Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حفل تنصيب بايدن يسعى لصناعة البهجة وسط أجواء قاتمة

الرئيس الـ 46 لأميركا يبدأ فترة ولايته في سياق لا مثيل له في الذاكرة الأميركية الحديثة

الساعة 12 من ظهيرة يوم الأربعاء 20 يناير (كانون الثاني)، يبدأ جو بايدن فترة ولايته كرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأميركية، حين يؤدي اليمين الدستورية على درجات مبنى الـ "كابيتول هيل"، وسط حفل تنصيب لا مثيل له في الذاكرة الحديثة، إذ يسعى بايدن مع لجان التنصيب إلى إضفاء أجواء من البهجة في وقت فرضت جائحة فيروس كورونا قيوداً قلصت من المظاهر التقليدية لعملية انتقال السلطة التنفيذية، بينما تحاول إدارته إظهار القوة والاستقرار في أرجاء البلاد، بعد أسبوعين من اقتحام الغوغاء من أنصار الرئيس دونالد ترمب، المكان الذي سيقام فيه حفل تنصيبه رئيساً جديداً للبلاد.

وفي وقت تحيط بحفل التنصيب إجراءات أمنية غير مسبوقة بانتشار 25 ألفاً من الحرس الوطني ومئات من رجال الشرطة وعناصر الأمن من وكالات فيدرالية أخرى، يغادر الرئيس ترمب العاصمة واشنطن صباح الأربعاء قبل أن يؤدي بايدن اليمين، ليصبح بذلك أول رئيس يتخلى عن مراسم أداء اليمين لخليفته منذ 152 عاماً، حين قرر الرئيس أندرو جونسون عدم حضور حفل الرئيس المقبل يوليسيس جرانت العام 1869.

ولكن كيف ستكون ملامح ومظاهر هذا الاحتفال الاستثنائي؟ في ما يلي تفاصيل بروتوكول احتفال التنصيب والمسؤولين عنه.

من ينظم الحفل؟

لجنة الكونغرس المشتركة لحفلات التنصيب هي المسؤولة عن التخطيط والتنظيم لحفل أداء اليمين في مبنى الـ "كابيتول" حيث سيكون عنوان حفل أداء اليمين "ديمقراطيتنا الراسخة: إقامة اتحاد أكثر كمالاً".

وتتكون اللجنة من ستة أعضاء برئاسة السناتور الجمهوري روي بلانت، وتضم في عضويتها ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية الحالي في مجلس الشيوخ والسناتور الديمقراطية إيمي غلوباشار، ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستيني هوير، فضلاً عن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي.

أما لجنة التنصيب الرئاسية لبايدن التي تم إطلاقها رسمياً وفقاً للقانون في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فهي المسؤولة عن تنسيق وتمويل مراسم الحفل والعروض والحفلات، ويرأس اللجنة توني ألين، رئيس جامعة ولاية ديلاوير، الذي عمل كمساعد خاص وكاتب خطابات بايدن خلال أربع سنوات من حياته المهنية في مجلس الشيوخ.

من يمول التنصيب؟

بالإضافة إلى 1.5 مليون دولار وافقت عليها لجنة الكونغرس المشتركة لتمويل حفل تنصيب الرئيس بايدن، جمعت لجنة التنصيب الرئاسية تبرعات بلغت ملايين عدة من الدولارات، بحيث لا تتجاوز التبرعات 500 ألف دولار من الأفراد، وما لا يزيد عن مليون دولار من الشركات، لكن اللجنة حظرت التبرعات من جماعات الضغط وشركات صناعة النفط والغاز.

وفي المقابل حصل المتبرعون وقيادات الشركات المانحة على مواقع تفضيلية لمشاهدة حفل التنصيب الافتراضي، بما في ذلك حفل موسيقي افتراضي خلال أسبوع الافتتاح، فضلاً عن دعوات لحضور جلسات إحاطة افتراضية مع قيادات في إدارة الرئيس بايدن، وتذاكر لحضور حدث شخصي مستقبلاً وفقاً لما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال".

أين تنصيب بايدن؟

من المقرر أن يؤدي بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس اليمين الدستورية خلال حفل يُقام في الجهة الغربية لمبنى الـ "كابيتول"، حيث سيُلقي بايدن كلمة الافتتاح من المنصة التي شُيدت هناك خلال الأسابيع الماضية، وسيشارك مسؤولون منتخبون أيضاً في الحفل إلى جانب عدد محدود من الحضور.

وبعد أداء اليمين، سيلقي بايدن خطاباً افتتاحياً من المتوقع أن يحدد فيه كيفية تعامله مع وباء كورونا وتنشيط الاقتصاد وتوحيد البلاد، وفقاً لما ذكرته لجنة التنصيب الرئاسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من سيحضر الحفل؟

في غياب الرئيس دونالد ترمب الذي سيغادر واشنطن صباح يوم تنصيب بايدن، سيشارك نائبه مايك بنس في الحفل إلى جانب الرؤساء السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، بالإضافة إلى السيدات الأوائل هيلاري كلينتون ولورا بوش وميشيل أوباما، لكن الرئيس الديمقراطي السابق جيمي كارتر وزوجته روزالين، لن يحضرا لوجودهما خارج واشنطن، وسيكون ذلك أول احتفال تنصيب رئاسي يتغيب عنه كارتر (96 سنة) منذ تسليمه السلطة للرئيس الجمهوري رونالد ريغان العام 1981.

وكما هي الحال في حفلات التنصيب الرئاسية السابقة، سيسمح أيضاً لنواب الرؤساء السابقين وحكام الولايات وقضاة المحكمة العليا وغيرهم من المسؤولين الحكوميين الرفيعي المستوى بالحضور، وفقاً للجنة الكونغرس.

وستغني المطربة الشهيرة ليدي غاغا النشيد الوطني في حفل التنصيب، بينما ستقدم نجمة الغناء والاستعراض جينيفر لوبيز عرضاً موسيقياً منفصلاً.

هل من احتفالات رئاسية اجتماعية؟

للمرة الأولى منذ 1949، لن يكون هناك حفل رئاسي اجتماعي، كان ينظم تقليدياً في السابق للرئيس الجديد ونائبه وزوجتيهما، وتكون فرصة لتقدم السيدة الأولى نفسها للمجتمع الأميركي بملابس من تصميم أرقى بيوت الأزياء وأشهر المصممين، وبعدما كان مركز والتر واشنطن للمؤتمرات هو المكان الذي يستضيف هذه الاحتفالات الاجتماعية على مدى سنوات، تحول المكان إلى مستشفى ميداني للطوارئ استعداداً لزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، كما أن انتشار الفيروس حال دون تنظيم أي احتفالات اجتماعية حالياً.

ومع ذلك، صرح مسؤولون أن الاحتفال الاجتماعي يمكن أن يعقد في الرابع من يوليو (تموز) مع مناسبة عيد استقلال الولايات المتحدة، حيث يأمل الجميع في أن تكون جائحة كورونا تحت السيطرة بحلول ذلك الموعد، وبطبيعة الحال، لن تكون هناك مأدبة غداء افتتاحية في مبنى الـ "كابيتول" عقب حفل التنصيب، وهو تقليد قديم يعود تاريخه إلى 1897.

ماذا عن الموكب الرئاسي؟

لعقود طويلة، ظل الموكب الرئاسي الذي يحمل الرئيس في سيارته الرئاسية الفاخرة المصفحة من مبنى الـ "كابيتول" إلى البيت الأبيض عبر طريق بنسلفانيا، سمة أساسية من احتفالات التنصيب الرئاسية، حيث يتبادل الرئيس الجديد التحية مع الشعب على جانبي الطريق، بل قد يترجل بعض الرؤساء ليصافحوا المواطنين، غير أن حالة الطوارئ التي تولدت عقب اقتحام مبنى الـ "كابيتول"، أدت إلى ابتكار بديل يتمثل في موكب افتراضي عبر الإنترنت يشابه العرض الافتراضي الذي عقده بايدن خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وسيشمل الحدث مشاركة من الأميركيين في كل أنحاء البلاد.

