Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسجيل صوتي يكشف ضغط ترمب على مسؤول في جورجيا لتأمين 11 ألف صوت

سكرتير الولاية الجمهوري يقول إن البيت الأبيض ضغط عليه لتلقي مكالمة الرئيس

فصل جديد تعيشه الانتخابات الأميركية، بعد تسرب تسجيل صوتي يكشف محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الضغط على الأمين العام لولاية جورجيا براد رافنسبيرجر، بهدف "إيجاد أصوات كافية"، لقلب نتيجة الانتخابات لمصلحته، في واقعة أشعلت تساؤلات في أوساط المتخصصين، في شأن قانونية المحادثة التي وردت في المكالمة الهاتفية، التي أجريت يوم السبت الماضي، ودامت ساعة كاملة.

تسجيل مثير للجدل

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، مقاطع مجزأة من المكالمة الهاتفية مدتها أربع دقائق ونصف الدقيقة، سرعان ما تناقلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرين طبيعة المحادثة بين المسؤولين المنتميين إلى الحزب الجمهوري، التي أظهرت محاولة ترمب الضغط على مسؤول الولاية، لاتخاذ موقف مؤيد لمزاعم تزوير الانتخابات، في حين رفض الأخير الادعاءات، غير مكترث لتحذيرات الرئيس له من العواقب الجنائية.

وتورد الصحيفة الأميركية، أن الأمين العام لولاية جورجيا، ومستشار مكتبه، رفضا تأكيدات ترمب بحدوث تزوير في الانتخابات لمصلحة جو بايدن، موضحين أن الرئيس المنتهية ولايته يعتمد على نظريات المؤامرة المزيفة، وأن فوز المرشح الديمقراطي بـ 11779 صوتاً في جورجيا كان عادلاً ودقيقاً. في حين راح سيد البيت الأبيض، يوبخ رافنسبيرجر، مشيراً إلى أن سكان الولاية والناس في أنحاء البلاد غاضبون.

وعندما قال ترمب إن "ولاية جورجيا أعادت عد الأصوات"، وفقاً للقانون المحلي الذي يسمح بالاعتراض على النتيجة والمطالبة بإعادة الفرز إذا ما كان هامش الخطأ متقارباً، في إشارة إلى أن فوز بايدن بجورجيا ليس شرعياً، أجاب رافنسبيرجر، "سيدي الرئيس، إن التحدي الذي تواجهه هو أن البيانات التي تملكها خاطئة"، ليرد ترمب "كل ما أريده هو إيجاد 11780 صوتاً، وهو أكثر مما لدينا. لأننا فزنا بالولاية".

وفي المكالمة التي شارك فيها المقربان من ترمب، رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، والمحامية المحافظة البارزة في الحزب الجمهوري كليتا ميتشل، قال الرئيس الأميركي، "من غير الممكن أنني خسرت جورجيا"، مؤكداً فوزه بمئات الآلاف من الأصوات.

وفي السياق نفسه، أصرت ميتشل التي لم تعرف من قبل بجهودها في المعركة القانونية التي يقودها ترمب، على أن مكتب رافنسبيرجر "أصدر العديد من التصريحات غير الصحيحة خلال الشهرين الماضيين"، مشددةً على أن "كل من شارك في الجهود المتعلقة بالانتخابات نيابة عن الرئيس قال الأمر نفسه". وخاطبت مسؤولي الولاية قائلةً "أظهروا لنا سجلاتكم التي تستندون إليها في تخطئة أرقامنا".

وخلال المحادثة، أصدر ترمب تهديداً تصفه "واشنطن بوست" بـ "الغامض"، وجهه إلى أمين ولاية جورجيا ومستشاره رايان جيرماني، قائلاً إنهما إذا لم يتوصلا إلى أن الآلاف من بطاقات الاقتراع في مقاطعة فولتون أُتلفت بشكل غير قانوني لعرقلة المحققين، فإنهما سيكونان عرضة للمساءلة جنائياً، وحذّر ترمب من أن خطر عدم التصرف سيرتد على رافنسبيرجر ومستشاره ومحاميه.

