Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النساء اللاتي يحتفظن بحالة وعي أثناء العملية القيصرية يعانين الألم

دراسة جديدة تشير إلى أنها جراحة يتزايد انتشارها

يميل الجراحون إلى الولادة القيصرية مع احتفاظ المرأة الحامل بوعيها (غيتي)

خلصت دراسة جديدة مثيرة للقلق في بريطانيا إلى أن عدداً أكبر من النساء قد يعانين الألم بسبب بقائهن واعيات أثناء الخضوع لعملية ولادة قيصرية، أو غيرها من العمليات الجراحية المرتبطة بالحمل [التي تجرى] تحت تخدير عام.

أعدت التقرير مجلة "التخدير" Anesthesia الطبية. وتوصل إلى أن إبقاء المريضة في حالة ما من حالات الوعي أثناء الخضوع لجراحة قيصرية، بات أكثر شيوعاً مما هي عليه الحالة في أنواع أخرى من العمليات الجراحية.

واكتشف الباحثون أيضاً أن امرأة من كل 256 تخضع لجراحة مرتبطة بالحمل، كانت تعي ما كان يدور حولها، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي جرى تحديدها في دراسة تدقيقية سابقة أجريت على المستوى الوطني، وبلغت النسبة فيها نحو امرأة من بين كل 19 ألفاً.

وأوضح الباحثون أنه إذا كانت المريضة واعيةً في وقت ما أثناء خضوعها لتأثير مخدر عام، فقد تكون قادرةً على تذكر الحوادث خلال الجراحة كالوجع أو الشعور بأنها محاصرة. وعلى الرغم من أن تلك التجارب الشعورية لا تدوم عموماً إلا بضع ثوانٍ أو دقائق، إلا أن أطباء التخدير ما زالوا شديدي القلق.

وقد عملت الدراسة على تحليل حالات أكثر من 3 آلاف امرأة خضعن لتخدير عام ضمن الإجراءات المتعلقة بالولادة في 72 مستشفى تابعاً لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS في إنجلترا، فتبين أن نحو ست من كل عشر مريضات كن واعيات أثناء الجراحة، ويعانين ضيقاً، وشعر نحو أربع من كل عشر نساء بشلل يمكن أن يكون ناجماً عن أدوية إرخاء العضلات.

وفي المقابل، أحست النساء ببعض الإجراءات التي تضمنتها العمليات الجراحية كالسحب والشد والتقطيب، إضافة إلى مشاعر بالانفصال عن الواقع وعدم القدرة على التنفس، إضافة إلى تعرض بعضهن لأضرار نفسية طويلة المدى غالباً ما انطوت على حالات اضطراب ما بعد الصدمة.

ووفق الدكتور بيتر أودور، استشاري التخدير في "مستشفى الكلية الجامعية" University College Hospital (في جامعة UCL)، وهو أحد المشاركين في البحث "لقد حددنا مجموعة معقدة من عوامل الخطر المتأتية من وعي المريضة أثناء الجراحة، بما فيها أنواع الأدوية والاختلافات في الممارسة الطبية".

واعتبر الدكتور أودور أنه "على الرغم من ارتفاع نسبة حالات الوعي أثناء الولادة القيصرية على نحو أعلى بكثير من تلك التي قد يختبرها الذين يخضعون لجراحة عامة، فمن المهم الإشارة إلى أن التخدير العام يبقى خياراً آمناً، ونحو نصف المرضى الذين ظلوا في حال من الوعي لم يجدوا الأمر مزعجاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "على الرغم من أننا قدمنا ​إجابات عدة، فإنه يبقى لدينا بعض التساؤلات عن سبب شيوع الوعي لدى النساء الحوامل، وتتمثل خطواتنا الآتية في تطبيق الدروس المستخلصة من هذه الدراسة للمساعدة في تقليل المخاطر في المستقبل".

في سياق متصل، أوضح الدكتور تيم ميك من "جمعية أطباء التخدير"، أن هذه الدراسة تسلط الضوء على جانب "يتطلب وضع مجموعة من الإرشادات المستندة إلى الأدلة" بهدف مساعدة الأطباء على اختيار التخدير الأكثر أماناً للنساء الحوامل.

وفي سياقٍ موازٍ، ذكرت الدكتورة نوالا لوكاس، وهي استشارية تخدير التوليد في "مستشفى نورثويك بارك"، إن "تلك هي أكبر دراسة تجرى على الإطلاق حول هذه المسألة المعقدة لدى النساء، وقد أسهمت في زيادة فهمنا لها، إذ وجدنا أن هناك ارتباطاً لها مع بعض أدوية التخدير (كـ"ثيوبينتون" Thiopentone)، وتلك التي ترخي العضلات. إضافة إلى ذلك، توجد عوامل أخرى من شأنها أن تؤدي إلى حدوث حالة من الوعي [أثناء التخدير العام] كالعمليات الطارئة خارج ساعات العمل التي تجرى في وقت متأخر من الليل".

إضافة إلى ذلك، تحدثت صحيفة "اندبندنت" أخيراً إلى عدد من الأمهات الجدد من اللاتي اختبرن بأنفسهن حالات الطوارئ الناجمة عن فيروس كورونا، وأثرت في حملهن وتجربتهن المتعلقة بالولادة ومرحلة التعافي منها.

وعلى نحو مشابه، حذر بعض مزودي الخدمات الطبية ممن يعملون في الخطوط الأمامية، من أن الاضطرابات التي تشهدها خدمات الأمومة باتت تؤدي إلى نشوء "وباء يتعلق بالسلامة النفسية" للأمهات الجدد وشركائهن، اللاتي تعرضن للصدمة جراء تجاربهن المؤلمة في المستشفيات.

© The Independent

المزيد من صحة