Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المشاركون في محادثات ليبيا يقترعون لاختيار حكومة مؤقتة جديدة

توقعات وتسريبات ومفاجآت من العيار الثقيل

افتتاح ملتقى الحوار السياسي الليبي في الأول من فبراير في جنيف (أ ف ب)

يجري المشاركون في محادثات بشأن مستقبل ليبيا السياسي اقتراعا صباح اليوم، الخامس من فبراير (شباط)، لاختيار حكومة مؤقتة جديدة في إطار عملية تقودها الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء 10 سنوات من الفوضى في البلاد من خلال إجراء انتخابات في ديسمبر (كانون الأول).

وخضع المرشحون لمنصب رئيس الوزراء وللمناصب المختلفة في المجلس الرئاسي الجديد لتمحيص طوال الأسبوع في جلسات تم بثها على الهواء وشكلوا أربع قوائم أمس الخميس.

ويجتمع المشاركون في المحادثات صباحاً للتصويت على القوائم الأربع المتنافسة.

قوائم انتخابية

وكشف المرشحون لتولي المناصب في السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، عن قوائمهم الانتخابية التي ستتنافس للفوز في الجولة الحاسمة من الاقتراع، من قبل لجنة الحوار المشكلة من 75 عضواً.

وبعد توقعات وتسريبات ومفاجآت من العيارالثقيل، لم تتوقف طيلة يوم الخميس، تلقت البعثة الأممية أربع قوائم، تضم كل منها أسماء أربعة مرشحين لرئاسة المجلس الرئاسي ونائبيه، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، وهي التي سيتم الاقتراع عليها جملةً واحدة، وتتشكل بموجبها السلطات التنفيذية الجديدة في ليبيا.

وساهم تراجع مفاجئ لمرشحَين بارزَين عن خوض السباق الانتخابي في اللحظات الأخيرة هما رئيس مجلس الدولة الحالي خالد المشري، ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، في خفض حدة المنافسة التي كانت منتظرة في اليوم الختامي، وجعل الأمور شبه محسومة لقائمة واحدة، قبل أن تنطلق جولة التصويت. 

أربع قوائم بحظوظ متباينة 

تلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مساء الخميس، أربع قوائم للمرشحين للسلطة التنفيذية، من أعضاء ملتقى الحوار السياسي في جنيف.

وتطابقت القائمة الأولى مع التسريبات والتوقعات، التي سبقت الإعلان عنها، تشكلت من ممثل الشرق عقيلة صالح مرشحاً لرئاسة المجلس الرئاسي، مع نائبين من الجنوب عبد المجيد سيف النصر، وممثل المنطقة الغربية أسامة جويلي، ووزير الداخلية الحالي في حكومة الوفاق فتحي باشاغا مرشحاً لرئاسة الحكومة.

وكانت المفاجئة الوحيدة في هذه القائمة، تضمنها اسم أسامة جويلي، القيادي العسكري في قوات حكومة الوفاق، والذي أثار ترشحه للمناصب التنفيذية جدلاً قانونياً بعد الإعلان عنه، بسبب الصفة العسكرية التي يحملها.

ويرشح أغلب المراقبين لحوار جنيف، هذه القائمة للفوز في جولة الاقتراع الحاسمة، بفارق كبير عن القوائم الأخرى، بالنظر إلى التحالف القوي من الأسماء التي تتضمنها، وثقلها السياسي والاجتماعي وحتى العسكري، والثقل الذي يمثله الجناح الموالي لكل اسم منها في لجنة الحوار السياسي التي ستصوت عليها.

عامل آخر يرجح كفتها في جولة الاقتراع الحاسمة، هو عدد الأصوات التي حازها المشاركون فيها في جولة الاقتراع الأولى على المرشحين للمجلس الرئاسي، والتي جمع فيها رئيس مجلس النواب الحالي عقيلة صالح النسبة الأعلى من الأصوات، "9 أصوات"، بينما تصدر ممثل الجنوب عبد المجيد سيف النصر قائمة إقليم الجنوب بستة أصوات، بينما لم يجمع أسامة الجويلي سوى صوتين من أصوات أعضاء لجنة الاقتراع بالمنطقة الغربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشكل اسم المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة، الذي سيذهب لغرب ليبيا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، إضافة كبيرة لهذه القائمة، بسبب التيار القوي الذي يدعم ترشحه للمنصب في لجنة الحوار، بخاصة من الممثلين للغرب الليبي فيها، وهم الأكثر عدداً بواقع 38 عضواً في لجنة الحوار.

وتعززت حظوظ هذه القائمة، بانسحاب منافسين بارزين من السباق للوصول إلى المجلس الرئاسي والحكومة، وهما خالد المشري، الذي جمع ثاني أكبر عدد من الأصوات، في جولة التصويت الأولى، بنيله ثقة 8 ناخبين من إقليمه، والثاني أحمد معيتيق، الذي كان المنافس الجدي الوحيد لباشاغا على منصب رئيس الحكومة.

المنافس الوحيد  

تعتبر القائمة الانتخابية الثانية، الأكثر حظاً للمنافسة الجدية على الفوز في هذه المرحلة، حبسب الترشيحات، وهي التي تشكلت من تحالف يمثله عن الشرق عضو المؤتمر الوطني السابق الشريف الوافي، مرشحاً لرئاسة المجلس الرئاسي، ونائبان عن الجنوب عمر بوشريده وعن الغرب عبد الرحمن البلعزي، إضافة إلى محمد المنتصر مرشحاً لرئاسة الوزراء.

وتضم هذه القائمة اسم مرشحَين حققا نتائج جيدة في جولة التصويت الأولى على المناصب في المجلس الرئاسي، وهما الشريف الوافي، الذي حل ثانياً في مجمع الشرق بواقع ستة أصوات، وعمر بوشريدة الذي حصد 5 أصوات، بفارق صوت واحد عن عبد المجيد سيف النصر، الذي تصدر قائمة الجنوب، بينما جمع مرشح الغرب عبد الرحمن البلعزي 3 أصوات في هذه الجولة.

ومع اسم مرشح لرئاسة الحكومة، لا يحظى بفرص كبيرة في منافسة مرشح القائمة الأولى فتحي باشاغا، في السباق، تعتمد هذه القائمة على عامل قد يعزز حظوظها للفوز في جولة الحسم اليوم، متعلق بمرشحين وردت أسماؤهم في القائمة الأولى، وليس بمرشحين من الذين تضمهم.

يتعلق هذا العامل بثلاث شخصيات، تواجه باعتراضات كثيرة عليها، من قبل عدد من الأعضاء في لجنة الحوار، الأول هو رئيس البرلمان عقيلة صالح، الذي يرفض ترشحه وفوزه العديد من الشخصيات في مجمع طرابلس الانتخابي كونها تحمله مسؤولية قرار شن الحرب على العاصمة، وأسامة جويلي الذي يواجه اعتراضات على ترشحه، في الشرق والغرب، وفتحي باشاغا ممثل مصراتة الذي يقابل بعداوة شديدة في شرق البلاد.
  
قائمتان بفرص ضئيلة

وتعتبر الكثير من المصادر، أن حظوظ القائمتين الأخيرتين، اللتين ستدخلان السباق مع القائمتين القويتين، الأولى والثانية، للفوز بالمناصب التنفيذية، تعتبر ضئيلةً جداً وشبه معدومة.

وتتشكل القائمة الثالثة، من ممثل الشرق محمد المنفي، رئيساً للمجلس الرئاسي، بعضوية ممثل الجنوب موسى الكوني، وعبد الله اللافي من الغرب، مع مرشح لرئاسة الحكومة وهو عبد الحميد دبيبة، من مدينة مصراتة.

وأبرز الأسماء في هذه المجموعة، هو ممثل الشرق محمد المنفي، الذي كان من مفاجآت الجولة الأولى، بحصوله على 5 أصوات في مجمع برقة، بينما لم يجمع شركاؤه في هذه القائمة، عن الغرب والجنوب، سوى 3 أصوات مجتمعة.

حال القائمة الرابعة لا يختلف عن سابقتها، ولا يرشحها الكثيرون للمنافسة في جولة التصويت اليوم، وتتشكل من محمد البرغثي، مرشح من الشرق لرئاسة المجلس الرئاسي، مع ممثل الجنوب علي بو الحجب، نائباً لرئيس المجلس الرئاسي، وعن الغرب إدريس القايد، نائباً ثانياً، أما مرشح رئاسة الوزراء في القائمة محمد الغويل.

ولم يجمع المرشحون لرئاسة المجلس الرئاسي في هذه القائمة وعضويته، خلال الجولة الماضية، سوى 8 أصوات مجتمعة، 5 منها حصدها إدريس القايد في انتخابات مجمع طرابلس، حل بها ثانياً خلف خالد المشري، رئيس مجلس الدولة المنسحب من هذه المرحلة.

وينص الاتفاق السياسي الليبي، الموقّع في يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي تجرى هذه العملية الانتخابية بناءً على الآليات التي أقرّت فيه، على فوز القائمة التي تحصل على نسبة 60 في المئة من أصوات الناخبين، وفي حال عدم تحقيق أي قائمة هذه النسبة، تدخل القائمتان اللتان حصلتا على أكبر عدد من الأصوات، جولةً فاصلة، تفوز فيها التي تحصل على نسبة النصف زائداً واحداً من الأصوات.

وقال عضو ملتقى الحوار السياسي، موسى فرج، إن "التصويت على القوائم المرشحة لتولي السلطة الجديدة، اليوم الجمعة، سيكون سرّياً، وللأعضاء مطلق الحرية في اختياراتهم". مضيفاً في تصريحات تلفزيونية، أن "التصويت سيبدأ بمجرّد إتمام عملية التدقيق للقوائم "، متوقعاً  "إعلان النتيجة منتصف النهار تقريباً".

المزيد من تقارير