تبيَّن لعلماء في اسكتلندا أنّ مجموعة من الأدوية المتوفِّرة أصلاً ربما تساعد في علاج أشدّ الحالات سوءاً من فيروس "كورونا"، ما يمثِّل اختراقاً علاجيّاً من شأنه في نهاية المطاف أن ينقذ آلاف الأرواح.
تذكر الدراسة، التي تولّى قيادتها باحثون في "جامعة إدنبرة" Edinburgh University باسكتلندا، أنّ العلماء هؤلاء رصدوا خمسة جينات يبدو أنّها تؤدي دوراً مباشراً في مدى الخطورة التي ستؤول إليه حالة المريض عقب إصابته بـ"كوفيد- 19".
بالتركيز على تلك الجينات، تمكَّن العلماء من تحديد أيّ حالات تستطيع تلك العلاجات الموجودة في المتناول أن تسهم في علاجها، وستتصدر الأولويات اليوم إجراء تجارب سريرية حول فعالية تلك الأدوية.
من بين تلك العقاقير الطبية، دواء "الباريتسينيب" baricitinib المُستخدم في علاج "التهاب المفاصل الروماتويدي" rheumatoid arthritis ، ودواء يعتمد على الأجسام المضادة يخضع فعلاً لتجارب سريرية حول فاعليته في علاج داء الصدفية psoriasis.
قال كينيث بيلي، أحد كبار الباحثين في المشروع، "إنّه لأمر مذهل حقاً أنّنا حصلنا على هذه النتائج بسرعة كبيرة بعد بداية تفشي (فيروس كورونا).
أردف قائلاً، "المثير للاهتمام حقاً في هذا الخصوص أنَّنا عثرنا على جينات ذات صلة علاجية مباشرة. قادتنا (تلك الجينات) مباشرة إلى العلاجات".
وعقد البحث، الذي أجراه المجمع العالمي لـ"العوامل الجينية في وفيات حالات الرعاية الحرجة" ( اختصاراً GenOMICC)، مقارنةً بين الحمض النووي (الـ"دي أن أي") الخاص بألفين و244 مريضاً في حال صحية حرجة موزَّعين على أكثر من 200 وحدة عناية مركزة في مستشفيات المملكة المتحدة، وبين التركيبة الجينية الموجودة لدى أشخاص أصحاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف تحليل العينات عن اختلافات رئيسة في 5 جينات تُختصر تسمياتها على النحو التالي، "آي أف إن أي آر 2" (IFNAR2) و"تي واي كي 2" (TYK2) و"أو أي أس 1" (OAS1) و"دي بي بي 9" (DPP9) و"سي سي آر 2" (CCR2)، التي يعتقد الفريق أنّها على أقل تقدير تفسِّر إلى حد ما لماذا يواجه المرضى معاناة أكبر.
"إنه اختراق رائع حقاً، في فهم الأسباب وراء الحالات الحادة (من كورونا)"، قال بيتر أوبنشو، بروفيسور في الطب التجريبي في "إمبريال كوليدج لندن" وباحث مشارك في الدراسة، في تصريح أدلى به إلى صحيفة "غارديان".
في الوقت الحاضر، تشارك العلماء النتائج مع مجموعات من البحاثة يخوضون تجارب سريرية حول علاجات محتملة لكورونا في مختلف أنحاء العالم، من بينها المجموعة البريطانية المكلَّفة بما سُمي "تجربة التعافي" Recovery trial (علماً أنها تجربة سريرية تختبر علاجات محتملة يتلقاها مرضى في المملكة المتحدة أُدخلوا المستشفى جراء إصابة حادة بكورونا) في جامعة أكسفورد. بناء عليه، في المستطاع طرح تلك الأدوية التي حددها العلماء لإجراء دراسات إضافية حولها.
تذكيراً، سبق أن حقَّقت "تجربة التعافي" عينها بعض النجاح في اكتشاف علاجات لكورونا. مثلاً، وجدت أنّ العقار الزهيد الثمن من عائلة الـ"ستيرويد" الدوائية الذي يُسمى "ديكساميثازون"dexamethasone يخفض معدل الوفيات بين صفوف مرضى "كورونا" الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي، بنسبة تصل إلى الثلث.
ولكن وفق الخبراء، لا بدّ من التوصّل إلى مزيد من الأدوية في سبيل مساعدة مرضى كثيرين لا تتحسَّن حالتهم الصحية باستخدام ذلك النوع من الستيرويدات.
© The Independent