Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإيطاليون على موعد مع مهرجان سانريمو المثير للحنين والسخرية

يستمر لخمسة أيام ويستقطب ملايين المهتمين وينقل مباشرة على التلفزيون

يعود إطلاق مهرجان سانريمو للأغنية الإيطالية إلى العام 1951 (غيتي)

يثير مهرجان سانريمو للأغنية الإيطالية الحنين والسخرية في آن، وهو ما جعل من هذا النشاط الذي يبدأ الثلاثاء ويستمر لخمسة أيام، محطة سنوية تستقطب ملايين المهتمين، وينقل مباشرة على التلفزيون.

وعلى الرغم من أن كثيرين يرون في بعض مظاهره ما ينافي الأخلاق والذوق العام، ويعتبرون أن الزمن عفا عليه، إلا أن الأغنيات التي يتضمّنها، ما زالت تثير الجدل، وكذلك ملابس بعض ضيوفه التي "تفتقر إلى الذوق"،

غير أن الوباء حرم المغنين من تقديم عروضهم أمام الجمهور، واضطرت عارضة الأزياء ناومي كامبل إلى صرف النظر عن الحضور بفعل القيود على السفر.

وأثارت 2021 ضجة حتى قبل أن تبدأ، إذ إن مقدم الأمسية الافتتاحية أماديوس أثار موجة من الانتقادات بمطالبته بأن يكون الجمهور حاضراً على الرغم من الوباء، في وقت أدت الأزمة الصحية إلى جعل عدد كبير من الفنانين عاطلين من العمل، حتى إن ضغوطاً مورست من إدارة مسرح "لا سكالا" في ميلانو وأسقف سانريمو، لتؤكد وزارة الثقافة الحظر المفروض على إقامة الحفلات الحضورية.

وسيكون حضور مهاجم فريق ميلان لكرة القدم زلاتان إبراهيموفيتش ضيف شرف في ليلة الافتتاح بمثابة جائزة ترضية، وتجتذب الحفلة الافتتاحية كل سنة نحو 10 ملايين متفرج، يتابعون نجوم الأغنية الإيطالية، ويتسلون بالسجالات بين المشاهير، ويعلقون على الجدل الذي يثيره اتهام بعض الفنانين بالغناء المسجل وغير الحي، وبسرقة كلمات الأغنيات وألحانها، أو يتندرون على ملابس بعضهم غير الملائمة.

محطات مثيرة للجدل وأخرى مأساوية

يعود إطلاق المهرجان إلى العام 1951، ويهدف إلى الترويج للسياحة في مدينة سانريمو الساحلية في إقليم ليغوريا شمال غربي إيطاليا. ورأى فيه تلفزيون "راي" فرصة للتعريف بالوجوه الجديدة في عالم الفن والغناء في إيطاليا أمام جمهور يتأنق للمناسبة.

وأصبح المهرجان على مر السنين بمنزلة ممر إلزامي، فاستضاف في مراحل مختلفة نخبة نجوم الغناء في إيطاليا، من لوتشو دالا إلى مينا، مروراً بلوتشو باتيستي وأورنيلا فانيوني وحتى التينور أندريا بوتشيلي.

وكان دومينيكو مودونيو عام 1958 من أوائل الذين حققوا الشهرة بفضل سانريمو، إذ إن أغنيته "فولاري" استحوذت على إعجاب الإيطاليين السعداء بأن بلدهم الذي كان في أوج طفرته الاقتصادية، نجح في طي صفحة الحرب السوداء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن المهرجان لم يكتف باستضافة كبار الأغنية الإيطالية، بل مرّ به نجوم عالميون أيضاً، من مثل شيرلي باسي وداستي سبرينغفلايد وسوني وشير ولويس أرمسترونغ.

وشهد المهرجان عبر تاريخه حوادث عدة أثارت جدلاً، منها الضجة التي أحدثها أدريانو تشيلينتانو عام 1961 عندما أدار ظهره للجمهور، وتلك التي تسببت بها أغنية عن القتل الرحيم العام 2010، وتعرضت لانتقادات واسعة.

ولم يخلُ المهرجان من لحظات مأسوية، أبرزها عام 1967 عندما انتحر لويجي تينكو بعد ساعات قليلة من استبعاد "تشاو أموري تشاو" التي غناها مع النجمة داليدا التي كانت تربطه بها علاقة عاطفية آنذاك.

وخلال العقود الماضية، أصبح المهرجان أكثر فأكثر عنواناً للفن التجاري واستعراضات تُعتبر منافية للذوق العام، وهو ما ليس مفاجئاً من مهرجان شكّل نموذجاً لمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" الموغلة في هذا المنحى.

فروبرتو بينيني مثلاُ، نجم فيلم "لايف إز بيوتيفل"، دخل المسرح على ظهر حصان أبيض، في حين قدمت ديتا فون تيز عرض تعرٍ داخل كأس عملاقة.

أما مغني الراب أكيليه لاورو، فعمد العام الماضي إلى فك أزرار ردائه المخملي الأسود المطرز ليكشف عن بزة ضيقة شبه شفافة، في خطوة قال الفنان الأشقر المغطى بالوشم إنها ترمي إلى التذكير بخلع القديس فرنسيس الأسيزي ملابسه للدلالة على تخليه عن الثروات المادية.

اهتمام وجوائز

وإذا كان "كبار" المشهد الموسيقي يستحوذون على الاهتمام بأغنياتهم الجديدة، فإن المهرجان يشكل أيضاً فرصة أمام الشباب الصاعدين للبروز.

ويتم اختيار الفائزين بجوائز المهرجان بتصويت يشارك فيه الجمهور والصحافيون والمشاهدون عبر التلفزيون.

ورأى باولو سودو الذي شارك عام 2001 في إصدار كتاب حدث سانريمو بعنوان "المهرجان"، أن الأخير يشكل نوعاً من "الطقوس الوطنية"، وهو تجربة مشتركة تعبّر عما وصفه بـ "الحلم الجماعي" للأمة الإيطالية.

وقال لـ "وكالة الصحافة الفرنسية"، "سواء أعجبك المهرجان أم لا، سيكون حديث الساعة، وحتى لو كنت تكرهه فإنك تشاهده".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات