Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثل بشير سكيرج يرحل بعيدا عن جمهوره المغربي

عرف بشخصية الرجل الذي يبحث عن زوج زوجته وأدى أدوارا رائعة في المسرح والتلفزيون والسينما 

الممثل المغربي الشهير بشير سكيرج (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - فيسبوك الممثل)

سيبقى اسم بشير سكيرج (مواليد 1939)، الذي غادرنا، أول أمس، في ولاية فلوريدا الأميركية، متأثراً بمضاعفات كورونا، مرتبطاً لدى المغاربة بصورة ذلك الرجل الحائر الذي يبحث عن زوج زوجته. هذه الصورة السوريالية والكوميدية تفتح عبر السينما ملفاً اجتماعياً ودينياً شائكاً، هو الطلاق. لقد تعين على الحاج أحمد بن موسى بائع المجوهرات أن يبحث عن الشاب الذي زوجه مؤقتاً من زوجته بعد أن طلقها الحاج ثلاثاً، وصار من الضروري أن تحل له، وفق الشرع، بعد زواجها من "محلل". لكن الزوج المؤقت اختفى ولم يعد له من أثر، مما جعل الحاج بن موسى يبدأ رحلة البحث عنه كي يطلق له زوجته ويتمكن بالتالي من استعادتها. هذه الأحداث الطريفة هي محور فيلم المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي "البحث عن زوج امرأتي" الذي عرض أول مرة سنة 1993، ولعب فيه الممثل الراحل بشير سكيرج دور الحاج أحمد بن موسى، بينما لعبت منى فتو دور الزوجة الشابة التي أحبها الحاج، لكنها ملأت حياته بانشغالات كان في منأى عنها مع زوجاته السابقات.

حظي فيلم "البحث عن زوج امرأتي" بنسبة عالية من المشاهدة في تاريخ السينما المغربية، ولقي اهتماماً إعلامياً وشعبياً كبيراً، بسبب طرافة موضوع الفيلم من جهة، والحضور اللافت لبشير سكيرج وروحه المرحة وشخصيته القريبة من حياة المغاربة من جهة أخرى. حتى أن الفيلم في جزئه الثاني لم ينجح بالمستوى ذاته بعد أن عُوض بشير سكيرج بالممثل المغربي المعروف حميدو بنمسعود، إثر عدم تفاهم بين سكيرج والمخرج التازي. ذلك أن صورة الزوج الحائر الباحث عن زوجته ترسخت لدى المشاهدين على هيئة بشير سكيرج لا غيره. فالرجل، الذي عاش حياته موزعاً بين المغرب وأميركا، كان يملك مؤهلات مذهلة يبدو أن السينما المغربية لم تستثمرها على النحو المأمول.

الرجل وزوجته

قدم بشير سكيرج أدواراً مهمة للسينما والمسرح والتلفزيون أشهرها "الحرّاز" و"غراميات الحاج الصولدي" و"باديس". وعلى الرغم من تعاقب أعماله على قلتها، فإن سكيرج لدى المغاربة ومشاهدي الفن السابع عموماً هو ذلك الرجل الغارق في البحث عن زوج امرأته. لقد شكل هذا الفيلم الإطار الأساسي الذي تجلت فيه صورة الكوميدي على نحو خاص سيصعب تكراره في أعمال أخرى.

دخل البشير إلى عالم التمثيل منذ طفولته مقلداً خطب الزعماء الوطنيين في البداية، ثم استفاد من دروس قدمها له أستاذ إسباني وتدرج في مجال التمثيل خلال إقامته بفرنسا ثم أميركا لاحقاً. ولم يكتف بتقديم أدوار درامية ومسرحية، بل اشتغل في مجال الاستثمار الإعلامي، فكانت له محطتان تلفزيونيتان في أميركا الذي قضى بها معظم حياته. كما أنه جرب الإخراج في فيلم "كان مرة حتى كان زوج مراتي"، غير أنه لم يوفق في هذه المهمة، بحسب رأي معظم نقاد السينما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حين أُنشئ التلفزيون المغربي كان أول وجه ظهر فيه هو بشير سكيرج رفقة زميله بناني في مشهد تقديمي، قبل أن يلقي الملك الراحل الحسن الثاني خطاباً للشعب. في تلك الفترة كان سكيرج مسرحياً معروفاً اشتغل مع أقطاب المسرح المغربي "الطيب الصديقي، وأحمد الطيب لعلج، ومحمد عفيفي" وغيرهم.

أما بخصوص نشاطه في الفن السابع، فقد كان سكيرج نجماً في تسعينيات القرن الماضي، وحققت أعماله أرقاماً كبرى في شباك التذاكر، غير أن حضوره تراجع مع مطلع الألفية الجديدة، ويفسر سكيرج ذلك بكون تغييبه كان مقصوداً، فالمفروض في المخرجين والمنتجين، حسب موقفه، أن يبحثوا هم عن النجم، لا أن يتقدم هو بنفسه إليهم.

في الفترة الأخيرة قرر سكيرج العودة نهائياً إلى أميركا والتوقف عن التمثيل. ويبدو أن قرار الاعتزال كان قريباً من اللحظات الأخيرة للبشير في هذا الوجود. فقد أصابه وباء كورونا قبل أيام وهزمه، ليفارق الحياة في بيته حيث يعيش رفقة زوجته الأميركية وابنته في ولاية فلوريدا.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة