Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بيان القاهرة": القضية الفلسطينية مركزية لدى العرب

مبادرة السلام تمثل المرجعية المعتمدة للتفاوض مع إسرائيل ومطالبات بإنهاء جمود عملية السلام

الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال استقباله وزيري الخارجية الأردني والفلسطيني بحضور وزير الخارجية المصري (رئاسة الجمهورية المصرية)

أكدت كل من مصر والأردن وفلسطين، السبت 19 ديسمبر (كانون الأول)، أهمية استمرار تنسيق المواقف إزاء الأوضاع الإقليمية، وشددت على أن القضية الفلسطينية مركزية لدى العرب، وذلك خلال اللقاء الذي استضافته القاهرة وجمع وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والفلسطيني رياض المالكي، لمناقشة سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفي بيان مشترك حمل اسم "بيان القاهرة" اتفق الوزراء الثلاثة على أن مبادرة السلام العربية المقرة منذ العام 2002، تمثل المرجعية المعتمدة للتفاوض مع إسرائيل، مطالبين بالعمل على إطلاق تحرك فاعل لإنهاء جمود عملية السلام، وحشد موقف دولي للتصدي للإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية.

وشدد البيان المشترك، الذي جاء في أعقاب اجتماع تشاوري لتنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر حول التطورات والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، على استمرار تنسيق المواقف إزاء الأوضاع الإقليمية، بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وذكر أن الوزراء ناقشوا سبل دفع الأطراف المعنية للانخراط في عملية السلام، وأكدوا أن قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وآخرها القرار 2334، ومبادرة السلام العربية، تمثل المرجعيات المعتمدة للتفاوض، باعتبار التفاوض هو السبيل الوحيد لإحلال السلام، معتبرين أن القدس من قضايا الحل النهائي التي يحسم وضعها عبر المفاوضات، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أكد الوزراء ضرورة حث إسرائيل على الجلوس والتفاوض من أجل التوصل لتسوية نهائية على أساس حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافياً على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، بحيث تعيش الدولتان جنباً إلى جنب في سلام وأمان وازدهار.

واتفقوا على استمرار العمل على إطلاق تحرك فاعل لاستئناف مفاوضات جادة وفاعلة لإنهاء الجمود في عملية السلام وإيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو السلام العادل، كما توافق الوزراء على خطوات عمل مكثفة لحشد موقف دولي للتصدي للإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية، خصوصاً بناء المستوطنات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، وحذروا من خطورتها باعتبارها ممارسات غير قانونية تمثل خرقاً للقانون الدولي وتقوّض حل الدولتين وفرص التوصل لسلام عادل شامل، محذرين في الوقت ذاته من انعكاسات الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) على قدرة الوكالة على تقديم خدماتها الحيوية للفلسطينيين، وأشاروا إلى ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني حماية للقضية، واتفق الوزراء على استمرار اللقاءات الثلاثية لضمان أعلى درجة من التنسيق في هذه المرحلة الحساسة.

استقرار المنطقة مرتبط بقيام الدولة الفلسطينية

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك للوزراء الثلاثة، قال سامح شكري، إن جميع التحركات السياسية والدبلوماسية المصرية في القضية الفلسطينية تسعى لإنفاذ حل الدولتين والتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية.

وذكر شكري أن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حين يخص القضية الفلسطينية في ظل وجود إجماع دولي لدعم العملية التفاوضية استناداً للشرعية الدولية، لافتاً إلى أن القاهرة تعمل مع جميع الشركاء لإيجاد المناخ الملائم ومنع إسرائيل من اتخاذ أي خطوات أحادية لا تؤدي لإجراءات بناء الثقة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن القضية الفلسطينية تعد القضية المركزية الأولى للعرب، ولا بد من حشد موقف دولي لمواجهة التوسعات الاستيطانية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. وأكد الصفدي أن السلام خيار استراتيجي والطريق للسلام هو حل الدولتين، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط 1967، وعاصمتها القدس المحتلة.

ووفق الوزير الأردني، فإن لقاءات القاهرة، أكدت ضرورة العمل على كيفية إيجاد أفق للمفاوضات، سواء بشكل مباشر، أو في إطار الرباعية الدولية أو في مؤتمر دولي، فضلاً عن التوصل إلى آلية للتفاوض.

بدوره، شدد الوزير الفلسطيني على أهمية الدعم العربي للقضية الفلسطينية. وتابع، "مستعدون للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، ونأمل أن تعيد النظر في التعامل مع دولة فلسطين، ونحث دول العالم للضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها الأحادية في بناء المستوطنات والزحف في الأراضي الفلسطينية".

ضرورة استئناف مفاوضات السلام

وقبيل اجتماع الوزراء الثلاثي، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله الوزراء الثلاثة، مستجدات جهود إعادة تنشيط عملية السلام والمسار التفاوضي للقضية الفلسطينية.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي، إن الرئيس السيسي أكد استمرار مصر في جهودها تجاه القضية الفلسطينية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشدداً على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذاً في الاعتبار المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب راضي، فإن مصر ترى أهمية توحيد الجهود العربية والدولية للتحرك بفاعلية خلال الفترة المقبلة لإعادة تنشيط الآليات الضالعة في مفاوضات السلام بين الطرفين، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، بالتوازي مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزاً للمسار الأساسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، مشيراً إلى أن الاجتماع شهد التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين جميع الأطراف إزاء مختلف الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لا سيما في حين يتعلق بالعودة إلى مسار المفاوضات الثنائية، وكذا متابعة الخطوات المقبلة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني.

المزيد من العالم العربي