Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البوليساريو تعترض على احتمال ترشيح بيتري رومان مبعوثا أمميا للصحراء

يتردد اسم رئيس الوزراء الروماني الأسبق لتولي المهمة بعد نحو عام من استقالة هيرست كولر

الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء حرك الملف المثير للجدل (غيتي)

يتجه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لترشيح رئيس الوزراء الروماني الأسبق، بيتري رومان، لشغل منصب المبعوث الجديد إلى الصحراء، خلفاً لهورست كولر، في حين أعلنت مصادر من جبهة البوليساريو اعتراضها على الخطوة، باعتبار أن المرشح معروف بتأييده للمغرب.

وكان بيتري رومان، المعروف عنه إلمامه العميق بنزاع الصحراء، زار مدينة الداخلة المغربية الواقعة بالصحراء، للمشاركة في منتدى "كرانس مونتانا" في عامي 2015 و2018، حيث تعتبر الجبهة زيارته تلك اعترافاً ضمنياً بسيادة المغرب على الصحراء، وبالتالي هو في نظرها وسيط محتمل التحيز للمملكة.

استقالة كولر

وأعلن المبعوث الأممي السابق للصحراء هيرست كولر، استقالته لأسباب صحية في 22 مايو (أيار) 2019، بعد أن تم تعيينه في 17 أغسطس (آب) 2017. وبينما يعتبر المحامي المغربي والباحث في ملف الصحراء، نوفل البعمري، أن كولر قدم استقالته من مهمة المبعوث الشخصي للمنطقة بعد أن قام بمجهود سياسي كبير لحلحلة الملف، تُوج بمفاوضات "جنيف1" و"جنيف2"، والتي انتهت بإقرار الطبيعة الإقليمية للنزاع والدور الجزائري فيه، إضافة إلى الخروج من دائرة العموميات والدخول في مناقشة تفاصيل الحل، على قاعدة مقررات مجلس الأمن التي أكدت في قراريها (2440) و(2414) وما تلاهما، ضرورة التوصل إلى حل سياسي متوافق في شأنه، يتميز بروح ودينامية جديدة، مشيراً إلى أنه بعد أن اعتقد أن الملف سيقدم لمناقشة الحل السياسي على القواعد المذكورة سابقاً، فوجئ الجميع بتقديم كولر استقالته لأسباب صحية.

معضلة التعيين

عرف مسلسل تعيين مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء غالباً جدلاً عبر اعتراض أحد الطرفين على المبعوث، سواء قبل تعيينه بشكل رسمي، وأحياناً أخرى بعد فترة معينة من توليه منصبه، مما يطرح تساؤلاً حول ما إذا كان تعيين مبعوث للصحراء أضحى معضلة تثقل كاهل الأمم المتحدة.

ويُذكّر الخبير المغربي في ملف الصحراء بأنه منذ استقالة كولر والأمم المتحدة تحاول إيجاد شخصية بديلة عنه، وأن تكون مؤهلة لاستكمال المسار نفسه، وكذلك الاشتغال على أرضية مقررات مجلس الأمن، معتبراً أن "العادة جرت أنه لضمان نجاح مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، فيجب أن يحظى بتوافق أطراف النزاع، ويبدو أن الوصول إلى تعيين شخصية بهذه المواصفات أمر صعب، لأن الأمم المتحدة تتفادى تسمية أي شخصية قد تفشل في مهمتها، أو لا تستطيع حلحلة الملف، بخاصة مع التطورات السياسية التي شهدتها المنطقة، ومنها إعلان تنظيم البوليساريو خروجه من اتفاق وقف إطلاق النار، وإعلانه الحرب ولو افتراضياً، ورفضه التعامل مع الأمين العام للأمم المتحدة".

أمر ضروري

على الرغم من وجود تعقيدات بخصوص تعيين مبعوث أممي للصحراء، في ظل اعتراض أحد الأطراف بشكل مستمر على المبعوث، أكد الخبير المغربي في القانون الدولي، رضا الفلاح، أنه في الوقت الذي يقوى الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، تظهر ملامح الحل السياسي والعادل تحت ريادة الأمم المتحدة، في وقت يُجمع فيه المجتمع الدولي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير (2548) على وجوب تعيين مبعوث أممي جديد لإحياء العملية السياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر الفلاح أن "تعيين المبعوث الخاص الجديد سيكون له تأثير إيجابي في إحياء مسار التسوية السياسية، وسيبرز مدى جدية وإرادة الجزائر والبوليساريو في التوصل إلى حل نهائي وواقعي، متوافق بشأنه لهذا النزاع المفتعل".

من جهته، أكد البعمري ضرورة وجود مبعوث أممي، باعتبار أن مهمته هي تسهيل العملية السياسية والإشراف على كل الخطوات التي تعلنها الأمانة العامة للأمم المتحدة، وفقاً للمقررات الصادرة عن مجلس الأمن، معتبراً أنه في كل النزاعات الدولية توجد ضرورة لوجود شخصيات معينة ومكلّفة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة للاشتغال على كل مناحي الأزمة، وعلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المتنازعة.

ولذلك يعتبر الباحث أن تعيين مبعوث أممي للصحراء هي مسألة حيوية بالنسبة إلى الأمم المتحدة، لأنها توضح مدى قدرتها على تجسيد إرادة مجلس الأمن، وعلى حل النزاع سياسياً للوصول للسلام ولتحقيق الأمن في المنطقة، إضافة إلى ضمان عودة ساكني مخيمات تندوف، في إطار حل سياسي يضمن سيادة المغرب على أراضيه، ويعطي الصحراويين حق إدارة المنطقة بشكل ذاتي.

اعتراض الجبهة

من جهتها، أعلنت مصادر من جبهة البوليساريو اعتراضها على رومان، بدعوى علاقاته الجيدة بالمغرب.

ويرى البعمري أن البوليساريو ستعارض أي شخصية يتم اقتراحها للمنصب، لأنها "تعي جيداً أن مسار الملف السياسي على مستوى الأمم المتحدة آخذ في تبني مبادرة وفكرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب"، معتبراً أنه بالرجوع إلى قرارات مجلس الأمن الصادرة منذ العام 2017، سيتضح أن الأمم المتحدة أصبحت أكثر دعماً ووعياً بأهمية المبادرة التي اقترحها المغرب.

ويرى الباحث المغربي أن "الجبهة عند معارضتها هذه الشخصية فهي لا تعارضها لأسباب موضوعية، بل تريد فقط عرقلة التقدم والحفاظ على وضعية الجمود السياسي، باعتبارها الوضعية التي تطيل وجودها وتجعلها مستمرة في السيطرة على مخيمات تندوف، بما فيها من مختطفين".

ويؤكد كذلك أن البوليساريو سترفض هذه الشخصية وأي شخصية أخرى قد تُرشح، لأنها تعتبر أن تعيين مبعوث ما قد يعمل على استكمال مسار المحادثات على أرضية قرارات مجلس الأمن، وهي أرضية تدعم الحكم الذاتي على اعتبار أنها تجسد روح وفكرة تقرير المصير ديمقراطياً ومؤسساتياً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير