Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاؤل ليبي بمشاورات التشكيل الحكومي بعد سنوات عجاف

دبيبة يبدأ المداولة لاختيار الوزراء الجدد والمنفي يواصل جولات المصالحة والسراج ينقل صلاحياته لمعيتيق قبل مغادرة البلاد

يتأهب الشعب الليبي للاحتفال بالذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير (شباط)، وسط تفاؤل بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة برئاسة محمد بشير المنفي، وعبد الحميد دبيبة رئيس الوزراء الذي بدأ بالتشاور مع كافة الأطراف الليبية لتشكيل أعضاء حكومته، الذي قيل عنها إنها ستكون حكومة كفاءات تشمل الجميع بعد سنوات عجاف وفوضى أمنية وانقسامات سياسية وعسكرية واحتراب قبلي وانهيار اقتصادي وفساد إداري.

السراج ينقل صلاحياته لمعيتيق ويغادر البلاد

في ظل هذه الاستعدادات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة ومنحها الثقة من البرلمان خلال الفترة المقبلة من أجل توليها مقاليد الحكم، فاجأ رئيس المجلس الرئاسي ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بتكليف نائبه أحمد معيتيق بمهامه اعتباراً من أمس الأحد. وجاء ذلك في مذكرة صادرة عن الأول، برر فيها هذا القرار بسفره إلى خارج البلاد من دون أن يحدد وجهته.

ولم تحدد مذكرة التكليف تاريخ عودة السراج من سفره، الذي يأتي في وقت تشهد ليبيا تحولات سياسية كبيرة بعد انتخاب سلطة تنفيذية جديدة يأمل الليبيون منها في إخراج البلاد من حالة الفوضى التي تشهدها منذ عام 2011.

ورأى عدد من المراقبين القرار بأنه الأول من نوعه خلال فترة 6 سنوات من عمل المجلس الرئاسي، موضحين أن السراج سافر عدة مرات خلال رئاسته ولم يعتد أن ينقل السلطة لنائبه معيتيق، ويعد تكليف الأول للأخير سابقة لم تحدث منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) 2015، فيما ذهب كثيرون أنه استباق منه للأحداث.

المنفي يواصل مشاوراته من أجل المصالحة الشاملة

في الوقت نفسه يواصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي جولاته ولقاءته مع مشايخ وأعيان برقة للتشاور والتنسيق للمصالحة الشاملة حيث التقى مجموعة من أعضاء مجلس النواب وعمداء بلديات البيضاء وشحات والساحل وردامة وعمر المختار بمدينة البيضاء، وناقش معهم مسألة توحيد المؤسسات، ومساعيه من أجل إتمام المصالحة الوطنية.

وأوضح عميد بلدية البيضاء علي حسين، أنه تمت مناقشة "التحديات التي تواجه السلطة التنفيذية الجديدة، خصوصاً مسألة توحيد المؤسسات التي أثرت سلباً في المواطن وفي البلديات".

كما التقى المنفي رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بمدينة القبة، وتطرق اللقاء إلى منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية المرتقبة، وكان الأول قد استقبل في طبرق عدداً من مشايخ وأعيان بعض قبائل إقليم برقة من قبائل العبيدات والعواقير والمغاربة والعربيات في ثاني جولاته، وأعرب عن ترحيبه، وشكره للحاضرين على جهودهم المبذولة للحفاظ على النسيج الاجتماعي الليبي.

وقال رئيس المجلس الرئاسي، في تصريحات إعلامية، إن المهمة الأولى التي يسعى لإنجازها هي توحيد الجيش عبر مسار اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5)، مؤكداً أن المجلس الرئاسي سيقوم بدعم المسار، حتى يتمكن من توحيد المؤسسة العسكرية، وأوضح أن زيارته إلى بنغازي وطبرق، جاءت في إطار هذا الهدف، مشيراً إلى أن المسار العسكري من أهم المسارات التي يجب العمل عليها، بصفته قائداً أعلى للجيش الليبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت المنفي إلى أن المسار الثاني يشمل توحيد المؤسسات، وسيلمس المواطن جدواها في الفترة القريبة لتحسين أوضاعه المعيشية، والوصول إلى الانتخابات، مؤكداً أنه لا اقتراع من دون أمان يتحقق بواسطة قوات الجيش والشرطة.

وأوضح رئيس المجلس الرئاسي، أن المسار الثالث الذي سيعمل عليه هو ملف المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أنه جارٍ دراسة عدة تصورات، سيختار من خلالها شخصيات لتقود هذه المصالحة، واختتم تصريحاته بالقول، "للوصول إلى مرحلة الاستقرار التي من خلالها يستطيع الليبيون اختيار من يمثلهم وتعود الأمانة لأهلها، يجب علينا العمل بشكل جماعي". في المقابل، أكد وفد أعيان ومشايخ برقة دعمهم الكامل للمجلس الجديد.

دبيبة يبدأ مداولة اختيار الوزراء الجدد

وعلى صعيد آخر، بدأ رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الحميد دبيبة مداولاته لتشكيل ‎حكومة الوحدة الوطنية، وقال، "بدأنا فعلياً عملية التقييم لكل الترشيحات والسير الذاتية التي تسلمناها". مشدداً على أهمية انضمام الكفاءات إلى الحكومة الجديدة، قائلاً، "ستكون اختياراتنا وفق معايير الكفاءة مع مراعاة التنوع والمشاركة الواسعة"، مضيفاً "لن نخيب الآمال المعقودة علينا، فالشعب الليبي يستحق الأفضل دائماً".

وبدأ دبيبة مداولاته لتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، من خلال التواصل مع مجلس النواب وفق دوائره الـ13، آملاً التئام المجلس في جلسة مكتملة النصاب في أقرب فرصة ممكنة، وأكد المكتب الإعلامي له، أن رئيس الحكومة سيكون مستعداً لتقديم الحكومة بطلب من مجلس النواب، بعد اكتمال نصابه القانوني لمنحها الثقة في الموعد المقرر.

وكشف رئيس الوزراء الليبي الجديد، أنه بصدد تكليف وزير الداخلية السابق والمرشح الخاسر لرئاسة الحكومة فتحي باشا آغا بدور في الحكومة المرتقبة، وفق ما أعلن في مقطع فيديو تحدث فيه في ما يبدو لمجموعة من وجهاء مدينة مصراته التي ينتمي إليها هو وباشا آغا.

وفي المقطع ذاته، دعا دبيبة أهالي مصراتة لقيادة المصالحة في ليبيا بعد سنوات من الحرب. وقال، "في الواقع الآن مصراتة يجب أن تقود الوطن بالمصالحة وبالخدمة. لا بد أن تعود لحضن الوطن بقيادتكم أنتم وليس أنا".

خلافات وعوائق دستورية تواجه انعقاد جلسة النواب

بينما لا يزال الخلاف والغموض يلفان مكان انعقاد البرلمان الليبي، حيث تتجه الأنظار إلى جلسة صبراتة بوصفها تواجه "عوائق دستورية وقانونية" وفق خبراء، ووصل عدد من أعضاء مجلس النواب إلى مدينة صبراتة لعقد جلسة لمناقشة منح الحكومة الجديدة الثقة، بدعوة من بعض النواب على رأسهم قائمة طرابلس.

لكنه وفق خبراء وفقهاء دستوريين، فإن عقد جلسة صبراتة "تواجهه عوائق دستورية وقانونية، بالتالي حتى لو عقدت، فإنه يسهل إبطال كل ما يصدر عنها بواسطة القضاء"، على حد قولهم، وذلك وفق الإعلان الدستوري، وكذلك لائحة البرلمان الداخلية، التي تنص على أنه لا يمكن انعقاد أي جلسة رسمية للبرلمان إلا بحضور رئيس المجلس، ويمكن أن تعقد في غياب النائبين الأول والثاني، وهو أمر دستوري واضح لا يمكن تجاوزه بأي شكل، وهذه الجلسة لن يحضرها رئيس البرلمان الذى دعا إلى جلسة في بنغازي كمقر دستوري للمجلس، فيما طالب نواب رئيس المجلس اللجنة العسكرية (5+5) اختيار مدينة ولتكن سرت.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير