Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في معرض الزهور... "ربيع" مصر  يتنفس وردا وثقافة

نزهة مثالية للعائلة واستثمارات جديدة لرواد الأعمال وأنشطة مستحدثة لتوعية الزوار

يعد معرض الزهور طقساً ثابتاً لدى كثير من العائلات المصرية (خاص.إندبندنت عربية)

86 عاما من الورد؛ أصفر، وأحمر، وقرمزي، وأبيض، وما بينهما وما فوقهما من درجات. تبدو حديقة "الأورمان"، تلك البقعة من القاهرة الكبرى، الأكثر بهجة خلال هذه الفترة، هي الأكثر تعبيرا عن نداء أم كلثوم الشهير "شوف الزهور واتعلم"، حيث تستقبل الزوّار على مدار أسابيع بمعرض "زهور الربيع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعوة سنوية تتجدد مع أولى نسمات الفصل الأكثر شعبية على مدار السنة في 21 مارس (آذار) مع انطلاق موسم الربيع، وتستمر لتعطي الفرصة للوافدين من المحافظات المصرية المختلفة لينسقوا مواعيدهم مع الروائح العطرة، وكل هذا بسعر رمزيّ، جنيهات قليلة كرسم تذكرة دخول المعرض الممتد حتى بداية  شهر مايو (أيار) المقبل، فلن يترك المعرض زواره إلا وهو يسلمهم لشهر رمضان المبارك الذي سيأتي بعد أيام قليلة من انتهاء المعرض الذي يعتبر من أقدم معارض الزهور بالشرق الأوسط.

 

زيارة واحدة لا تكفي

إذا الفرصة لن تسمح هذه المرة لأن يحدث امتداد لأيام معرض زهور الربيع بسبب حلول الشهر الكريم، وهو أمر كان معتادا في سنوات سابقة كثيرة، بسبب شدة الإقبال، ورغم ذلك فبحسب بيانات رسمية لوزارة الزراعة المصرية المشرفة على المعرض، فمن المتوقع أن تستقبل حديقة "الأورمان"، الشهيرة بالجيزة والمواجهة لجامعة القاهرة، مليون زائر على أرضها هذه السنة للاستمتاع والتسوق من المعرض، حيث إن معرض الزهور في موسمه السادس والثمانين يحقق نجاحا كبيرا، ويعتبر طقسا ثابتا لدى كثير من العائلات، بحسب ما قالته السيدة شيرين عبد الله، وهي ربة أسرة حضرت مع زوجها وأطفالهما للمرة الثانية هذا العام، وقد تأتي الثالثة والرابعة، تقول لـ(اندبندنت عربية) "المرة الأولى لا تكون كافية أبدا، نظرا لحجم المعروضات وتنوعها، مثل نباتات الزينة والأشجار والزهور، ومستلزمات الحدائق وحتى مستلزمات المطبخ والتجميل، فنقوم بجولة للمقارنة والاطلاع، ثم قرار الشراء يأتي في زيارات تالية".

 

ورد وأشياء أخرى

بالفعل من الصعب متابعة كل ما يجري في معرض الزهور بـ"الأورمان" في يوم واحد، نظرا لأن عدد العارضين يفوق الـ180 عارضا، فيما المعروضات نفسها متشعبة من نباتات وأدوات الزراعة ونوعيات أسمدة، وأشجار نادرة، وأيضا عارضي حيوانات أليفة، بالإضافة إلى منصات وزراة الزراعة التي تبيع إنتاجها من الزيوت والمأكولات، فالأمر لم يعد مقتصرا على الزهور فقط بأي حال.

النزهة تبدو مثالية ومكتملة، فهناك أماكن مخصصة للجلوس والاستمتاع بتفنن العارضين في تنسيق الألوان، وكذلك ملحق بالحديقة منطقة مخصصة للأطفال للهو بها من خلال ألعاب مختلفة، بالتالي تكون وجهة محببة للعائلات. النباتات والزهور بكل الألوان والأشكال تحيط بالزوار، وكذلك وسائل الراحة، وهي أمور تتيحها المساحة الشاسعة للحديقة المقامة على مساحة 28 فدانا يشغل المعرض جانبا منها، وتم تأسيسها في عهد الخديوي إسماعيل عام 1875.

ترويج لمنتجات اللاجئين واستثمارات جديدة لرواد الأعمال

وفيما يتعلق بطبيعة زوار المعرض ومدى الإقبال، تحدث عدد من العارضين، بينهم السيدة "راوية"، التي لديها تنوع كبير في معروضاتها التابعة لجميعة "شباب بيحب مصر"، وهي معروضات صنعها شباب من مختلف محافظات مصر، وأيضا من بعض الدول العربية، حيث تبدو الخيمة وكأنها "بازار" سياحي متكامل، تقول السيدة راوية "الإقبال الأكبر يكون ابتداء من نهاية يوم الخميس ويومي الجمعة والسبت، لأن الجمهور يفضّل زيارة المعرض في العطلة، حيث تكون نزهة للأسرة خلال يومي الإجازة، ويشترون فيها مسلتزماتهم، خصوصا أن أغلب المعروضات بسعر مناسب جدا  وعلى درجة عالية من الجودة"، وتضيف السيدة راوية "هناك توسع كبير هذا العام في نوعية المعروضات، وهناك وزارات أخرى تشترك بمعروضاتها وإنتاجها مثل وزارة التربية والتعليم، والاشتراك يتم بسهولة عن طريق التنسيق مع لجنة الحديقة قبل شهرين تقريبا من موعد المعرض، حيث يتم حجز مساحة عن طريق تلك اللجنة". "شباب بيحب مصر" هي مؤسسة خيرية غير هادفة للربح، وبمعرض زهور الربيع تشترك بمعروضات لتشجيع مهارات الحرف اليدوية لصناع من 26 محافظة، يقول العاملون بالمؤسسة "نساعدهم في تسويق منتجاتهم والوصول بها إلى جمهور أكبر، وذلك بنسبة ربح بسيطة، فلدينا شغل الحجازية وأيضا شغل من أسوان وسوهاج والأقصر، كما ندعم اللاجئين من السودان وإثيوبيا بعرض منتجاتهم أيضا".

 

العارضون يتغيرون على مدار السنوات، وتأتي شركات جديدة حيث يحصر رواد الأعمال على الحضور بشكل دوري، لأن الأمر لا يعتمد فقط على بيع المعروضات للجمهور، ولكنه يكون منصة أساسية ومهمة للدعاية لبعض الشركات، وأيضا عقد الصفقات والدخول في استثمارات جديدة. يؤكد السيد هاني، ممثل لشركة تعمل في شتلات الأشجار، أن المعرض يتوسع ويختلف عاما بعد آخر، وأنه على مدار ست سنوات شارك فيها بالمعرض يؤكد أن الوجود مفيد جدا لأي جهة تعمل في المجال، لافتا إلى أن الجمهور بات على ثقافة ودراية بطبيعة المعروضات، فالجمهور يأتي للسؤال عن نبابت نادرة بعينها، وأيضا عن الزيوت القيّمة. ويشدد هو وبعض المشاركين له في منصته أن الدعاية الأكبر سوف تجلب روادا أكثر بالطبع.

صالون ثقافي أيضا

وفي تقليد جديد، رواد معرض الظهور على موعد أيضا مع صالون ثقافي استُحدث هذا العام، حيث تقام ندوات على مدار فترة انعقاد المعرض تستضيف خبراء يتحدثون عن الثروة الزراعية وطرق تنميتها، والخطط الجديدة في هذا المجال، وكذلك مستقبل زراعة نباتات الزينة في مصر، وغيرها من الموضوعات، وهو صالون مفتوح يشهد إقبالا، حيث تحدّث أحد حاضريه لـ"اندبندنت عربية" مؤكدا أنه فوجئ بهذا الصالون بالصدفة أثناء تجوّله بالمعرض، وقرر أن يحضر الجلسة إلى نهايتها نظرا لأن المعلومات التي يتم مناقشتها مفيدة ومهمة، كما أنه استفسر عن أكثر من نقطة مهمة فيما يتعلق بزراعة النخيل، لافتا إلى أن المتحدثين أجابوا عليه باستفاضة، وتمنى أن يكون هناك توعية أكثر بوجود هذا الصالون بين جنبات المعرض كي يتمكن الزوار أكثر من متابعته.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات