Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فريدمان يمنح إسرائيل أثمن هدية وداع هي "مدينة داوود"

نتنياهو اعتبره الأكثر مساهمة في تغيير سياسة واشنطن تجاه تل أبيب... والخارجية الفلسطينية تحتج وتستنكر

مشهد من قرية سلوان الفلسطينية التي يراد أن تقوم "مدينة داوود" على أنقاض بعض أحيائها (وفا)

اختار السفير الأميركي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، أن يكون يوم وداعه لتل أبيب حافلاً محلياً وعالمياً، فأعلن مصادقته على واحد من أخطر المشاريع الاستيطانية في القدس، الذي ليس فقط يسيطر على مساحة شاسعة من البيوت والأراضي الفلسطينية، خصوصاً في حي سلوان، وإنما يعزز، أيضاً الهيمنة الإسرائيلية في المدينة المقدسة.

المشروع الذي اختار المصادقة عليه واسمه "مدينة داوود"، هو أحد المشاريع التي ووجهت بمعارضة واحتجاجات منذ سنوات، حيث جرى العمل على التحضير له، وتعتبره واشنطن خطوة للحفاظ على التراث الأميركي في الخارج في مدينة "داوود".

أما الفلسطينيون فاعتبروا تصريح فريدمان "خروجاً عن الشرعية الدولية، وقراراتها، والقانون الدولي، والأعراف الدبلوماسية"، وأعلنت الخارجية في رام الله أنها "ستتابع هذا الملف مع الخبراء القانونيين، والجهات المعنية، للبحث في إمكانية محاسبة ومساءلة فريدمان، أمام المحاكم الدولية وذات الشأن".

وفق الأميركيين فإن المصادقة على مشروع "مدينة داوود" تتيح للولايات المتحدة "الاكتشافات الأثرية في هذه المنطقة التي تعيد الحياة إلى القدس التوراتية، وتعيد تأكيد الرسائل النبوية للحرية والعدالة والسلام التي ألهمت مؤسسي أميركا".

وتشارك الإسرائيليين في هذا المشروع اللجنة الأميركية للحفاظ على التراث الأميركي في الخارج، وهي لجنة تابعة للحكومة الأميركية وتسعى ضمن المندوبين الأميركيين إلى السيطرة على أماكن تعتبرها مقدسة وفيها تراث أميركي.

بلدة سلوان هدف مشترك

اعتُبر اعتراف فريدمان الهدية الأثمن لنتنياهو والحكومة الإسرائيلية، حيث جرت على مدار سنوات طويلة أعمال تطويرية عدة بعدما خصصت الحكومات الإسرائيلية ومنظمة "إلعاد" الاستيطانية اليمينية المتطرفة، أموالاً طائلة لتنفيذ مشروع "مدينة داوود"، القائم في حي سلوان، جنوب المسجد الأقصى، على حساب مساحات شاسعة من أراضي وبيوت الفلسطينيين.

ومن أجل تنفيذ المشروع استولت منظمة "إلعاد" بمساعدة ودعم الحكومة الإسرائيلية على عشرات البيوت الفلسطينية في الحي ونفذت هناك حفريات واسعة تحت بيوت بلدة سلوان.

وكان فريدمان ورئيس لجنة الحفاظ على التراث الأميركي في الخارج، بول باكر، قد شاركا في حفل خاص على شرف مشروع "مدينة داوود"، لما تعتبره الولايات المتحدة "دوراً أساسياً تلعبه مدينة داوود في ربط زوارها بأصول القيم التي ساعدت في تشكيل أميركا"، وفق بيان خاص حول الموضوع الذي اعتبر فريدمان أول سفير أميركي يقوم بجولة في مدينة داوود، ومنذ ذلك الحين زارها العديد من كبار المسؤولين الأميركيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان فريدمان قد ظهر في حينه وهو يتجول تحت حي سلوان وفي يده معول لشق نفق أسفل المدينة الفلسطينية، كجزء من المشروع الاستيطاني الكبير "مدينة داوود"، ويطلق على هذا النفق "طريق الحجاج، الذي ينطلق من سلوان ويمر أسفل بيوت الفلسطينيين ليصل حتى حائط البراق، الملاصق للحرم القدسي.

من جهته تفاخر فريدمان بعلاقته بهذا المشروع وبالمنظمة الاستيطانية "إلعاد". واعتبر مدينة "داوود"، بمثابة شهادة حية على "القيم الأميركية الثابتة"، كما اعتبر مساهمته في تنفيذ هذا المشروع إلى جانب دعم الاستيطان في الجولان السوري المحتل، من أهم وأبرز إنجازاته خلال منصبه كسفير أميركي في تل أبيب.

والمعروف أن فريدمان يعتبر أكثر الداعمين للاستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة ومعارضته لقيام دولة فلسطينية.

أفضل السفراء

من جهته خصص نتنياهو كلمة مديح لفريدمان، بعد دعوته للمشاركة في اجتماع الحكومة خلال الأسبوع الأخير له في منصبه، واعتبره صديقاً وفياً لإسرائيل ومشاريعها الاستيطانية. واعتبر دعمه لمشروع "مدينة داوود" والاستيطان في الجولان، مساهمة في تحقيق تغييرات تاريخية في سياسات واشنطن تجاه إسرائيل.

وبحسب نتنياهو فقد كان فريدمان ناشطاً فعالاً في تحقيق اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى جانب نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان والتغيير في موقف الولايات المتحدة بخصوص المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي لم تعد تعتبرها واشنطن مخالفة للقانون الدولي.

من جهتها دانت الخارجية الفلسطينية اعتراف فريدمان بالمشروع الاستيطاني "مدينة داوود"، واعتبرته اعترافاً غير قانوني وباطل. وبحسب الخارجية الفلسطينية فإن المشروع "يعبر عن رغبات فريدمان، وأيديولوجيته الظلامية التي يحاول إلصاقها، ليس فقط بالولايات المتحدة الأميركية، وإنما أيضاً بالدستور والمبادئ الأميركية"، وتوظيفها لصالح إسرائيل.

ونقلت الخارجية الفلسطينية ما سبق وأعلنه فريدمان من أن "مدينة داوود هي شهادة على التراث اليهودي المسيحي، والمبادئ التأسيسية لأميركا"، مؤكدة أن "القدس الشرقية بكامل حدودها ومساحتها، بما فيها البلدة القديمة، وبلدة سلوان، هي أرض فلسطينية محتلة منذ عام 1967، وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين."

المزيد من الشرق الأوسط