اختتم وفد الجنوب الليبي الذي ضم 75 شخصية من المشايخ والعواقل، اجتماعاته التي استمرت يومين في القاهرة، مع اللجنة المصرية المعنية بالملف، لبحث تطورات الموقف وسبل حلحلة الأزمة وتعزيز جهود التسوية.
وتقدم أعضاء الوفد الليبي بورقة تحت اسم "المشروع الوطني لبناء دولة المؤسسات"، حصلت "اندبندنت عربية" على نسخة منها، أكدوا فيها أن جلوس الليبيين إلى طاولة الحوار لن ينجح إلا إذا اتفقوا على جملة من الأسس والمبادئ، ومنها أن ليبيا دولة واحدة ذات سيادة، وأن التداول السلمي للسلطة هو أحد ركائز الحكم الذي يختار الليبيون نظامه، وأن ينظم الدستور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد إقراره من الشعب، على أن يكون حمل السلاح مقصوراً على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والرقابية، مع تأكيد استقلالية القضاء.
المصالحة الوطنية
وتطرق المشروع إلى المصالحة الوطنية التي اعتبرها تأتي أولاً لحل المشكلة السياسية، وتكون بإطلاق جميع السجناء السياسيين ومحاكمة من سجنهم، وعودة المهجّرين من الخارج وجبر ضررهم، وعودة النازحين بالداخل، وبدء نزع السلاح وحصره بيد الجيش والأجهزة الأمنية، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية لتنفيذ البرنامج الذي يُفترض أن يقره المؤتمر الجامع، "مؤتمر كل الليبيين"، الذي سيرعاه الاتحاد الأفريقي، على أن يكون داخل ليبيا.
كما نصت الورقة على إنشاء هيئة عليا للمصالحة والقانون المنظم لها، والإسراع بالاستفتاء على الدستور، وتشكيل لجنة لمراجعته أو إعادة صياغة بعض مواده.
حوار من دون إقصاء
وفي ختام الاجتماعات أصدر الوفد بياناً أشاد فيه بالجهود المصرية المتواصلة لجمع الأطراف الليبية على أرضها. وقال رئيس مجلس حكماء وأعيان المنطقة الجنوبية، علي بركة التباوي، إن الورقة التي تقدموا بها تمثل مبادرة كاملة تشمل كل جوانب المصالحة الوطنية بين الشرق والغرب، لحقن الدماء وتوحيد ليبيا ومؤسساتها.
وأضاف، في تصريحات خاصة، أن "أهمية الجنوب الليبي في المعادلة الليبية ترجع إلى كونه يحوي 80 في المئة من مقدرات الشعب من بترول وموارد طبيعية"، مشيراً إلى أن الجنوب على مدار التاريخ هو "ميزان التوازن بين الشرق والغرب".
وكشف التباوي عن وجود اتصالات مع كل الأعيان والمشايخ في المناطق الشرقية والغربية، مؤكداً أنهم مرحبون بالفكرة وداعمون لها، مشيراً إلى أنه "جرى الاتفاق معهم على أنه في حال نجاح هذه الزيارة فسيأتي إلى مصر وفد من المنطقة الغربية والشرقية، وبعد ذلك يجتمع كل الليبيين في مؤتمر جامع، ونتفق على مصالحة وطنية شاملة".
ضرورة الحل السياسي
وتابع، "ليس لدينا أية مشكلة مع أي ليبي. نحن عائلة واحدة، مشكلتنا مع الاستعمار التركي والدواعش والميليشيات والمجرمين". لافتاً إلى أن الدول الاستعمارية طامعة في الجنوب وتتكالب عليه، لأن النفط والذهب والثروات الطبيعية فيه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد التباوي على ضرورة الحل السياسي الشامل من خلال حوار ليبي - ليبي شامل، من دون تدخل أية أطراف خارجية، كما أكد الأعيان والمشايخ رفضهم القاطع لأية ترتيبات دولية تختص في الشأن الليبي، ما لم تكن نابعة من إرادة وطنية خالصة، داعين إلى الإسراع بتحقيق التسوية السياسية الشاملة في إطار التوافق والحوار من دون إقصاء.
واتفق المجتمعون على فتح قنصلية مصرية لدى الجنوب الليبي لتسهيل خدمة مواطني البلدين، كما بحثوا إمكان تسيير رحلات جوية بين مطار سبها الدولي والمطارات المصرية، أسوة بباقي مطارات ليبيا.
يذكر أن ليبيا وقعت ضحية الفوضى والتدخلات الخارجية منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، وتشهد نزاعاً بين سلطتين، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، التي تتخذ طرابلس مقراً، وسلطة في شرق البلاد يدعمها خليفة حفتر.