Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقل منتجات غذائية جوا من ألمانيا إلى وسط إنجلترا بسبب تداعيات إغلاق الحدود

طائرة تابعة لشركة "لوفتهانزا" تحمل خضار الخس والقرنبيط والبروكولي والفواكه الحمضية إلى متاجر بريطانية

في سيناريو أطلقت عليه تسمية "نسخة مشابهة لجسر برلين الجوي" أثناء الحرب الباردة، تم نقل نحو 80 طناً من الفواكه والخضروات الطازجة من مدينة فرانكفورت الألمانية إلى مقاطعة يوركشاير في إنجلترا.

وقد حطّت طائرة شحن من طراز "بوينغ 777" تابعة لشركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" بعد ظهر الأربعاء، في مطار "دونكاستر - شيفيلد" جنوب المقاطعة.

الحمولة التي كانت على متن الطائرة تشمل خضروات الخس والقرنبيط والبروكولي، إضافةً إلى فواكه حمضية طلبتها متاجر سوبرماركت بريطانية مختلفة هي Aldi وCo-op وSainsbury’s و.Tesco

وأوضح متحدث باسم شركة الطيران أن الهدف هو "المساعدة في إعادة ملء الرفوف في المتاجر الصغيرة في المملكة المتحدة بهذه المواد في الوقت المناسب قبيل عيد الميلاد".

وقد أدّت مجموعة متتالية من إجراءات منع السفر إلى تعطّل الكثير من التجارة برّاً من المملكة المتحدة وإليها، بعدما علِق آلاف الشاحنات في مقاطعة كينت Kent في انتظار عبور القناة الإنجليزية.

وفي حين أنه يسمح بالسفر إلى المملكة المتحدة، فإن عدداً من السائقين من القارة، أبدوا رغبتهم في عدم المجازفة أو الاضطرار إلى أن ينضموا إلى مواكب الشاحنات الأخرى العالقة، التي يأمل سائقوها في العبور إلى مدينتي كاليه ودانكيرك في شمال فرنسا.

بيل سوان وهو مهندس أعمال business architect يعيش بالقرب من مكان الفوضى الناشئة في منطقة كينت، يشبّه ما يحصل الآن بما كان قد جرى في الماضي، ويصفه بأنه "نسخة مماثلة عن جسر برلين الجوي" الذي شكّل إحدى حلقات "الحرب الباردة" في أواخر أربعينيات القرن الماضي.

فأثناء الحصار الذي فرضه الاتحاد السوفياتي على مدى 15 شهراً على الطرق البرية التي تربط بين مناطق سيطرة التحالف الغربي في برلين وألمانيا الغربية، نقل "سلاح الجو الملكي" البريطاني والقوات الجوية الأميركية ملايين الأطنان من الإمدادات - لا سيما منها الفحم - إلى الجزء الغربي من المدينة.

وعلّق سوان: "إن حمولة طائرة بوينغ 777 هي على الأقل، أكبر من حمولة ’داكوتا‘ (ناقلة عسكرية كانت نسخة عن طائرة دوغلاس دي سي 3  Douglas DC-3، أطلق عليها البريطانيون هذه التسمية).

وتؤكد "لوفتهانزا" أن رحلة نقل منتجات غذائية طازجة إلى يوركشاير قد تكون الأولى ضمن سلسلة رحلات أخرى يمكن تنظيمها خلال الأيام القليلة المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وأفاد متجرا "تيسكو" و"سينزبيريز" بأنه على الرغم من أن مخزون معظم هذه المواد ليس مهدّداً بالنفاد، إلا أنه قد يكون هناك قريباً نقص في المنتجات الطازجة ذات العمر الافتراضي القصير، إذا لم تعُد إمدادات الشحن من فرنسا إلى مستوياتها الطبيعية.

في غضون ذلك، بدأت متاجر "تيسكو" تقنين سلع كالصابون وغسول اليدين والبيض والأرز ولفائف ورق التواليت، لحماية تلك المواد تحسّباً لأي حالات ذعر قد تنشأ بين الزبائن، وتهافت على الشراء.

الجسر الجوي الذي تنظمه شركة "لوفتهانزا"، يأتي وسط تفاقم الازدحام في مقاطعة كنت، بعد إعادة فتح ميناء دوفر ونفق القطارات Eurotunnel في ميناء فولكستون، على أثر إغلاق الحدود الفرنسية أمام الشاحنات الوافدة من المملكة المتحدة، دام نحو 48 ساعة. وقد علِق نحو 4 آلاف سائق في مطار "مارستون – إيرفيلد" المهجور بالقرب من رامسغيت، الذي أعيد استخدامه ليكون موقفاً إضافياً للسيارات.

وعمد سائقو الشاحنات المحتجّون إلى إغلاق أحد الطرقات، واشتبكوا مع الشرطة في دوفر يوم الأربعاء الفائت، بعد نشوب توتّرات بسبب حالات التأخير في عبور القناة قبل يومين فقط من عيد الميلاد. وأظهرت بعض اللقطات مجموعةً من عناصر الشرطة وهي تحاول وقف حشدٍ من السائقين المحتجّين.

 في هذا الإطار، ألقي القبض على أحد الأفراد الذين حاولوا قطع طريق سريع، فيما شوهد آخران في وقتٍ لاحق وقد تمّ اقتيادهما إلى سيارة شرطة مكبّلين بأصفاد، بعد شجار بين سائقي الشاحنات وعناصر الشرطة في ميناء دوفر. وأفادت شرطة مقاطعة كنت بأن سيّارةً تابعةً لها تعرّضت للضرر خلال الاضطرابات في مانستون.

ويُفترض بالسائقين الآن أن يحصلوا على نتيجة اختبار تثبت عدم إصابتهم بفيروس كوفيد - 19 في خلال 72 ساعة من سفرهم، كي يُسمح لهم بالعبور في اتجاه فرنسا. ويواجه كثيرون احتمال عدم العودة إلى بلادهم في عيد الميلاد بسبب الاضطراب.

وكان وزير النقل البريطاني غرانت شابس، قد غرّد يوم الأربعاء عبر حسابه على "تويتر" بأنه بدأ إجراء الاختبارات، لكنه طلب من الناس تجنّب التوجّه إلى منطقة كنت لأن "التأخيرات الشديدة" لا تزال مستمرة. وحض في وقت لاحق سائقي الشاحنات العالقين في كنت بسبب حظر السفر من الجانب الفرنسي، على التحلّي "بالصبر" أثناء العمل على تنظيم حركة المرور، ومعالجة التأخير الناجم عن ازدحام المركبات المصطفة هناك".

وقال لشبكة "بي بي سي" إن "الأمر قد يحتاج إلى أيام وليس أسابيع أو أي شيء آخر، لكن المطلوب بعضاً من الصبر". وأكد أن الحكومة ستواصل في الأيام المقبلة تقديم التسهيلات وتوفير سبل "الراحة" لسائقي النقل العالقين على الحدود.

في غضون ذلك، تحوّل مطار "مانستون - إيرفيلد" إلى مركز رئيسي لاختبار سائقي شركات النقل في إطار تشخيص فيروس كورونا، بحيث يُفترض بالسائقين إجراء الاختبارات ذاتياً داخل سياراتهم تحت إشراف إداري. أما النتائج، فتصدر خلال 30 دقيقة. ويتوجب على السائقين الذين تثبت إصابتهم بالفيروس أن يركنوا إلى العزل الذاتي.

وتقول "جمعية النقل البري" إن الحكومة الفرنسية ستجري من جانبها تدقيقاً من خلال اختيار عيّنات من الشحنات الواردة إلى المملكة المتحدة.

ويرى متحدث باسم الجمعية أن الوضع سيزداد سوءاً، لأن "الاختبار يسبّب مشكلات، في حين أن اكتظاظ الشاحنات سيتفاقم". وقد طالب الرئيس التنفيذي للجمعية السلطات المعنية ببذل مزيد من الجهود لضمان راحة السائقين.

وتساءل "عمّن سيكون مسؤولاً عن عملية التنظيف الكامل لسياراتهم التي يتوجب عليهم تحمّلها؟ أما الذين ينقلون حمولات مرتجعة، فماذا سيحدث لشحناتهم؟ إن هذه التجربة ستكون مكلفة للغاية". ونبّه أخيراً إلى أن معالجة الأعمال المتراكمة الناشئة عن ذلك التأخير عبر الحدود قد تستغرق أياماً عدّة.

ويرى ديفيد طومسون، الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد الأغذية والمشروبات في اسكتلندا" FDPS، أن "أجواء قاتمة ستخيّم على عيد الميلاد" في حال التسبّب بمزيد من التأخيرات بالنسبة إلى مصدّري الأغذية في المملكة المتحدة، مع بقاء منتجاتهم عالقة في كنت. وتخوّف من فساد بعض السلع، لا سيما منها الأطعمة البحرية خلال الفترة التي تستلزمها إجراءات بتّ الأعمال المتراكمة.

وقال طومسون لـ"بي بي سي" إنه "بالنسبة إلى الأناس الذين يصدّرون سلعاً طازجة وقابلة للتلف، لا سيما منها المأكولات البحرية وسمك السلمون في اسكتلندا، فقد كانت أياماً كارثية للغاية، وستفضي إلى عيد ميلاد أسود بالنسبة إلى تلك الشركات".

وأردف أن "الحل سيكون متأخراً جداً بالنسبة إلى كثير من الذين يقومون بتسليم بضائع قابلة للتلف للقارة. فقد فات الأوان الآن لإيصال هذه المواد إلى الزبائن قبل عيد الميلاد".

© The Independent

المزيد من دوليات