Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رقصة ترمب الأخيرة وخطوة بايدن الأولى

الرئيس الجمهوري مستمر في التصرف كأن خلفه المنتخب يتحرك في عالم افتراضي

الرئيس دونالد ترمب يقوم بالرقصة الأخيرة في البيت الأبيض، هو كمقاول يلعب على قاعدة "ربح خسارة"، ولا يتحمل أن يخسر حتى في صفقة صغيرة، وهو كرئيس خسر الانتخابات بفارق خمسة ملايين صوت لمصلحة منافسه جو بايدن، لا يريد ولا يستطيع أن يصدق حقيقة ما حدث، وكونه سيغادر أقوى منصب في الكون، ولا شيء يمنعه من أي فعل، لا كون ما يفعله عبر الروايات الخيالية عن التزوير الذي ترجمه في قاموسه ازدياد عدد الناخبين السود واللاتينيين والآسيويين، يهز الثقة في الانتخابات والديمقراطية في أميركا التي تبدو كأنها جمهورية موز، ولا الذهاب إلى النهاية في تمزيق المجتمع وزيادة الانقسامات السياسية والإثنية حدة وعمقاً، بعد ضرب التحالفات والنظام الليبرالي العالمي الذي بنته أميركا، لا بل إنه يبدو مثل بطل في مسرح شكسبير، كما يقول جيفري ولسون في كتاب تحت عنوان "شكسبير وترمب"، بطل في دور "بعضه تراجيدي وبعضه الآخر هزلي مملوء بالصخب والغضب"، بطل مثل "الملك لير غاضب يبحث عن أهداف جديدة لغضبه"، لكنه الآن في المشهد النهائي من المسرحية "حيث تأتي الكارثة عادة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عالم افتراضي

بايدن مستمر في تعيين الوزراء وأركان الإدارة من الذين عرفهم واختبرهم وعملوا معه في الكونغرس أو في نيابة الرئاسة، وترمب مستمر في التصرف كأن بايدن يتحرك في عالم افتراضي، قادة الدول في العالم، باستثناء قلة بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هنأوا الرئيس المنتخب بايدن وبدأوا رحلة التكيف أو التنافس مع سياساته وعودة "اللياقة والأصول" إلى البيت الأبيض، وترمب يريد تكرار سابقة حدثت قبل 128 سنة أعادت التذكير بها "نيويورك تايمز"، إذ عندما انتهت ولاية الرئيس جروفر كليفلاند قالت زوجته فرانسيس لفريق الخدمة، "أريد أن أرى كل شيء كما هو حين نعود بعد أربع سنوات"، لكن كليفلاند خسر المعركة بعد أربع سنوات ثم ربحها ضد هاريسون العام 1892. وترمب الذي يصر على أنه الرابح، أعلن، بعد رد القضاة في الولايات الدعاوى التي قدمها محاموه، ثم رفض المحكمة العليا دعوى 17 ولاية، أنه سيترشح العام 2024، كان التصور أن هذا الإعلان خطوة غير مضمونة لأنها تعني "تجميد" الحزب الجمهوري وقياداته المؤهلة للترشح، لكنها تساعده في الحفاظ على أنصاره والبقاء على الشاشة وجمع التبرعات، وعاد إلى القول إنه باق في البيت الأبيض، وإن الولاية الجديدة هي "ولاية ترمب".

تكهنات وتوقعات

ولا حدود ولا منطق لما يمكن أن يحدث في الأسابيع الأخيرة الباقية من ولاية ترمب حتى 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، موعد تسلم بايدن الرئاسة في احتفال التنصيب، وهو احتفال ذو طابع شعبي ومتأثر في الوقت نفسه بالتقاليد الملكية البريطانية، مع أن جيمس ماديسون يعبر عن موقف الآباء المؤسسين الذين خاضوا حرب الاستقلال ضد بريطانيا بالقول، "نحن انتخبنا رئيساً لا ملكاً".

ففي الشرق الأوسط تكهنات وتوقعات وتحليلات، حول ما يمكن أن يقوم به ترمب من ضربات عسكرية أو خبطات دبلوماسية في أيامه الأخيرة، وما ظهر حتى الآن تحليق الطائرات العسكرية الضخمة فوق المنطقة لردع أي تفكير في تحرك إيران ضد المصالح الأميركية، وهو أيضاً إعلان الاتفاق على سلام بين المغرب وإسرائيل، وفي واشنطن، استعدادات لمواجهة ما يمكن أن تقدم عليه أية قوة إقليمية أو دولية من "اختبار" بالسلاح أو التلويح به لكشف لعبة ترمب أو لوضع امتحان مبكر أمام بايدن.

تراجع بلا مقابل

بين الملاحظات التي بدأ يسجلها أعضاء في الحزب الديمقراطي نفسه، أن بايدن اختار أصحاب "أفكار قديمة" من المجربين لمواجهة عالم متغير يحتاج إلى أفكار جديدة، حتى سوزان رايس مستشارة الأمن القومي في رئاسة أوباما، التي عينها بايدن في منصب مهم، هو إدارة "مجلس السياسة الداخلية"، فإنها ذكرت في كتابها "قصتي عن الأشياء التي تستحق القتال من أجلها" أن "الربيع العربي كشف انقسام أجيال في الإدارة"، فعندما اقترب القذافي من تدمير بنغازي، كان موقف "القدماء الذين جاؤوا من عصر البوسنة وراوندا مثل بايدن وغيتس ودونيلون، هو التحذير من دخول حرب أخرى في الشرق الأوسط. هيلاري كلينتون ساعدت في قرار "التدخل الأميركي الذي أنقذ بنغازي وأسهم في إسقاط القذافي".

يقول مايكل دانجيلو كاتب سيرة ترمب، "لدى الرجل القدرة على أن يكون طبيعياً، لكنه يفضل أن يكون الصبي الخارج عن السيطرة، الذي يقول ما لا يقوله الآخرون"، غير أن الصبي الخارج عن السيطرة "تراجع بلا مقابل أمام أردوغان وطالبان وكيم جونغ اون" حسب مايكل أوهانلون من "بروكينغز".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل