Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظهور الرئيس الجزائري يجيب عن أسئلة ويطرح أخرى

كلمة تبون على "تويتر" أنهت جانباً من القلق الشعبي وغذت إشاعات الباحثين عما وراء التوقيت والوسيلة

أنهى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجدل الحاصل في الجزائر بسبب غيابه، بعد ظهوره في خطاب للشعب وجه من خلاله رسائل للداخل والخارج. وعلى الرغم من الترحيب بالخطوة وما جاء فيها، إلا أن اللجوء إلى "تويتر" بدل القنوات الرسمية فتح أبواب الاستغراب والتساؤل.

وجاء ظهور الرئيس تبون بعد حوالى 60 يوماً من الغياب الاضطراري جراء إصابته بفيروس كورونا الذي استدعى نقله على جناح السرعة إلى ألمانيا للعلاج، ليبطل ادعاءات طاولته كتعرضه لأزمة دماغية، ويلغي أفكاراً باشر أصحابها الترويج لها مثل اللجوء إلى المادة 102 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وهي "الإثارات" التي يبدو أن بعض جوانب الخطاب أشارت إليها ضمنياً بقول الرئيس إنه "يتابع يومياً ساعة بساعة كل ما يجري ويسدي التعليمات عند الضرورة".

وفي السياق، يرى الحقوقي حسن براهمي، في تصريح، أن كلمة الرئيس عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنهت حالة القلق الذي ساد الأيام الماضية الأوساط الشعبية والذي غذته الإشاعات الصادرة عن أوساط معروفة بمعاداتها لمسار الجزائر الإصلاحي بعد الحراك، والتي استغلت التجربة المريرة للشعب الجزائري مع مسألة مرض الرئيس بوتفليقة، وقال إنه "بعد كلمة البارحة يمكن على الأقل تطمين الأوساط الشعبية بأنه لا مجال لتطبيق إجراءات الشغور المعروفة في المادة 102 من الدستور ساري المفعول، وأن مؤسسة الرئاسة تسير بطريقة دستورية من طرف الرئيس المنتخب ديمقراطياً".

وأضاف أن مرض الرئيس تبون ليس بذلك "المرض المزمن الذي لا يرجى شفاؤه"، وباستطاعته شخصياً ممارسة "صلاحياته في الحكم" بكل يسر، أما بالنسبة لبقية الصلاحيات التنفيذية، فقد سبق له أن فوّض الكثير منها للوزير الأول.

تطمينات... واستمرار البرنامج

وطمأن تبون الجزائريين بشأن تحسن وضعه الصحي، وأبرز أنه بدأ مرحلة التعافي التي قد تأخذ بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وأنه سيعود قريباً لمواصلة ما بدأه مع الشعب  الجزائري الذي انتخبه منذ عام، من أجل بناء جزائر الجديدة، مشدداً على أن "الجزائر ستبقى دوماً واقفة بشعبها العظيم، وجيشها الباسل، سليل جيش التحرير، ومؤسسات الدولة".

وأوضح أن الحياة الاقتصادية تسير بوتيرة عادية، و"موازنة 2021، تبين أننا نسير في النهج المسطر"، كما أن تراجع الإصابات بفيروس كورونا من 1300 إصابة إلى 530، يعتبر مؤشراً مطمئناً للوضع الصحي، موجهاً تعليمات إلى وزير الداخلية والمحافظين بالتكفل بمناطق الظل بعد سقوط كميات هامة من الأمطار والثلوج أخيراً، وتوفير النقل المدرسي والوجبات الساخنة، وأشار إلى أنه حدد مهلة 10 إلى 15 يوماً كأقصى أجل لإنهاء مشروع تعديل قانون الانتخابات، إيذاناً بالانتقال إلى مرحلة ما بعد الدستور.

في الشأن الدولي والإقليمي، أكد الرئيس أن التطورات الحاصلة في المنطقة، كانت متوقعة بالنسبة للجزائر، أن "الجزائر قوية أكثر مما يظن البعض، وبلادنا لن تتزعزع في كل الظروف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رسالة الظهور

ويعتقد السياسي أحمد بن عبد السلام، في تصريح مقتضب، أن ظهور الرئيس تبون وإلقاءه خطاباً، مهم جداً في هذه اللحظة بالذات لإغلاق أفواه الإشاعات والحد من الحرب النفسية المعلنة على الشعب الجزائري من جهة، وأيضاً الرد على التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة من جهة أخرى، موضحاً أن كلمته فيها عدة دلالات، أهمها أن الجزائر ليست لقمة سائغة، وأن اللعب بالنار سيحرق أصابع من أشعلها، وشدد على أن الظهور ضروري في هذه اللحظة بالضبط.

لماذا اللجوء إلى "تويتر"؟

وعلى غير العادة، اختار الرئيس "تويتر" لطمأنة ومخاطبة الشعب، بدل القنوات الرسمية، الأمر الذي فتح باباً للتشكيك، حيث عادت الإشاعات مجدداً لتنافس علامات الترحيب، على الرغم من تداول الفيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء على الصفحات الخاصة للمواطنين أو الرسمية التابعة لمؤسسات الدولة، مثل صفحة وزارة الدفاع.

الإعلامي المهتم بالشأن السياسي، أيوب أمزيان، يعتبر أن لجوء الرئيس إلى طمأنة الشعب عبر حسابه الشخصي "تويتر"، كان مفاجئاً للجزائريين، بما أنها خطوة غير معهودة، وقال إنه لا يمكن تحديد الأسباب الحقيقية التي جعلته يتخذ حسابه الشخصي "تويتر" منبراً لمخاطبة الشعب، على رغم أن " تويتر" أصبح إعلاماً عالمياً بديلاً، وأغلب رؤساء العالم يعتمدونه، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دائماً ما يبعث رسائل للعالم عبر تغريدات، وآخرها إعلانه عن موافقة المغرب التطبيع مع إسرائيل، مضيفاً أنه ربما تم تجنب البروتوكول المعمول به على اعتبار أن الرئيس لم يكن في نشاط رسمي، وقد ظهر مرتدياً بدلة غير رسمية.

وأصدر مكتب مجلس الأمة، اليوم الاثنين، بياناً عقب كلمة الرئيس تبون، جاء فيه "إن مكتب مجلس الأمة برئاسة صالح قوجيل، قد تابع الكلمة المطمئنة التي توجه بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، مباشرة إلى مواطناتنا ومواطنينا، والتي تزامنت والذكرى الأولى لانتخابه من قبل الشعب الجزائري الذي زكى برنامجه الواعد في رئاسيات 12 ديسمبر (كانون الأول) 2019 ... فكان وقع الكلمة بلسماً بعث السكينة والاطمئنان والأمان في قلوب الجزائريات والجزائريين".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي