حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء التاسع من مارس (آذار)، من أن ثلث النساء في العالم هنّ ضحايا العنف الجسدي، خصوصاً الجنسي، وقد أسهمت جائحة فيروس كورونا في تفاقم الأمور.
وذكرت المنظمة في تقرير جديد نُشر غداة اليوم العالمي للمرأة، أن نحو 736 مليون فتاة وامرأة في الـ 15 وما فوق تعرّضن لاعتداء، وغالباً على يد شريكهن.
وأعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن "العنف ضد النساء آفة متجذّرة في كل الدول والثقافات ويلحق الأذى بملايين النساء وأسرهن".
نساء "وجدن أنفسهن عالقات" في أوضاع سيئة
وقالت الطبيبة كلوديا غارسيا-مورينو، واحدة من معدي التقرير، إنه حتى لو ما زالت المعطيات المتينة غير متوفّرة حتى الساعة، من الواضح أن آثار الجائحة الظاهرة منذ أكثر من سنة والتي أرغمت ملايين الأشخاص على ملازمة منازلهم وسبّبت أزمة اقتصادية عالمية، سلبية.
وصرّحت لوكالة الصحافة الفرنسية، "نعلم أن وضع عدد كبير من النساء تفاقم على الأرجح"، مشيرة إلى أن 641 مليون امرأة، أي 26 في المئة من اللواتي هن في سن الـ15 وأكثر، كنّ ضحايا العنف من قبل شركائهن.
وقالت غارسيا-مورينو، "النساء اللواتي كن يتعرّضن لسوء المعاملة وجدن أنفسهن عالقات في هذا الوضع. فجأة وجدن أنفسهن أكثر عزلة وعلى الدوام مع الشريك الذي يسيء معاملتهن".
ضغوط الوباء
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تسهم الصعوبات المادية والضغوط الناجمة عن وجود الأولاد في المنزل باستمرار ومشكلات أخرى ناجمة عن الجائحة، في التسبّب بعنف جديد. وأضافت، "نعلم أن بعض هذه العوامل التي تؤجّج العنف المنزلي قائمة".
والتقرير الذي نشر الثلاثاء، هو الثاني من نوعه ويستند إلى بيانات جُمعت بين عامي 2000 و2018. ومع ذلك، فإن الاختلاف في المنهجية يجعل المقارنات صعبة مع أول وثيقة حول الموضوع نُشرت عام 2013.
والواضح بالنسبة إلى الباحثة هو أن "معدلات (العنف المنزلي) مرتفعة للغاية وبات من الضروري التحرّك بشكل عاجل".
العنف تجاه المراهقات
ويكشف التقرير عن أن 6 في المئة من النساء تعرّضن لاعتداء جنسي من شخص غير شريكهن، لكن المحرمات التي تحيط بهذا الموضوع توحي بأن عددهن الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
وغالباً ما تبدأ هذه التجاوزات في سن مبكرة. وتعرّضت ربع الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة ودخلن في علاقة، للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل شركائهن.
وشدّدت غارسيا-مورينو على أن "ذلك يشكّل مصدر قلق، إذ إن المراهقة والبلوغ مرحلتان مهمتان للصحة والنمو وكذلك لبناء أسس لعلاقات سليمة".
تباينات إقليمية
كما لاحظ التقرير تباينات إقليمية، حتى إن كان مستوى العنف "مرتفعاً جداً في كل مكان".
وتشهد الدول الفقيرة عموماً مستويات عنف تتعرّض لها النساء أعلى من الدول الغنية، وأوقيانيا هي المنطقة الأكثر تأثراً بهذه الآفة، مع تعرّض 51 في المئة من النساء بين 15 و49 سنة، لهذه الاعتداءات. كما تأثّرت جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء بشدة بذلك.
وتسجّل منطقة جنوب أوروبا أدنى معدل بنسبة 16 في المئة. ورأت غارسيا-مورينو أن ذلك ربما يعود "إلى أن المرأة هناك لديها إمكانات أكبر للخروج من علاقة عنيفة مع وصول أسهل إلى الخدمات والحماية القانونية".
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الحكومات إلى التحرّك، لأنه "خلافاً لكوفيد-19، فإن العنف الذي تتعرّض له المرأة لا يمكن وقفه بلقاح".