفترض على مساعديها. حرب التسريبات والتسريبات الصحافية المضادة ستتواصل، تماماً على شاكلة حرب تسريب المعلومات والمعلومات المضادة لوسائل الإعلام التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي حين انفصل تشارلز وديانا.

وحتى أولئك المشغولين بأشياء أكثر جدوى من متابعة هذه القصة، سيجدون أن حكاية الجفاء المتبادل بين الأميرين الأخوين، والعائلة الملكية البريطانية المحطمة التي يجد أعضاؤها أنفسهم كمن وقع "في فخ"، حكاية تصعب مقاومتها. وكما كانت الحال مع مسلسل "التاج" شبه المتخيل، إذ كان فيه جانب واقعي، فالقصة الجديدة آسرة، على أقل تقدير لأنها تبدأ بإثارة الأسئلة حول طبيعة المؤسسة الوراثية ووظيفتها. وعليك أن تستغرب حقاً، لماذا يصر البريطانيون على أن يكون هذا السيرك في صدارة دستورهم؟

وإلى الأفكار الانتحارية والقنبلة التي تتصل بالعرق، وهي كلها أمور مذهلة ومزعجة وصادمة بالفعل كُشف عنها في سياق المقابلة، فإن أكثر المسائل الصادمة في ما قالته ميغان التي كانت تمتهن التمثيل، مفاده بأنها لم تقم بالبحث الكافي حول "الدور" الجديد الذي كانت ستلعبه بعد انضمامها للعائلة المالكة.

وهذا للأسف يؤكد النموذج الذي رسخ نفسه بنفسه منذ زواج  أخت الملكة من توني آرمسترونغ جونز في عام 1960، أو حتى حين التحق الأمير فيليب بـ"الشركة" (العائلة المالكة) عندما اقترن بالأميرة اليزابيث في عام 1947، وهو النموذج الذي يتمثل في أن أحداً لا يعرف ما الذي يفعله حين "ينضم" إلى الخدمة الملكية.

انطبق كل هذا على ديانا،والدة هاري وزوجة الأمير تشارلز، وكثير غيرها. وهذا بدوره يؤدي حتماً إلى المفاجآت، والتوتر، وسوء الفهم، والتحكم الخانق من قبل القصر، والتدخل الخبيث للصحافة، وإلى كل البؤس الذي تتمخض عنها هذه العناصر. وقد اعترفت ميغان نفسها "لقد دخلت (في الحياة الجديدة) بشكل ساذج. فأثناء نشأتي لم أتعلم الكثير عن العائلة المالكة. لم تكن جزءاً من المحادثات التي دارت في البيت. ولم تكن شيئاً تابعنا أخباره".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت ميغان "لم أقم بأي بحث. لم أفتش إطلاقاً عن معلومات حول زوجي. أنا لم أشعر بالحاجة للقيام بذلك". هكذا، لم تفهم ميغان بشكل مناسب ما تعنيه هذه العبارة الغريبة "عضو العائلة الملكية العامل" [يتقاضى المال مقابل تمثيل الأسرة هذه] في الواقع.

حسناً، قد يقول قائل إن ذلك كان نوعاً من الإهمال من جانب ميغان. فقد كان بعض البحث عبر "غوغل"سيعينها على فهم الأمر. لكن في الحقيقة، لم يستطع أي شخص، بمن فيهم حتى أولئك الذين تمتعوا بأوثق الصلات بالعائلة المالكة، أن يفهم كيف سيكون الجو خلف ستارة المخمل والفرو الأبيض التي تحجب العائلة، وذلك قبل أن يبدأوا باستنشاق هوائه بعد انضمامهم إليها.حتى أشهر هؤلاء الأعضاء الذين انتسبوا اليها بالزواج، الليدي ديانا سبنسر، وهي السيدة الأرستقراطية التي عرفت تشارلز بعض الشيء منذ كانت طفلة صغيرة، وكانت على دراية بالنظام الملكي البريطاني.

وفي حالة ديانا، فإنها لم تتوقع أو تقبل بأنه كان عليها أن تتحمل أن يقيم أمير ويلز علاقة غرامية مع امرأة أخرى، فقط لأنه أراد ذلك، كما لم تستوعب أن ذلك هو ما كانت عليه الحال دائماً. وتروي الأسطورة أن كاميلا قالت لتشارلز حين التقيا للمرة الأولى وهما في أوائل العشرينيات من العمر، إن "جدتي الكبرى كانت خليلة جدك الأكبر. فمارأيك بذلك؟".

ربما كان هذا الكلام المنسوب إلى كاميلا ملفقاً، لكن كلاً منهما كان يعلم علم اليقين أن جديهما، الملك إدوارد السابع والسيدة أليس كيبل، قد أقاما بالفعل علاقة غرامية شهيرة، وأن زوجته الملكة، قد اضطرت لتحمل تلك العلاقة. هذا ما كانت عليه الأمور في تلك الأيام، وهذا ما ستكون عليه الأمور على الدوام.

يتعامل بعض الأعضاء الجدد ممن التحقوا بالعائلة المالكة مع النفاق والادعاءات بشكل جيد نسبياً، وبعضهم الآخر يعتاد عليه، لكن هناك فئة ثالثة تبتعد من الأضواء بالقدر الممكن، وثمة من يضطرون إلى النأي بأنفسهم عنها. وهذا يسري على بعض من ولدوا في كنف هذه العائلة، كما يصح بالنسبة لمن ينتسبون إليها بالزواج. لقد كان هاري وميغان جزءاً من هذه المؤسسة بالصدفة، عن طريق الولادة ومن خلال الحب، وليس لأنهما اختارا الانتساب إليها.

كان من الضروري أن يوضح القصر والعائلة لهذين الاثنين ماالذي سيكون عليه وضعهما بعد الزواج، وكم سيكون بعض ما يحصل لهما فظيعاً. ربما كانوا قد حاولوا، وربما كما ذكرت إشاعات، أن هذا السبب بالذات هو ما دفع الأمير ويليام والأمير تشارلز لإسداء النصح لهاري وميغان كيلا يستعجلا الأمور ويستمتعان بعلاقتهما الرومانسية.

حتى ولو كانت هناك فترة غزل أطول، مع ذلك، فإن الاستعدادات لم تكن لتكتمل تماماً على الإطلاق وكان من المحتم أن يصطدما بحقيقة صادمة إلى حد ما. وباعتبار أن هاري قد شهد ما جرى لوالدته، التي ألحقت الأذى بنفسها وكانت مستهدفة من قبل الصحافة، فقد قرر هو وميغان أنهما لايريدان أن يعيشا تحديداً تلك التجربة من جديد.

ومن خلال معاينة الأشياء بأكبر قدر ممكن من التعاطف، فإن هناك شعوراً ثابتاً بالخسارة في كل هذا على جميع المستويات. كانت ميغان مكسباً هائلاً للنظام الملكي لجهة قدرتها على المساعدة في تحديثه، إذ إن بوسعها أن تعين المؤسسة الملكية على أن تمثل بشكل أفضل البلاد ودول الكومونولث التي تدعي أنها تخدمهما. وبالنسبة لدوقة ودوق ساسيكس، كان حري بهما أن يتمتعا بالنزر اليسير من الخصوصية والتحكم بحياتيهما، لا سيما أنهما أضفيا صفات جديدة على العمل الذي كان من المفترض بهما أن يؤدياه. لكن في أعقاب مقابلة أوبرا وينفري، فإن صفحة ذلك كله قد طويت، وذهبت مع آل ويندسورز.

© The Independent

المزيد من آراء