وفي الساعة الثامنة والنصف من مساء الأربعاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، والذي يعد وقت الذروة للمشاهدة التلفزيونية، سيعرض على غالبية القنوات الرئيسية على الهواء مباشرة، برنامج مدته 90 دقيقة يستضيفه النجم السينمائي توم هانكس احتفالاً بالتنصيب، وسيضم البرنامج التلفزيوني الخاص عدداً من كبار المطربين والمطربات مثل جون بون جوفي، وجون ليجند، وديمي لوفاتو، وجوستين تيمبرليك، كما سيبث البرنامج أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة.

هل سيتمكن الجمهور من الحضور؟

على خلاف 200 ألف تذكرة كانت توزعها تقليدياً لجنة الكونغرس المشتركة لحفلات التنصيب لحضور الافتتاح في مبنى الـ "كابيتول" إلى جانب العديد من التذاكر التي يمكن لأعضاء الكونغرس توزيعها على شخصيات من دوائرهم الانتخابية، اقتصرت الدعوات هذا العام على أعضاء الكونغرس وضيف واحد لكل عضو على غرار حضور خطاب حالة الاتحاد، بعدما تمكن أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من تلقي لقاح كورونا في منتصف الشهر الماضي.

وعلى مدى عقود، اجتذبت مراسم التنصيب الرئاسية مئات الآلاف من الأشخاص من كل أنحاء البلاد الذين كانوا يتزاحمون في واشنطن للمشاركة في تنصيب الرئيس الجديد، وفي بعض السنوات، يتسابق الأشخاص الذين لم يتمكنوا من شراء تذاكر للحضور في حجز مواقع لهم داخل المتنزه الوطني الممتد من مبنى الـ "كابيتول" وحتى نصب لينكولن، قبل ساعات من بدء الأحداث، ولكن بسبب الاحتياطات الأمنية المشددة، ومن قبل ذلك انتشار كورونا، طلبت لجنة التنصيب الرئاسية من الجمهور عدم التجمع لحضور الحفل.

وحضّ المسؤولون في واشنطن جميع الأميركيين على الابتعاد عن عاصمة البلاد في يوم تنصيب بايدن وهاريس، وأمرت عمدة العاصمة موريل باوزر بإغلاق المطاعم والمتاحف حتى بعد يومين من تنصيب بايدن للمساعدة في ثني الناس عن الذهاب إلى المدينة.

كيف تُراعى معايير الصحة والسلامة؟

وعينت لجنة الاحتفال ديفيد كيسلر كبير المستشارين الطبيين ومفوض إدارة الغذاء والدواء السابق، للمساعدة في تنظيم هذا الحدث، إذ قدم نصائح من قبل لحملة بايدن بشأن وباء كورونا، وتتشاور اللجنة أيضاً مع خبراء آخرين، كما عينت موظفين إضافيين يركزون على بروتوكولات الصحة والسلامة.

هل يمكن التجول في واشنطن؟

سيكون من الصعب، بل ومن المستحيل في بعض المناطق، التجول والانتقال عبر أجزاء من واشنطن خلال يوم التنصيب، حيث تم تقييد حركة المرور في مناطق حُددت باللونين الأحمر والأخضر، كما أغلقت السلطات 13 محطة مترو بالقرب من المتنزه الوطني ومبنى الـ "كابيتول" حيث يقام احتفال التنصيب، وأغلقت الجسور والطرق وفرضت قيوداً على وقوف السيارات حول المبنى ونصب لنكولن التذكاري ومحطة القطار الرئيسة والبيت الأبيض.

مع ذلك، يأمُل الرئيس الجديد للولايات المتحدة وفريق إدارته، في أن تمر أجواء الاحتفال بتنصيبه في سلام وهدوء من دون أي منغصات، خصوصاً بعدما حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف  بي  آي" من هجمات محتملة قد تفسد أجواء الاحتفال غير المسبوق في الولايات المتحدة.

المزيد من تحقيقات ومطولات