Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترحيب عربي ودولي بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة

جاءت مناصفة بين الشمال والجنوب تنفيذاً لـ"اتفاق الرياض" الموقع بين "الشرعية" و"الانتقالي"

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. (رويترز)

تواصلت ردود الأفعال العربية والدولية المرحبة بتشكيل حكومة كفاءات جديدة في اليمن، تنفيذاً لـ "اتفاق الرياض" الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي، وسط آمال بوضع حد لمعاناة الشعب اليمني، جراء انعكاسات الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو ستة أعوام. 

وحملت الرسائل في مضامينها عبارات الاستبشار بمهمات الحكومة الجديدة التي وضعت حداً للخلافات الجانبية داخل معسكر الشرعية، كما عبرت عن أملها بتهيئة الظروف لسلام يمني شامل.

وأعربت كل من السعودية ومصر والصين والكويت والإمارات والأردن والبحرين والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، في بيانات رسمية، عن ترحيبهم بإعلان تشكيل الحكومة الجديدة.

وزارة الخارجية السعودية أشادت بتنفيذ الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي "اتفاق الرياض"، وتشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني، بعد تنفيذ الترتيبات العسكرية الخاصة بخروج القوات العسكرية خارج محافظة عدن، وفصل القوات في أبين ونقلها إلى مواقع أخرى.

وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، إن بلاده "مستمرة في نهج ثابت يعكس مظاهر سياسة المملكة الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار للبلد الجار الشقيق يمن العروبة، وتحقيق تطلعات شعبه، وتبارك تنفيذ اتفاق الرياض واكتمال عقده بتشكيل الحكومة اليمنية".

 

وتابع، "تجاوز اتفاق الرياض كل الصعوبات والعقبات بجهود المملكة والأشقاء في الإمارات ودول التحالف، واستجابة الأطراف اليمنية لها، ودلالة ذلك حرصهم الحقيقي والأخوي الصادق على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن".

واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، أن تنفيذ الشق العسكري في اتفاق الرياض بين اليمنيين وتشكيل حكومة جديدة، خطوة مهمة في بلوغ الحل السياسي.

وقال الجبير في تغريدة له عبر "تويتر"، "إن ما تحقق لليمن العزيز من تشكيل حكومة جديدة وفقاً لما ورد في اتفاق الرياض، خطوة مهمة نحو بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة".

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري أحمد حافظ، إن إعلان تشكيل حكومة كفاءات سياسية يمنية خطوة مهمة في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية.

كما تمنى المتحدث باسم الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان، بأن يسهم الاتفاق "في التوصل إلى تسوية شاملة لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وتلبية تطلعات الشعب اليمني في النمو والازدهار".

الكويت بدورها أكدت أن تشكل الطريق للوصول إلى الحل السياسي المنشود، هو طريق إنهاء الأزمة في هذا البلد الشقيق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وثمّنت، في بيان، دور السعودية "في سبيل الوصول إلى هذا الاتفاق بما يعكس حرصها على أمن واستقرار البلاد والمنطقة"، مشيدة بما أبدته جميع الأطراف من حرص على إعلاء مصلحة وطنهم بما يكفل عودة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

إشادة بالدور السعودي

ووصفت البحرين تشكيل الحكومة بـ "المهم لتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والسلم والاستقرار"، وأشادت وزارة خارجيتها بـ "الجهود المخلصة التي بذلت في هذا الخصوص، وما تبديه السعودية من حرص واهتمام بأمن واستقرار اليمن".

من جهتها، قالت الإمارات العربية المتحدة إن الإعلان خطوة، "على طريق تحقيق حل سياسي، وتسريع الدفع بمسارات إنهاء الأزمة".

وفي السياق، رحّب رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي بإعلان تشكيل حكومة الكفاءات السياسية اليمنية الجديدة برئاسة معين عبدالملك، استكمالاً لتنفيذ بنود "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بعد أن نُفذت الترتيبات العسكرية الخاصة به، مُهنئاً رئيس الجمهورية وأطراف "الاتفاق" والشعب بتشكيل الحكومة الجديدة.

من جانبه، ثمّن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، جهود الأطراف الهادفة إلى تغليب مصالح الشعب، وتهيئة الأجواء لممارسة الحكومة جميع أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن.

حل سياسي دائم للصراع

وعلى الصعيد ذاته، وصفت الولايات المتحدة الأميركية تشكيل حكومة يمنية جديدة، بالخطوة التي "تساعد في تحقيق التقدم والسلام لجميع اليمنيين"، بحسب بيان للسفير الأميركي لدى اليمن كريستوفر هنزل.

أما وزير الخارجية البريطانية، دومينيك راب، فأثنى عبر تغريدة له على "تويتر"، على الجهود المبذولة من كل الأطراف لتشكيل الحكومة الجديدة، وقال إن الاتفاق وتشكيل الحكومة "خطوة أخرى تجاه السلام الذي يحتاجه اليمنيون بشدة".

من جانبها، وصفت الخارجية الفرنسية الخطوة بـ "أنها ستسهم في الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتأسيس حكم أكثر شمولاً".

بدوره، هنأ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، الرئيس اليمني عبدربه منصور، وجميع الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة، معتبراً في الوقت نفسه أنها خطوة محورية نحو حل سياسي دائم للصراع اليمني. ووصف غريفيث الاتفاق بالمهم لتعزيز الاستقرار وتحسين مؤسسات الدولة، ورفع مستوى الشراكة السياسية.

 

وعبرت وزيرة خارجية السويد آن ليند عن سعادة بلادها بتشكيل حكومة يمنية جديدة، معتبرة ذلك جزءاً أساساً من "اتفاق الرياض"، وخطوة نحو الحل السياسي للصراع الحالي.

إسدال الستار على عام من الصراع

ومساء الجمعة، أعلنت الرئاسة اليمنية تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً مناصفة بين الشمال والجنوب، بناء على "اتفاق الرياض"، وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، بصدور قرار رئاسي ينص على تشكيل حكومة من 24 وزيراً، برئاسة معين عبد الملك سعيد.

وأضاف القرار أن تشكيل الحكومة جاء بناء على "اتفاق الرياض" الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وتنفيذ الشق العسكري الملحق بالاتفاق.

وجاء تشكيل الحكومة التي مثل إعلانها، بارقة أمل لدى الشعب اليمني طال انتظارها، عقب أسبوع من بدء القوات الحكومية وقوات "الانتقالي" انسحاباً متبادلاً من خطوط التماس في أبين، بإشراف سعودي مباشر، تنفيذاً للشق العسكري من "اتفاق الرياض".

والإعلان عن الحكومة الجديدة يأتي بعد أكثر من عام على اندلاع المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية، ممثلة بألوية الحماية الرئاسية، وقوات المجلس الانتقالي، الذي يتبنى خيار فصل جنوب اليمن عن شماله، بقيادة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، ضمن سلسلة من جولات العنف، التي انتهت بسيطرة المجلس على العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الأخرى بقوة السلاح، قبل أن تسارع الجارة السعودية إلى إيقاف المواجهات والتوسط لإيجاد حل سياسي للأزمة الناشئة جنوب اليمن.

وواجهت السعودية صعوبات جمة في التوصل إلى هذه الحكومة لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، نظراً إلى أزمة الثقة الحادة بين الجانبين والخلافات التي نشأت بينهما في شأن الحصص الوزارية، ويرتبط ذلك بالتوصل إلى إجراءات متبادلة تهدف إلى تطبيع الأوضاع الأمنية والعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة.

استعادة الدولة

 في أول تعليق له عقب إعلان الحكومة، اعتبر رئيس الوزراء اليمنى معين عبد الملك إعلان حكومة الكفاءات السياسية، بمثابة تتويج للجهود المبذولة من الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى وقيادة المملكة العربية السعودية، وأمام جملة من المهام والاستحقاقات الشاقة التي تنتظر عملها، قال عبد الملك إن "إعلان الحكومة يضعنا جميعاً أمام مهمة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب".

تجاوب الأطراف اليمنية

حالة من التفاؤل أبداها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي قال إن تشكيل الحكومة الجديدة جاء بفضل تجاوب الأطراف اليمنية، وتنفيذ التزاماتها المتفق عليها في "اتفاق الرياض"، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة مرحلة جديدة ومبشرة لليمنيين.

وقال آل جابر، في تصريحات لقناة "العربية" الإخبارية السبت، إن السعودية حريصة على استقرار اليمن، وستدعم كل الجهود بهذا الصدد، وتوقع عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامها المناطة بها خلال أسبوع.

شراكة ضد الحوثي

إلى ذلك قال معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية الجديدة، (أضيفت إليه الثقافة والسياحة في وزارة واحدة من حصة حزب المؤتمر الشعبي)، إن بلاده دخلت مرحلة جديدة من الشراكة ضد جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران.

جاء ذلك في تغريدة للوزير عبر صفحته على "تويتر"، تعقيباً على إعلان حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

أضاف الإرياني أنه "مع إعلان حكومة الكفاءات السياسية تكون بلادنا أمام مرحلة جديدة، عنوانها الشراكة بين مختلف القوى السياسية، ستوحد الصف الوطني في التصدي للمشروع الإيراني (في إشارة للحوثيين)"، كما أنها، وفق قوله، ستعمل على "الاصطفاف تحت مظلة الشرعية الدستورية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب مليشيا الحوثي".

نحو تعزيز الشراكة

بدوره، اعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي، قرار إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، "خطوة محورية نحو تعزيز الشراكة"، وقال فضل محمد الجعدي، نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، إن "مشوار الألف ميل نحو إنهاء الحرب والانقلاب الحوثي والذهاب إلى الحل السياسي، يبدأ بخطوة التنفيذ الفوري لبنود اتفاق الرياض"، وشدد الجعدي على "ضرورة دعم الحكومة الجديدة بروح المسؤولية، لتحقق النجاح في المهام الموكلة إليها" محذراً من أن "من يأبى ذلك لا يكترث مطلقاً لحالة البلاد، وحاجة الشعب للسلام والاستقرار شمالاً وجنوباً".

المزيد من العالم العربي