وقال الرئيس الجمهوري لأمين الولاية إن "الفشل في التحرك بحلول يوم الثلاثاء من شأنه أن يعرقل التقدم السياسي لعضوي الحزب الجمهوري ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر"، في مواجهة المرشحين الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك. وتكمن أهمية فوز بيرديو ولوفلر في انتخابات الإعادة في مجلس الشيوخ عن جورجيا، في دورهما في تحديد هوية الحزب الذي يسيطر على المجلس خلال الفترة المقبلة.

رافينسبرجر يتهم البيت الأبيض بالضغط عليه

وفي تطور جديد يتعلق بالقضية، قال مسؤول الانتخابات بولاية جورجيا الأمريكية اليوم الاثنين إن البيت الأبيض دفعه، خلافا لرغبته، لتلقي المكالمة الهاتفية من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي ضغط عليه فيها من أجل تغيير خسارته لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية في الولاية.
وقال سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية "لا أعتقد مطلقا أنه كان من المناسب أن أتحدث إلى الرئيس لكنه ضغط (من أجل ذلك)، أعتقد أنه جعل فريق عمله يضغط علينا. كانوا يريدون إجراء مكالمة".
وطالب عضو في الحزب الديمقراطي من الولاية بإجراء تحقيق بشأن ما إذا كان ترمب قد انتهك قانون الانتخابات في جورجيا بهذه المكالمة.
ورفض رافينسبرجر والمستشار العام لمكتبه تأكيدات ترمب على وجود تزوير في الانتخابات خلال المكالمة التي استمرت لساعة.
وقال رافيسنبرجر "تلقينا المكالمة ودار بيننا حوار. وكان هو يتحدث في أغلبها بينما كنا نستمع نحن".
وتابع "لكنني أرغب في أن أوضح أن البيانات التي لديه خاطئة تماما. لديه المئات والمئات ممن قال إنهم موتى صوتوا، بينما لم نرصد نحن سوى صوتين فقط (من هؤلاء). وذلك مثال واحد فقط على بياناته المغلوطة".
 

غموض من الناحية القانونية

وفي جزء مثير للجدل، يشدد ترمب على فوزه بالانتخابات وعدم أحقية منافسيه بسلبها منه، مطالباً مسؤولي الولاية بإعادة النظر بالنتيجة، على أن يتم ذلك عبر محققين "يريدون التوصل إلى إجابات." ورد رافنسبيرجر على هذه المطالب بالقول إن لدى الولاية موظفين يعتمدون النتائج كما هي الحال لدى الرئيس، على أن تبقى مسألة البت في شرعيتها بيد المحكمة، مؤكداً صحة الأرقام التي توصلت لها الولاية.

وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن متخصصين بالقانون اعتبروا أن محادثة ترمب مع رافنسبيرجر وضعته في منطقة مشكوك فيها قانونياً، إذ أنه حث مسؤول الولاية على "إيجاد" أصوات، واشترط توظيف محققين "يريدون إيجاد إجابات". وهي عبارة قالها الرئيس، وقد تُفهم على أنها تشجع على التلاعب بنتائج الانتخابات في جورجيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، يرى إدوارد فولي، أستاذ القانون في جامعة ولاية أوهايو، أن تجاوز ترمب الواضح هو أخلاقي، معتبراً أن "الأسئلة القانونية غامضة وستخضع لتقدير الادعاء". لكنه أكد أن طلب الرئيس لم يكن مناسباً، وينبغي أن يثير غضباً أخلاقياً.

وخلال جزء من المكالمة، لم ترفقه الصحيفة الأميركية في التسجيل الصوتي المسرب، ادعى سيد البيت الأبيض أنه فاز بجورجيا بما لا يقل عن نصف مليون صوت، مجدداً مزاعم تصويت الموتى وأن أحد العاملين في مراكز الانتخابات في أتلانتا، قد فحص 18000 بطاقة اقتراع مزورة ثلاث مرات، ووجد أن جميعها كانت لمصلحة بايدن، فضلاً عن عودة الآلاف من الناخبين الذين يعيشون خارج الولاية إلى جورجيا للمشاركة بشكل غير قانوني في انتخابات الولاية.

وانفرد ترمب بمعظم الحديث أثناء المكالمة، وظهر غضبه ونفاد صبره خلالها، حين وصف مسؤول الولاية بـ "الطفل وغير النزيه" أو "الجدير" بسبب عدم تصديقه وجود تلاعب وتزوير واسع في الانتخابات، في حين قال الأخير، "سيدي الرئيس، المشكلة التي تواجهك مع وسائل التواصل الاجتماعي، هي قدرة الناس على قول أي شيء". ليرد ترمب، "أوه، هذه ليست وسائل التواصل الاجتماعي. إنها ميديا ترمب... إنها ليست شبكات اجتماعية".

ولم تتلق "واشنطن بوست" رداً على طلباتها للتواصل مع كل من البيت الأبيض ومارك ميدوز، وحملة ترمب، في حين رفض مكتب رافنسبيرجر التعليق.

ما بعد المكالمة

وكتب ترمب عبر حسابه في "تويتر"، الأحد، أنه ناقش مع رافنسبيرجر، "التزوير الانتخابي في جورجيا"، مضيفاً أن الأخير، ربما لم يكن راغبا أو قادراً على التعليق على الاحتيال وتمرير "بطاقات الاقتراع تحت الطاولة"، وإتلافها، بالإضافة إلى مشاركة "ناخبين" من خارج الولاية بطريقة غير قانونية، وتصويت الموتى".

ولم يتأخر رافنسبيرجر في الرد، نافياً ما ورد في تغريدة الرئيس الأميركي، ومتوعداً بإظهار الحقيقة، ولم تمضِ إلا ساعات قليلة، حتى فجرت صحيفة "واشنطن بوست" الجدل، بمقاطع مسربة من المكالمة تكشف النقاش الذي دار بين المسؤولين الجمهوريين.

وبينما عكست المكالمة الهاتفية الانقسام بين الرئيس الأميركي وبعض زملائه الجمهوريين في الكونغرس ومجموعة من الولايات منها جورجيا، فإنها أيضاً أظهرت إصرار ترمب على مواصلة الطعن في نتيجة صناديق الاقتراع، وعدم الاعتراف بفوز بايدن، في حين لا تبدو حظوظه في تغيير نتائج الولايات المتأرجحة لمصلحته عالية، بعد خسارته معارك قانونية في عدد من الولايات منها بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

واعتبرت "واشنطن بوست" الضغط الذي مارسه ترمب على رافنسبيرجر أحدثَ مثال على محاولته تقويض نتيجة انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، من خلال التواصل الشخصي مع المسؤولين الجمهوريين في الولايات، إذ دعا سابقاً قادة ولاية ميشيغان الجمهوريين إلى البيت الأبيض، وحث حاكم جورجيا بريان كيمب في مكالمة في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2020، على إقناع المجلس التشريعي في الولاية بإلغاء فوز بايدن، كما طلب من براين كاتلر رئيس مجلس النواب في بنسلفانيا المساعدة في عكس خسارته هناك.

وجاءت دعوة ترمب الأمين العام لولاية جورجيا، المحورية في الصراع الانتخابي مع بايدن، في الوقت الذي تعهد عشرات الجمهوريين بالطعن في تصويت المجمع الانتخابي، في جلسة مشتركة، سيعقدها الكونغرس يوم الأربعاء المقبل. وفيما من المحتمل ألا تؤثر هذه المحاولة في عرقلة تقدم بايدن، وفقاً لديريك مولر، أستاذ القانون في جامعة أيوا، فإن ترمب لم يتوقف عن محاولات اللحظة الأخيرة، التي كانت آخرها دعوة أنصاره إلى السفر إلى واشنطن للاحتجاج على فوز المرشح الديمقراطي. وهو ما رفع حالة التأهب لدى المسؤولين الفيدراليين ومسؤولي الولاية للتصدي لأي اشتباكات قد تحدث خارج مبنى الكابيتول.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات