Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أشكال عجيبة للنجوم تلمع في سماء الربيع

مراقبة السماء تظهر قدوم الموسم الجديد مع ليل بأضواء مثيرة

بأثر الجاذبية الضخمة لثقب أسود يمسك بها وتحمل اسمه، تبدو مجموعة "البجعة إكس-1 أشبه" بإجاصة كونية" (ناسا)

سيحل الربيع قريباً، وفي السماء تتجلى علامات كثيرة. إن أنساق النجوم البراقة التي لاحت في السماء طوال فصل الشتاء، كوكبة "الجبار"Orion، أو "الصياد" في الميثولوجيا الإغريقية، وما يرافقها من مجموعات نجمية، تغرق في اتجاه الغرب، ليشغل مكانها مجموعتا "الأسد"Leo و"العذراء" Virgo. وتتباهى هاتان المجموعتان من النجوم بنجمين يبرزان كعلامة مميزة لهما، يسطعان باللونين الأزرق والأبيض، وكلاهما يرتسمان بشكل غريب.

يطبع قلب "الأسد" نجم يسمى "المليك" Regulus، أي "الملك الصغير". على الرغم من أن الاسم لاتيني، غير أنه لا يرجع إلى زمن الرومان القدماء (الذين لم يولوا علم الفلك اهتماماً كبيراً). في الواقع، حصل النجم على اسمه من أحد علماء الفلك في عصر النهضة هو نيكولاس كوبرنيكوس الذي اشتُهِر بإصراره على أن الكواكب السيارة تدور حول الشمس وليس الأرض.

تبلغ كتلة "المليك" نحو أربعة أضعاف كتلة الشمس، ويتخطاها أشواطاً في معدل احتراقه. وبفعل تفاعلاته النووية القوية يسطع النجم 300 مرة أكثر بالمقارنة بنجمتنا [الشمس]، وتبلغ حرارة سطحه 12 ألف درجة مئوية، فتراه يتوهج في السماء باللونين الأزرق والأبيض.

واستطراداً، يمثل الشكل الملمح الأكثر غرابة في "المليك". إذا أمعنا النظر إلى هذا النجم، لن نراه طابة كروية على شاكلة الشمس، بل أشبه ببرتقالة يوسفية مفلطحة. مناطقه في القطبين ستبدو أكثر سطوعاً منها عند خط الاستواء فتظهر منتفخة، لأنها أكثر قرباً إلى نواة النجم المولدة للطاقة.

مرد ذلك كله حقيقة مفادها أن "المليك" يدور بسرعة مذهلة. فيما تدور الشمس بتؤدة حول محورها مرة واحدة كل 27 يوماً، ينهي "المليك" دورانه حول محوره في غضون 16 ساعة. في النتيجة، تتسبب سرعة دورانه بانتفاخ مناطقه الاستوائية (جراء قوة الطرد المركزي) فيما تتفلطح الأجزاء الأخرى. ولو أن "نجم المليك" يدور بسرعة أكبر بمجرد 5 في المئة، لكانت قوى الدوران فككته تماماً.

وفي المقابل، يشكل النجم المُسمى "السنبلة" ("سبايكا" Spica) دُرة التاج في مجموعة "العذراء"، إذ إنه ملون بالأزرق والأبيض أيضاً، ما يدل على أنه، شأن "المليك"، جرم شديد الحرارة. وعند هذه النقطة تنتهي أوجه التشابه التي تجمع النجمين "السنبلة" و"المليك". نظرة عن كثب، تكشف أن "السنبلة" يتكون من نجمين متقاربين جداً إلى حد أنهما يكادان يتلامسان، ويدوران حول بعضهما بعضاً في غضون أربعة أيام.

في ملمح متصل، يظهر أن النجمين شقيقين متقاربين، ويفوقان الشمس ثقلاً بسبع مرات و11 مرة فيما تتخطى حرارتهما الـ20 ألف درجة مئوية. ويتجاوران بشدة إلى درجة أن جاذبية كل منهما تخلّ بنظيرتها، وتشد الواحد منهما إلى الآخر. مع مزيد من إمعان النظر، يبدو "السنبلة" شبيهاً ببيضتين عملاقتين مضيئتين، تدوران حول بعضهما بعضاً بشكل كامل.

لكن مع ذلك، لا يعتبر النجم "السنبلة" نموذجاً عن النجوم الشديدة التطرف في أشكالها. لنضرب مثلاً بـ"النعامة إكس- 1" Cygnus X-1، إنه نجم بعيد سيّء الحظ بما يكفي ليدور حول ثقب أسود. تعمل الجاذبية القوية للثقب الأسود على تمديد النجم الضخم الساطع بالأزرق والأبيض، وتسحب الغاز من طرفه فيتجه نحو الثقب الأسود. عن قرب، سنرى نجماً أشبه بثمرة من الإجاص (كمثرى) مزروعة في الكون الفسيح، وبواسطة العود الخشبي في منتصفها، ينتقل الغاز إلى الثقب الأسود حيث يختفي من كوننا.

ما الجديد؟

في الفضاء باتجاه الغرب، تسطع في سماء المساء خلال الشهر الحالي عينان حمراوان متوهجتان. إحداهما المريخ Mars، الذي تفيض النشرات الإخبارية والتقارير بالمستجدات حوله حاضراً بعد وصول أسطول دولي من المركبات الفضائية إليه. وتشكل "الدبران" Aldebaran، العين الدامية المحقونة بالغضب في كوكبة "الثور" Taurus التي تواجه خصمها، الصياد العظيم كوكبة "الجبار" ("أوريون" Orion).

في 19 مارس (آذار) 2021، سيتبدى مشهد جميل عندما يتموضع القمر هلالاً بين "الدبران" والمريخ، فيما يتمركز إلى الجهة اليمنى متلألئاً العنقود النجمي "الشقيقات السبع" (أو "الثريا") Pleiades.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النجوم السبعة المألوفة التي تشكل المجموعة النجمية المسماة "بنات نعش الكبرى" Plough تكاد تظهر في السماء. إنها الأكثر لمعاناً بين نجوم كوكبة "الدب الأكبر" (Ursa Major باللاتينية، وبالإنجليزية Great Bear)، مع نجوم أربعة على شكل رباعي الأضلاع، ترسم الجسد، فيما تتمركز نجوم ثلاثة إلى يسار الذيل. وبين الدب السماوي والأفق الجنوبي، سيسترعي اهتمامك الشكل المميز لـ"الأسد" الرابض. إلى اليسار، ترسم نجوم "العذراء" Virgo حرف Y (واي) عملاقاً في السماء.

تعج سماء الصباح بحركة الكواكب، إذ يرتفع أكبر كوكبين سيّارين في النظام الشمسي عند الجنوب الشرقي حوالي الساعة الخامسة صباحاً. فإلى اليمين يقع "زحل" Saturn، منفصلاً تماماً عن "المشتري" Jupiter صاحب الوهج الساطع. في بداية الشهر، ستجد "عطارد" Mercury على مسافة قريبة جداً من "المشتري"، لكنه سرعان ما يغرق في انبلاج الفجر.

تواريخ مهمة هذا الشهر 

6 مارس، 1:30 صباحاً: يصل القمر إلى مرحلة التربيع الأخير (قطع ثلاثة أرباع مداره حول الأرض)؛ عطارد في أقصى استطالة غرباً.

13 مارس، 10:21 صباحاً: قمر جديد.

18 مارس: يقف القمر إلى جوار "الثريا" (الشقيقات السبع).

19 مارس: يقف القمر إلى جوار المريخ.

20 مارس، 9:37 صباحاً: الاعتدال الربيعي.

21 مارس، 2:40 مساء: يدخل القمر في مرحلة "التربيع الأول" (قطع ربع المسافة في مداره حول الأرض).

23 مارس: يقع القمر بمحاذاة النجم "كاستور" (رأس التوأم المقدم) Castor، والنجم العملاق البرتقالي "بولوكس" (رأس التوأم المؤخر) Pollux.

25 مارس: القمر إلى جوار "المليك" Regulus.

28 مارس، 01:00 صباحاً: يبدأ التوقيت الصيفي البريطاني.

28 مارس، 7:48 مساءً: اكتمال القمر.

 

(يكشف كتاب Philip's Stargazing 2021 (6.99 جنيه إسترليني) بقلم هيذر كوبر ونايجل هينبيست، النقاب عن كل الحوادث التي تشهدها السماء هذا العام)

© The Independent

المزيد من علوم