Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علاقة ضبابية بين الجزائر والحكام الجدد في ليبيا

تذبذب فرضته الانقسامات بين جماعة الشرق وحكومة طرابلس

ملتقى الحوار الليبي في جنيف أحدث مفاجآت لكنه أعطى دفعة نحو الأمام (التلفزيون الجزائري)

يتساءل الشارع الجزائري حول تعاطي بلادهم مع ليبيا، في ظل الإعلان عن السلطة التنفيذية المؤقتة، بعد أن عرفت علاقتها مع الجارة الشرقية تذبذباً فرضته الانقسامات بين جماعة الشرق وحكومة طرابلس، غير أن رؤيتها لم تتغير، وبقيت متمسكة بالحل السياسي ورفض التدخل الخارجي.

ترحيب ورسائل

في المقابل، رحبت الجزائر بالتقدم المحرز في الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة وتشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة، وأبدت استعدادها الكامل للتعاون معها بما يحقق الأمن والاستقرار وتطلعات الشعب الليبي الشقيق، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة الإيجابية في إنهاء حالة الانقسام وتوحيد الصفوف الليبية استعداداً للاستحقاقات الانتخابية الهامة نهاية هذا العام.

وأكد بيان الخارجية الجزائرية التضامن الثابت مع الشعب الليبي الشقيق والموقف الرافض لجميع أشكال التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، والدعم المتواصل للجهود السلمية الرامية لإحلال السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وفق مقاربة شاملة تهدف لحماية سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها.

تعزيز العلاقات

وبالعودة إلى ما جاء في بيان الخارجية، يظهر جلياً استمرار دعوة الجزائر إلى رفض الوجود الأجنبي والتدخل الخارجي، وإنهاء الانقسام بين الإخوة الأفرقاء، مع ضرورة حماية سيادة ليبيا ووحدتها، ما يفتح الأبواب أمام دور الجزائر في الوصول إلى ملتقى الحوار الليبي بجنيف، على اعتبار أن ما تحقق والأهداف المنتظرة كان من ضمن مقاربة الجزائر.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، مؤمن عوير، أن ترحيب الجزائر بما تحقق في جنيف، هو تأكيد رضا وارتياح النظام الجزائري للتقدم الحاصل وبداية انفراج الأزمة، وقال إنه دلالة على تفضيل الدولة الجزائرية حل المشكلة عن طريق الهيئات الدولية فقط، ممثلة في الأمم المتحدة، ورفضها القاطع للتدخل الدولي، وهو ما أكدته الجزائر في مناسبات عدة.

ويعتبر عوير أن الجزائر ستسعى للحفاظ على علاقاتها الودية مع جميع الأطراف المتصارعة في ليبيا، مع العمل على تقريب وجهات النظر، بالإضافة إلى تعزيزها مع السلطة التنفيذية الجديدة بما يعود بالفائدة على الشعب الليبي، وبما يحافظ على الاستقرار الأمني في ليبيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، يرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بريك الله حبيب، أن الابتعاد عن دواليب صناعة القرار داخل ليبيا لا يخدم الجزائر؛ كونها شريكاً تربطها مع ليبيا عدة روابط متينة، خاصة بعد أن اتضحت معالم الخروج من الأزمة برعاية الأمم المتحدة، مبرزاً أن سياسة الجزائر الخارجية واضحة في مساندة الدول في الحفاظ على سيادتها وتقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، لكن "لا ننسى أن ليبيا دولة جارة وما يضرها يضر لا محالة جيرانها، لذلك أعتقد أن الجزائر ستكون لها كلمتها الحازمة وسياستها الواضحة مع السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا، والتي بدور ستحترم مكانة الجزائر المشهود لها عربياً إقليمياً ودولياً".

تطمينات

في المقابل، انتخب ملتقى الحوار الليبي، عبد الحميد محمد دبيبة، رئيساً للحكومة، ومحمد يونس المنفي، رئيساً للمجلس الرئاسي، خلال جلسة تصويت لاختيار أعضاء السلطة التنفيذية المؤقتة أجريت بمدينة جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث شارك في التصويت 73 عضواً، في حين امتنعت عضو عن التصويت، بينما تغيب أحد الأعضاء، لتبدأ مهمة إدارة شؤون البلاد مؤقتاً، والتحضير لإجراء الانتخابات المقبلة المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وفي شكل رسالة طمأنة، أكد عبد الحميد دبيبة، رئيس الوزراء للفترة الانتقالية في ليبيا، التزام الحكومة "بتطوير علاقاتنا مع دول الجوار بما يخدم المصلحة الوطنية"، معرباً عن استعداده "للعمل مع جميع الليبيين باختلاف أطيافهم ومكوناتهم"، مشدداً على أن الفشل في "المرحلة الحساسة التي تعيشها ليبيا حالياً ليس خياراً"، داعياً جميع الأطراف إلى الالتفاف حول الحكومة.

تصريح آخر

عرفت علاقة الجزائر بالأطراف المتصارعة في ليبيا تذبذباً فرضته الانقسامات التي تزداد اتساعاً، حيث أيدت المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق باسم الشرعية الأممية، الأمر الذي فتح أبواب "الصداع" مع جزء من جماعة الشرق، حيث بلغ التوتر مع قائد الجيش اللواء خليفة حفتر حد التهديد باستخدام القوة، مقابل تواصل هادئ مع رئيس برلمان طبرق صالح عقيلة وغيره من الشخصيات الليبية.

من جهة أخرى، يرى القيادي السابق بتحالف القوى الوطنية الليبي، خالد بوزنين الساكت، أن مهمة المجلس الرئاسي والحكومة الجديدين محددة بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر القادم، أي إن النشاط لا تتجاوز مدته 8 أشهر، وعليه فإن مباركة الجزائر يحب أن تكون مدعومة بتصريح آخر بأن تحترم الحكومة الجديدة العهود بإجراء الانتخابات في موعدها.

ويضيف أن الجزائر جارة مهمة، وبإمكانها دعم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وحث الليبيين على استقلالية قرارهم السياسي بعيداً من التدخلات الدولية، مشيراً إلى أن الجزائر كما دول الجوار عليهم الدعم في اتجاه الاستحقاقات القادمة في أسرع وقت، وأن يشاركوا في عودة الاستقرار حتى تسود أجواء مناسبة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي