Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صواريخ تستهدف قاعدة جوية شمال العراق وإيران تنفي علاقتها

مجموعة "سرايا أولياء الدم" تتبنى الهجوم وبلينكن يتعهّد بـ "محاسبة المسؤولين"

أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، 16 فبراير (شباط)، أنها تعارض أي أعمال تضر بأمن العراق، ونفت إشارة بعض المسؤولين العراقيين إلى صلتها بالجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أربيل، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده لوسائل إعلام رسمية، "تعتبر إيران استقرار العراق وأمنه مسألة حاسمة بالنسبة للمنطقة، وترفض أي عمل يخل بالأمن والسلام في ذلك البلد"، ودان ما وصفه بأنه "محاولات مريبة لنسب (الهجوم) إلى طهران".

مقتل متعاقد وجرح آخرين

وقُتل متعاقد مدني أجنبي وجرح خمسة آخرون بالإضافة إلى جندي أميركي في هجوم صاروخي استهدف، ليل الإثنين، قاعدة جوية في كردستان العراق، وفق ما أعلنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم التحالف في تغريدة على "تويتر" إن الهجوم أصاب قوات التحالف في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وأوضح أنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل تباعاً. 

وأكد المتحدث باسم التحالف الكولونيل واين ماروتو لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ المتعاقد الذي قتل ليس عراقياً، لكنّه لم يعط تفاصيل حول جنسيته. 

وأطلقت ثلاثة صواريخ على الأقل على أربيل عاصمة كردستان العراق أصاب أحدها مجمّعاً عسكرياً في مطار المدينة تتمركز فيه قوات التحالف.

وأصاب صاروخان منطقة سكنية قرب المطار، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدرين أمنيين، في حين أشارت مصادر في قوات البيشمركة الكردية، لوكالة "رويترز"، إلى أن ما لا يقل عن ثلاث قذائف مورتر سقطت قرب مطار أربيل الدولي من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.

ولفت مصدران أمنيان إلى أنّ الهجوم شُنّ من داخل أراضي كردستان العراق. وقال مسؤول أميركي إنّ الصواريخ هي من عيار 107 ملم، وأطلقت من منطقة تقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الغرب من أربيل.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق أنه "في الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الإثنين 15 فبراير (شباط) 2021، تمّ إطلاق عدد من الصواريخ صوب مدينة أربيل وضواحيها، حيث سقطت على مواقع عديدة، وبحسب المعلومات الأولية فإنّ هناك عدداً من الجرحى".

وأوضح البيان أنّ "الجهات المعنية لا تزال تواصل متابعتها وتحقيقاتها بهذا الصدد". وعقب سقوط الصواريخ انتشرت قوات أمنية في محيط المطار، وسمع تحليق مروحيات فوق تخوم المدينة. 

"سرايا أولياء الدم" تتبنى الهجوم

وتبنّت مجموعة تسمي نفسها "سرايا أولياء الدم" الهجوم الصاروخي على أربيل.

والعام الماضي ظهر نحو عشر مجموعات كتلك تبنّت إطلاق صواريخ، لكنّ مسؤولين عراقين وأميركيين صرحوا إلى وكالة الصحافة الفرنسية بأنهم يعتبرون تلك المجموعات "واجهة" لفصائل مسلّحة موالية لإيران على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".

وتعارض هاتان المجموعتان بشدّة التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمنتشر في العراق منذ العام 2014 لمساعدة القوات المحلية في التصدي لتنظيم "داعش".

وسبق أن استهدفت المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019، لكن غالبية أعمال العنف تركزت في العاصمة بغداد.

تصعيد خطير

وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن استهداف أربيل ومطارها يمثل "تصعيداً خطيراً"، معتبراً ذلك صمن المحاولات الرامية لزج البلد في الفوضى.

وغرّد على "تويتر": "الهجوم على أربيل الذي أوقع ضحايا، يُمثل تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً إجرامياً يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين".

وأضاف: "لا خيار لنا إلا تعزيز جهودنا بحزم لاستئصال قوى الإرهاب والمحاولات الرامية لزج البلد في الفوضى". وتابع "إنها معركة الدولة والسيادة ضد الإرهاب والخارجين عن القانون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بشأن استهداف مطار أربيل، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية.

ودان رئيس حكومة كردستان العراق مسرور بارزاني الهجوم "بأشد العبارات". وقال إنه تواصل مع رئيس الوزراء من أجل تعاون قوات الأمن في أربيل وبغداد في التحقيق.

بلينكن يتعهّد بـ"محاسبة المسؤولين"

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إلى إجراء تحقيق في الهجوم الصاروخي متعهّداً "محاسبة المسؤولين عنه".

وقال في بيان "نشعر بالغضب من الهجوم الصاروخي الذي حصل اليوم على إقليم كردستان العراق"، مضيفاً "لقد تواصلت مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لمناقشة الحادث وأكدت له دعمنا الكامل لإجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين".

وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، قال من جهته إن الهجمات في شمال العراق "عمل شائن وغير مقبول". وأضاف في تغريدة على "تويتر"، "هجوم الليلة الماضية على قوات التحالف والمدنيين في أربيل عمل شائن وغير مقبول... لن يغفر العراقيون للفصائل المسلحة التي تعرّض استقرار العراق للخطر".

ويشكل إطلاق الصواريخ أول استهداف للجيش الأميركي أو لمنشآت دبلوماسية أميركية في العراق منذ نحو شهرين.

وسبق أن اُستهدفت المرافق العسكرية والدبلوماسية الأميركية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019، لكن غالبية أعمال العنف تركزت في العاصمة بغداد.

التحالف الدولي

واتهم المسؤولون الأميركيون والعراقيون الفصائل المسلحة المتشددة بتدبير الهجمات، بما فيها كتائب "حزب الله" الموالية لإيران وعصائب أهل الحق.

وبعد هزيمة التنظيم قلّص التحالف الدولي عدد قواته في العراق إلى ما دون 3500 عنصر، بينهم 2500 جندي أميركي.

وغالبية هذه القوات متمركزة في المجمع العسكري في مطار أربيل، وفق ما أبلغ مصدر في التحالف وكالة الصحافة الفرنسية.

تهديد أميركي

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، هدّدت الولايات المتحدة بأنها ستغلق سفارتها في بغداد في حال استمرت الهجمات الصاروخية، ما دفع الفصائل المتشددة إلى الموافقة على هدنة دائمة.

ومنذ ذلك الوقت، سُجلت خروقات عدة، كان آخرها استهداف السفارة الأميركية بصواريخ في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط