استهداف سفينة تجارية جنوب البحر الأحمر

تسبب لغم بحري ارتطم بسفينة شحن تجارية جنوب مياه البحر الأحمر، يوم الجمعة، "بأضرار طفيفة" في مقدمة السفينة التي كانت تعبر المياه، حسبما ذكرت وسائل إعلام حكومية سعودية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، والتلفزيون المحلي، نقلاً عن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين منذ عام 2015، إن اللغم "لم يتسبب بأضرار بشرية".

وأشار التحالف العربي، في بيان، أن الألغام البحرية التي تم اكتشافها إيرانية الصنع وهي من نوع "صدف"، ويعد اللغم الذي ارتطم بالسفينة التجارية الرابع خلال 24 ساعة. وحذر من أن نشر الألغام من قبل "الميليشيات الحوثية الإرهابية" يهدد الملاحة والتجارة الدوليتين" عبر زراعتها جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وكانت إيران قد رفضت سابقا اتهامها بدعم الحوثيين في الصراع القائم منذ هيمنة الميليشيات على العاصمة صنعاء وعدد من المدن الآخرى وانقلابها على الحكومة الشرعية.

ويعد مضيق باب المندب الممر المائي الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، معبراً بحرياً بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، تعبره سفن النفط والتجارة العالمية يومياً.

وكان التحالف الدولي قد أزال ودمر بحسب البيان، ما مجموعة 175 لغماً بحرياً زرعتها ميليشيات الحوثي عشوائياً، التي تتخذ من محافظة الحديدة جنوب اليمن مكاناً لزراعة الألغام ولإطلاق الصواريخ والزوارق المفخخة.

وارتفعت حصيلة الألغام التي زرعها الحوثيون خلال الأشهر الماضية، ففي 14 ديسمبر (كانون الأول) تسبب لغم بحري في انفجار ناقلة نفط "بي دبليو راين" قبالة ميناء مدينة جدة السعودية، وفي الـ25 من نوفمبر (تشرين الثاني) ذكرت شركة (أمبري)، أن لغماً دمر ناقلة "أغراري" التابعة لشركة يونانية قبالة سواحل السعودية.

ورغم أن الحوثيين التزموا الصمت حيال اتهامات التحالف العربي اليوم، فإنهم في نوفمبر الماضي اعترفوا باستيلائهم على ثلاث سفن في البحر الأحمر، بينها سفينة سعودية كانت تقطر حفاراً بحرياً لكوريا الجنوبية في المياه الدولية قبالة اليمن، كما أعلنوا أكثر من مرة استهدافهم السعودية ومعابر التجارة بالطائرات المسيرة والألغام.

واللغم البحري هو جهاز ينفجر آلياً ويوضع في مياه البحر لتدمير أو إحداث أضرار في السفن والبواخر والغواصات ويستخدم لشل حركتها.

وكان التحالف قد أعلن، قبل أيام، أن جماعة "أنصار الله" الحوثية أطلقت صاروخاً باليستياً من محافظة صنعاء باستخدام الأعيان المدنية لمكان الإطلاق ليسقط بعد ذلك في محافظة صعدة.

ولم تقتصر الألغام الحوثية على معابر السفن وحسب، فحتى الأراضي اليمنية المأهولة بالسكان، التي كانت ساحة للمواجهات الحربية زرعت فيها عشرات الآلاف من الألغام، بحسب ما أعلنه مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في اليمن، الذي قال، "إن فرقه الهندسية نزعت خلال أسبوع 1385 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في مناطق مختلفة من اليمن، ليصل بذلك إجمالي ما تم نزعه من قبل المشروع منذ مطلع نوفمبر وحتى ديسمبر (كانون الأول) الحالي 6114 لغماً، مؤكداً أن مجموع ما تم نزعه منذ تأسيسه في يونيو (حزيران) عام 2018 بلغ 201385 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

وبحسب تقارير رسمية، يقدر حجم التجارة التي تعبر مياه البحر الأحمر عبر السفن والبواخر التجارية بنحو 2.5 تريليون دولار، ما يشكّل قرابة 13 في المئة من التجارة العالمية، لكنها منذ اشتعال الحرب في اليمن عام 2015 لاستعادة الشرعية باتت هدفاً للحوثيين.