Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلالة كورونا الجديدة أكثر قدرة على الانتقال بين الناس بنسبة 70 في المئة

أكدت الحكومة البريطانية أن الفيروس المتحور لا يسبب مضاعفات أكثر خطورة من نظيره السابق، مستبعدة أن يؤثر سلباً في طرح اللقاحات المضادة

السلالة الجديدة من فيروس كورونا قادرة على الانتقال من شخص لآخر بنسبة تصل إلى 70 في المئة (غيتي)

قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي رصدت في إنجلترا أخيراً أكثر قدرة على الانتقال من شخص إلى آخر بنسبة تصل إلى 70 في المئة، فيما أعلنت الحكومة قيوداً إضافية في سبيل الحد من الانتشار السريع للفيروس المتحور.

وأكد عدد من العلماء أن الشكل الجديد المتحور من الفيروس ينتقل بسهولة أكثر بين الناس، مقارنة بالسلالة السائدة في السابق، مما يثير مخاوف من أن الخدمات الصحية المنوطة بـ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) NHS في المملكة المتحدة، قد تتعرض لضغوط هائلة خلال فترة عيد الميلاد، في حال لم تتباطأ وتيرة تفشي الفيروس.

ووفق تحليل اضطلعت به الحكومة البريطانية، تسببت السلالة المتحورة من كورونا بما يربو على 60 في المئة من الإصابات الجديدة في لندن حالياً، فيما حصدت 59 في المئة من الحالات شرق إنجلترا، و48 في المئة في جنوب شرقي إنجلترا.

كبير الأطباء في إنجلترا والمعين من جانب الحكومة، البروفيسور كريس ويتي، عزا القفزة الأخيرة في حالات دخول المستشفى التي شهدتها المناطق الثلاث المذكورة سابقاً إلى الفيروس المتحور. جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية أقيمت في مقر رئاسة الحكومة "داونينغ ستريت" يوم السبت الماضي.

وإذا تُرك الشكل الجديد من الفيروس لينتشر من دون رادع، فقد يفاقم بنسبة 0.4 في المئة معدل انتقال العدوى  R rateفي البلاد، بمعنى أن متوسط عدد الأشخاص الذين يمكن لكل شخص مصاب بـ "كوفيد-19" أن ينقل العدوى إليهم هو 0.4، علماً أن نسبته المقدرة راهناً تراوح بين 1.1 و1.2 في المئة.

من جانبه، قال كبير المستشارين العلميين المكلف من جانب الحكومة، باتريك فالانس، "لقد بدأ الفيروس المتحور بالانتشار، إنه ينتقل بين الناس على نحو سريع، ويؤدي حتماً إلى زيادة حادة في حالات دخول المصابين المستشفيات".

ولكن الحكومة البريطانية شددت على أن الفيروس المتغير لا يفضي إلى حالات مرضية أكثر خطورة، مستبعدة أن يؤثر سلباً في عملية طرح اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" على مستوى البلاد.

وتبين أن المستويات الثلاثة من الإغلاق المعمول بها حالياً، والمفروضة على 38 مليون شخص في البلاد، غير كافية لوقف انتشار السلالة الجديدة، بحسب ما صرح بوريس جونسون السبت الماضي.

وعليه، وبغية التصدي للتفشي، شرعت الحكومة في تطبيق مجموعة جديدة من التدابير تتألف من أربعة مستويات، من بينها أمر بـ "البقاء في المنزل"، وذلك في أنحاء العاصمة لندن ومساحات كبيرة من جنوب شرقي إنجلترا، اعتباراً من يوم الأحد الماضي.

وأبلغ الناس بعدم الدخول إلى المناطق التي تطبق المستوى الرابع من القيود، فيما على ساكنيها ألا يبقوا خارج منازلهم طوال الليل. ولكن لم يُمنع الناس من السفر من أجل العمل، إذا لزم الأمر.

وضمن المستوى الجديد الصارم من القيود، سيُطلب من النوادي الرياضية وصالونات تصفيف الشعر والمتاجر غير الأساسية إغلاق أبوابها قبل أيام فقط من عيد الميلاد.

في المقابل، وعلى غرار عمليات الإغلاق السابقة، سيُعفى من القيود الأشخاص ضمن ما يُسمى "الفقاعات" الاجتماعية (إجراء أقرته الحكومة البريطانية في أوقات سابقة يسمح للبالغين الذين يعيشيون بمفردهم بتكوين "فقاعة" مع أسرة أخرى)، ومن يُضطرون إلى السفر من أجل التعليم أو رعاية الأطفال، فضلاً عن السماح بالخروج لأداء أي قدر من التمارين الرياضية في الهواء الطلق. وسيكون في مقدور الأفراد أن يلتقوا شخصاً آخر في مكان عام خارج المنزل، في المناطق الموضوعة ضمن المستوى الرابع.

أما في المناطق التي لم تطلها الإجراءات الجديدة، فسيلغى تخفيف القيود الذي كان من المقرر تطبيقه في الفترة الممتدة بين 23 و27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وعوض ذلك سيكون في مقدور الناس تكوين "فقاعات" اجتماعية ليوم واحد فقط، في يوم عيد الميلاد.

في هذا الصدد، قال جونسون إنه يدرك "إلى أي مدى سيكون ذلك محبطاً. لكننا في جميع مراحل هذه الجائحة قلنا إنه لا بد لنا من أن نسترشد بالعلم، وإننا سنقوم بما يقضي به".

وأضاف، "عندما يغير الفيروس أسلوب هجومه، علينا أن نغير أسلوب دفاعنا... لا يتوفر أي بديل."

وبالعودة إلى باتريك فالانس، فقد قال إن التحليل الجيني أظهر أن سلالة كورونا الجديدة تحمل 23 تحوراً جينياً مختلفاً، كثير منها يتصل بما يسمى "سبايك" (التركيب الجيني البروتيني الذي يغطي السطح الخارجي لكورونا ويعطيه شكله الشائع، ومعناه الشوكة)، وهو الجزء الذي يتيح للفيروس أن يلتصق بالخلايا في جسم الإنسان.

وحالياً يُعتقد أن تلك التغيرات في التركيبة الجينية تجعل الفيروس أكثر قدرة على إصابة الناس. وفق باتريك، واستدعى التركيب الجيني الخاص بالنسخة الجديدة من الفيروس القلق، ويُشتبه في أنها ظهرت للمرة الأولى في لندن أو مقاطعة "كنت" جنوب شرقي إنجلترا، في سبتمبر (أيلول) الحالي.

ولكنه ذكر ألا دليل يوحي بأن الفيروس المتحور "يسبب مشكلات إضافية"، وأن من شأنه أن يترك المصابين يكابدون مضاعفات أكثر خطورة.

وأضاف باتريك أن ثمة "أسباباً مبنية على نظريات" تشير إلى أن الفيروس الطارئ قد يؤثر في الاستجابة المناعية المتولدة لدى الناس بفعل اللقاح المضاد، ولكن لا يتوفر دليل على ذلك، وفق كلامه.

وقال في مؤتمر صحافي عقد في "داونينغ ستريت"، إن "الافتراض العملي الذي استقيناه من كل العلماء يفيد بأن الاستجابة المناعية التي يوفرها اللقاح لا بد من أن تكون كافية لهذا الفيروس". وأضاف، "حريّ بنا أن نبقى يقظين تجاه ذلك".

وفي تطور متصل، رجحت الحكومة البريطانية أن يكون الشكل الجديد من كورونا منتشراً أيضاً في دول أخرى خارج إنجلترا.

وقال باتريك، "نعتقد أن كورونا المتحور ربما يكون منتشراً في دول أخرى أيضاً. ربما كان أول ظهور له هنا، لسنا متأكدين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، قال البروفيسور كريس ويتي إن الأشخاص الذين يفكرون في مغادرة المناطق الموضوعة في المستوى الرابع الآن، عليهم تفريغ حقائبهم والبقاء في المنزل.

وجاء في كلامه، "ستكون إجابتي القصيرة هي من فضلك أفرغ الحقيبة من أمتعتك عند هذه المرحلة. في حال كان المسافرون سيحملون الشكل المتحور الجديد عن غير قصد، إلى منطقة ذات انتشار منخفض، ويبدأ في التفشي خارج مناطق الانتشار المرتفع، فسيشكل ذلك خطراً كبيراً على المنطقة التي ذهبوا إليها، لذا نحن حريصون فعلاً على عدم خروج الناس من هذه المناطق".

كذلك أشار إلى أن قيود المستويين الثالث والثاني أثبتت عدم فاعليتها في السيطرة على الفيروس المتغير.

وفي تطور متصل، وجد عدد من العلماء أن التدخلات الجديدة التي فرضتها الحكومة كانت "ضرورية" لمكافحة السلالة "المثيرة جداً للقلق".

من بين هؤلاء رافيندرا غوبتا، وهو بروفيسور في علم الأحياء المجهرية السريري (الميكروبيولوجيا السريرية) في "جامعة كامبريدج"، قال إن "المتغير الجديد يحمل طفرات جينية عدة تبعث على القلق، وتعني أنه يتوجب علينا أن نسيطر على انتقال العدوى عبر تطبيق قيود اجتماعية، في وقت نعمل على معرفة معلومات إضافية حول التأثيرات التي تتركها تلك الطفرات في سلوك الفيروس".

كذلك دعا إلى طرح إقليمي محدد الأهداف للقاح المضاد، بغية الإسهام في لجم انتشار الفيروس.

في تصريح مشابه، قال مدير مبادرة "كوفيد جينوميكس" Covid Genomics في معهد "ويلكوم سانجر"، الدكتور جيفري باريت، إن السلالة الجديدة "مختلفة تماماً عن أي شيء شهدناه حتى الآن في الجائحة".

وأضاف، "تمثل القيود الجديدة التي أعلنت اليوم استجابة مبررة تماماً في مواجهة وضع طارئ سريع التطور".

وغير بعيد من ذلك، قال دانيال ألتمان، وهو بروفيسور في علم المناعة في "إمبريال كوليدج لندن" Imperial College London، إن الاستجابة المناعية التي يولدها الجسم جراء استخدام لقاحات "كوفيد-19"، "لن تتغير نتيجة الطفرات الجديدة، ومن ثم لن تفقد اللقاحات فاعليتها".

يبقى أن نذكر المملكة المتحدة أخطرت "منظمة الصحة العالمية" في شأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، فيما يواصل العلماء جهودهم من أجل تقويم طبيعة الطفرة الأخيرة وقدراتها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة