Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دروس من قصة "غايم ستوب" وخشية من وقوع الضرر الأكبر على صغار المستثمرين

ستنتهي هذه السوق الصاعدة بفعل شيء ما قد يأتي من ارتفاع التضخم وزيادة أسعار الفائدة

"غايم ستوب" شركة شبه مجهولة حولها شباب أميركا إلى بؤرة لزعزعة كبار المستثمرين (غيتي)

ثمة دروس مزعجة في ثنايا ملحمة "غايم ستوب" المذهلة تتجاوز أميركا. وقد لا تكون تلك الدروس مما تفكرون به.

إذا لم تكونوا على دراية بالقصة، ثمة رواية ممتازة عنها بقلم زميلي بن تشابمان منشورة في (موقع "اندبندنت"). وتروي كيف أن "معركة بين جيش من المستثمرين الهواة وصناديق تحوط تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات أدت إلى إشعال موجة تعامل تسبّبت في ارتفاع أسعار أسهم بعض الشركات التي لم تكن جذابة سابقاً، ووفرت دفعة للباعة على المكشوف الذين راهنوا ضد تلك الأسهم".

ووصلت القصة إلى ذروتها حول "غايم ستوب"، وهي شركة متعثرة لبيع ألعاب الفيديو بالتجزئة، عانت من جائحة كورونا. ونتيجة لذلك، باع مستثمرون محترفون أسهم الشركة على المكشوف. وتدخل بسرعة مستثمرون صغار في منتدى على موقع "ريديت"، فقفز السعر، واضطر المراهنون على انخفاض السعر إلى الاختباء، وفق عبارة جميلة مستخدمة في أسواق المال. وكذلك أُلزِمَ البائعون على المكشوف أن يستكملوا عقودهم من خلال إعادة شراء الأسهم بأسعار مبالغ فيها، الأمر الذي أدى إلى خسارتهم كمية كبيرة من المال حين فعلوا ذلك. إذاً، إنه انتصار للمستثمرين الصغار. يا للفرحة! إنه انتصار أسواق البيع بالتجزئة على أسواق الأسهم، وتبيان للقوة التي تزود بها وسائل التواصل الاجتماعي الناس.

واستطراداً، يشبه ذلك إلى حد ما التمويل الجماعي Crowd funding. إذ لا يتأهل أي مشروع استثماري لجمع الأموال من المصادر التقليدية. وتالياً، يُقَدّم الناس عرضهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا جاء العرض مقنعاً كفاية، يجمعون المال مباشرة. ويبدو أن الولايات المتحدة شهدت الأسبوع الماضي سبعة عروض جديدة في التمويل الجماعي للأسهم. إنه أمر رائع، باستثناء أن حوالى 90 في المئة من الشركات الناشئة، تبوء بالفشل.

ويقودنا ذلك إلى الدرس الأول من قصة "غايم ستوب". فقد يتفوق المستثمرون بالتجزئة في بعض الأحيان على المحترفين، لكن تحقيق هذه الغاية يتطلب قدراً هائلاً من العمل التفصيلي. وقد يكون المرء محظوظاً، على غرار المستثمرين في "غايم ستوب". لكن كي يتحقق النجاح البعيد الأجل، يتعيّن على المرء إجراء البحوث اللازمة. ويعني ذلك التعرّف إلى السوق الخاصة بالبضائع والخدمات المعروضة، ودرس سجل الإدارة، وتحليل الموارد المالية للشركة. وفي المملكة المتحدة على المرء معرفة ما يجب البحث عنه في العوائد المودعة في "بيت الشركات" company house (هو سجل شبه حكومي لتسجيل المؤسسات التجارية). ثمة تلميح صغير مفاده بأن على المرء الاطلاع على سجل المديرين. فإذا ارتبط أي منهم بشركة أفلست، يجب على المرء عدم الاستثمار في المشروع، مهما بدا جذاباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتمثّل الدرس الثاني في أن هذه السوق متقلّبة إلى حد كبير. انظروا في ما حدث لـ"البيتكوين"، أو سعر سهم شركة "تيسلا" فعلاً.

إذاً، تغرق الأسواق الصاعدة المستثمرين المبتدئين. وإذ يقرأون مواضيع عن أشخاص جنوا ملايين من شراء أسهم إحدى شركات التكنولوجيا الفائقة قبل أن تشتهر هذه الشركة، فسيرغبون في الاستثمار. وتجعل التكنولوجيا هذا الأمر أسهل كثيراً من ذي قبل. لكنهم [المستثمرين المبتدئين] يفشلون في تذكّر القول المأثور الشهير الذي أطلقه وارن بافيت Warren Buffet الملقب بـ"حكيم أوماها"، ومفاده بأن عليهم "الشعور بالخوف عندما يكون الآخرون جشعين، وجشعين عندما يكون الآخرون خائفين".

والواقع أنني أفضل المبدأ المماثل [لعبارة بافيت] إلى حد ما، الذي يقضي بألا يكون المستثمرون أكثر جشعاً مما ينبغي على الإطلاق. ذات يوم أفاد المصرفي "جي بي مورغان" بأنه "حققت ثروة من خلال تصفية الاستثمارات قبل اللحظة الحاسمة". وكذلك جاء تعبير البارون ناثان روتشيلد عن الفكرة نفسها عبر كلمات نصها "لا أشتري أبداً حين تسجل الأسعار أدنى مستوى لها، وأبيع دوماً قبل اللحظة الحاسمة".

وأظن أن ما يقلقني يتأتّى من أن النوبة الحالية للمشترين بالتجزئة في السوق، وحكاية "غايم ستوب" في شكل خاص، ستُعتبَر إحدى الإشارات المبكرة إلى نقطة تحول في المزاج السائد في السوق. وقد يكون الأمر أشبه قليلاً بالإقبال على "نورثرن روك" في 2007، الذي تستمر تأثيراته حتى يومنا هذا. وآنذاك، ظهرت صور أشخاص خارج الفروع يصطفون للحصول على أموالهم قبل سنة كاملة من الأزمة المالية الحقيقية، التي بدأت مع انهيار بنك "ليمان براذرز".

ولا يعني ذلك حدوث انهيار مالي آخر، ولو أنه لا ينبغي لأحد أن يستبعد هذا الانهيار أبداً. يجسد الأمر ببساطة في أن هذه الفترة تتميّز بوجود فائض في الأسواق المالية، ومن بين العلامات العديدة الدالة على هذا ما حدث مع "غايم ستوب". ثمة شيء ما سينهي هذه السوق الصاعدة. وأنا شخصياً أتوقع أن يكون هذا الشيء ارتفاعاً في التضخم، بالتالي ازدياداً في أسعار الفائدة. وأخشى حين يحدث ذلك أن يكون صغار المستثمرين الأكثر تضرراً.

© The Independent

المزيد من اقتصاد