Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إصابة 35 ألف بكورونا في أجنحة مستشفيات بريطانيا

تتحدى السلطات وبعضها يزود موظفيه بكمامات توفر حماية عالية وسط مخاوف من التعرض للفيروس

بات العمل في مستشفيات كورونا البريطانية أشبه بحرب لا تنتهي (أ ب) 

وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا داخل أجنحتها، تزود مستشفيات بريطانية تابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" "أن أتش أس" NHS طواقمها من ممرضين وممرضات وأطباء، بكمامات توفر حماية أكبر من الجسيمات الشاردة، غير منصاعة بذلك لقواعد طبية رسمية مفادها أن الكمامات الطبية الجراحية تفي بالغرض.

ويظهر تحليل أجرته "اندبندنت" عن أحدث البيانات المستقاة من "أن أتش أس" أن ما يربو على 35 ألف مريض أصيبوا، على الأرجح، بعدوى كورونا خلال وجودهم في المستشفى في الفترة الممتدة بين 1 أغسطس (آب) و31 يناير (كانون الثاني).

ووفق تقديرات توصلت إليها هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا "أن أتش أس إنغلاند" NHS England، يحتمل أن ما نسبته 20 في المئة من الإصابات حدثت نتيجة انتشار الفيروس داخل المستشفيات. وقد أدت حالات التفشي في بعض المستشفيات إلى إصابة فرق كاملة من الأطباء أو الممرضين بـكورونا، وأفضى ذلك في بعض الحالات إلى إغلاق أجنحة عديدة.

وكذلك علمت "اندبندنت" أن مستشفيات عديدة باتت الآن تؤمن لطواقمها العاملة في الأجنحة العامة (وليس فحسب للعاملين في الأجنحة المخصصة لمرضى كورونا) كمامات تتميز بتوفير درجة عالية من الحماية، وذلك على الرغم من أن الكمامات الطبية الجراحية، وفق "هيئة الصحة العامة في إنجلترا"، كافية بالنسبة إليهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بحثاً صدرت نتائجه مؤخرا أشار إلى أن طواقم طبية تعرضت لسعال صادر من المرضى، كانت أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.

في أحد المستشفيات، أوكل الرؤساء إلى بعض الموظفين مهمة "حراس كوفيد" كي ينفذوا دوريات في أجنحة المستشفى. ومنح هؤلاء سلطة مواجهة الموظفين الذين ربما خالفوا قواعد الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء كمامات الحماية.

وإزاء المخاوف في شأن تفشي "كوفيد" في بعض المستشفيات، طالبت الطواقم الطبية بالحصول على كمامات تتمتع بدرجة حماية أفضل، بعد أن ذكرت توجيهات رسمية أن الكمامات الجراحية كافية في الأجنحة العامة.

هكذا، بدأ مستشفى "هومرتون" Homerton Hospital الجامعي في شرق العاصمة لندن، في تقديم كمامات من نوع "أف أف بي 3" FFP3 للممرضين والموظفين. وحذا حذوه أيضاً مستشفى "واي فالي"، التابع لـ"صندوق الخدمات الصحية الوطنية" Wye Valley NHS Trust، و"رويال بيركشاير فاونديشن ترست" Royal Berkshire Foundation Trust. وكذلك أبدت "خدمة الإسعاف في لندن" موافقتها الشهر الماضي على تزويد موظفيها بكمامات توفر حماية أفضل، وذلك لأن كثيراً منهم اضطروا إلى الانتظار في سيارات الإسعاف مع مرضى مصابين بكوفيد.

ووفق بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، أثبتت الفحوص إصابة نحو 35 ألفاً و175 مريضاً بفيروس كورونا، وذلك بعد مضي سبعة أيام أو أكثر على دخولهم المستشفى، ما "يرجح" إمكانية أنهم التقطوا الفيروس خلال مكوثهم في أجنحة المستشفيات. يذكر أن هذا التحديد أكثر شدة منه في أوروبا، حيث تحتسب عدوى كورونا الناتجة عن المستشفى بعد مرور 15 يوماً في أقل تقدير على دخول المريض إليها.

واستطراداً، شكلت مقاطعة "ويست ميدلاندز" (بوسط إنجلترا)، المنطقة الأكثر تضرراً بإصابات كورونا في الفترة الممتدة بين 1 أغسطس 2020 و31 يناير 2021، إذ سجلت سبعة آلاف و210 حالات. يذكر أن شمال غربي البلاد شهد ستة آلاف و582 إصابة نتيجة دخول المستشفيات، بينما شهد الجنوب الشرقي أربعة آلاف و755 حالة. أما لندن، التي تعد من المناطق الأكثر مكابدة للإصابات، فسجلت نتيجة أفضل بأربعة آلاف و495 حالة.

في تطور متصل، ظهر أن "مستشفيات برمنغهام الجامعية" الأسوأ في عدد الإصابات بين المستشفيات التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، إذ سجلت 966 إصابة، تليها مؤسسة "ميد أند ساوث إيسيكس فاونديشن ترست" Mid and South Essex Foundation Trust  بـ703 إصابات. ويذكر أن "مستشفيات برمنغهام الجامعية" جاءت بين أكثر المستشفيات ازدحاماً بمرضى كوفيد، إذ عالجت أكثر من 1000 مريض في ذروة التفشي خلال يناير الماضي.

في المقابل، أثيرت مخاوف في شأن تدابير كبح العدوى في "مستشفيات برمنغهام الجامعية"، فعين مديرون "حراس كوفيد" لمراقبة الموظفين الذين يتبين أنهم يخالفون قواعد الحماية. وأعلن المستشفى عن هذه الخطوة في رسالة بعث بها إلى الموظفين، ورد فيها "منح الحراس الصلاحيات والسلطة كي يحددوا بدقة سوء التقيد بقواعد الحماية أو عدم الامتثال لها من جانب أي فرد، بما في ذلك كبار الموظفين"، بيد أن أحد الموظفين رد على ذلك "يبدو أنه جرى توزيع (حراس كوفيد) [في أجنحة المستشفى] من أجل معاقبة من يحاولون منا أخذ قسط من الراحة في غرف احتساء القهوة التي تعد صغيرة جداً كي نكون قادرين على الامتثال للقواعد [في شأن التباعد الاجتماعي]. وبدلاً من معالجة سبب المشكلات، سعى المستشفى مرة أخرى إلى استخدام نهج صارم كي يظهر أنه (يفعل شيئاً ما)"، وفق تعبير الموظف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي واقعة متصلة، ما زالت عائلة سيلفيا بيسلي، البالغة من العمر 91 عاماً تنتظر النتيجة التي سيؤول إليها تحقيق في حادثة وفاتها، وقد حصل ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) في مستشفى "رويال ديفون وإكستر ترست" (Royal Devon and Exeter Trust)، التابع لـهيئة الخدمات الصحية البريطانية، بعد أن أصيبت المرأة بكوفيد خلال تلقيها العلاج في جناح عام.

وقد تلقت الابنة، ويندي ويلز، رسالة من رؤساء المستشفى بعد وفاة الأم، جاء فيها أن إدارة المستشفى تنظر في جميع الحالات التي ربما أسهم فيها التقاط عدوى كوفيد في المستشفى في وفاة المريضة.

وذكر المستشفى أنه أصدر تكليفاً بإجراء عملية تحقيق جادة في الحادثة بغية معرفة العوامل التي أسهمت في تفشي المرض في أجنحته، وأنه سينشر تقريراً كاملاً في هذا الشأن على موقعه الإلكتروني، بحسب كلماته.

في ذلك الشأن، روت ويلز أن والدتها التي كانت عاملة نظافة سابقة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أدخلت إلى المستشفى للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد أن تسبب لها حادث سقوط تعرضت له في منزلها بكسور في إحدى كتفيها وضلوعها، بيد أن الطاقم الطبي لم يكتشفها في البداية. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، عادت المريضة إلى المنزل، حيث أمضت ليلتين، ولكن كان لا بد من إعادة إدخالها إلى المستشفى.

في هذه المرحلة، بقيت بيسلي في جناح طبي أسابيع عدة قبل أن تثبت إصابتها بكوفيد-19، ثم نقلت إلى جناح متخصص بكوفيد، حيث توفيت في 20 نوفمبر 2020.

وبحسب ويلز "تلقينا مكالمة هاتفية من أحد الأطباء أخبرنا أنهم يعتقدون أنها (والدتي) تفارق الحياة. دخلنا جميعاً إلى غرفتها لرؤيتها، كانت تنازع أنفاسها الأخيرة في ظل غياب الأكسجين".

وتضيف "لست غاضبة، ولا ألوم أحداً. نحن إزاء فيروس يصعب السيطرة عليه حتى في المستشفى لأن البشر منخرطون في نقل العدوى. أعتقد أنه (في المستشفى) كان في وسعهم بذل جهد أكبر قبل أن تصاب (والدتي) بكوفيد. لقد اتبعوا تدابير أشد صرامة في جناح كوفيد، وربما أمكنهم أن يكونوا أكثر صرامة في الأجنحة (العادية الأخرى)".

ووفق كلام الابنة "معظم الموظفين عاملونا بلطف، لكن طوال الوقت الذي أمضته أمي في المستشفى، كان التواصل صعباً. خاب ظني في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وقد لاحظت خيبة الأمل نفسها على كثير من الموظفين. ثمة نقص تام في الاستمرارية. وقد قدم الموظفون الرعاية، وبذلوا قصارى جهدهم".

ولفتت الإبنة إلى أن المستشفى وعدها بإجراء تحقيق في الأسباب التي أدت إلى عدم تشخيص الكسور في ضلوع والدتها، لكن خبراً لم يردها حتى الآن.

في تطور آخر، ذكر متحدث باسم "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" أن معدلات إصابة مرضى المستشفى بعدوى كورونا تتبع مسار معدل الإصابة بكوفيد في المجتمع. لذا، فمن الضروري أن يواصل الناس أداء دورهم عبر الالتزام بالتوجيه الخاص بـ"غسل اليدين وتغطية الوجه وترك مساحة فاصلة مع الآخرين".

ووفق المتحدث نفسه "يطلب من كل مستشفى أن يتبع بدقة الإرشادات التي تخضع للتحديث بصورة منتظمة في شأن الوقاية من العدوى ومكافحتها، وتوفر (هيئة الخدمات الصحية الوطنية) فرقاً مكرسة لدعم المستشفيات التي تحتاج إليها".

© The Independent

المزيد من تقارير