Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن لن يستطيع بمفرده إنقاذ الكوكب من أزمة المناخ

مفتاح الحل يكمن في التعاون الدولي حتى مع كون أميركا أكبر منتج لغازات الاحتباس الحراري للفرد

خطورة أزمة المناخ تفرض تعاوناً دولياً في حلها (ناسا.غوف)

بدا أخيراً أن مستقبل الكوكب والأمل في مكافحة أزمة المناخ يتوقف على سباقين لمجلس الشيوخ في ولاية جورجيا في يناير (كانون الثاني). إذ قد يقلب هذان السباقان الميزان في الكونغرس لمصلحة جو بايدن والديمقراطيين. ومع ذلك، فإن التصور المسبق بأن حال الطوارئ المناخية يمكن معالجتها بنجاح وببساطة عن طريق عودة الولايات المتحدة إلى "اتفاق باريس" وتنفيذ خطة بايدن المناخية الطموحة، يشكل أمراً مضللاً للغاية.

وفي التفاصيل يرد أن ثاني أكسيد الكربون قد وصل إلى مستويات قياسية على الرغم من عمليات الإغلاق العالمية، التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا. لذا، فإن حجم العمل المبذول في خفض الانبعاثات أبعدُ ما يكون عن المطلوب في تجنب أسوأ الآثار المترتبة عن حالة الطوارئ المناخية.

وفي حين أنه لا يمكن التقليل من أهمية مشاركة الإدارة الأميركية الجديدة والتزامها معايير المناخ الدولية، وكذلك لا يمكن المبالغة في تقدير عواقب تجاهلها للمعاهدات الدولية على مدى أربع سنوات، لن يُنقذ الكوكب من قبل بايدن. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة أكبر منتج لغازات الاحتباس الحراري للفرد، لكنها وحدها لا تستطيع قلب المسار في أزمة المناخ.

ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المعاهدات الحالية المعمول بها ليست طموحة بما يكفي. فمثلاً، بخصوص أهداف "اتفاق باريس" الذي يعد الحد الأدنى (المطلوب في مكافحة أزمة المناخ)، يتفق معظم الخبراء على أنه لن يكون كافياً في منع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية من الارتفاع بمقدار 1.5 درجة مئوية. وفي هذا الصدد، ذكر السير روبرت واتسون، الرئيس السابق لـ"الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ"، أن "البلدان تحتاج إلى مضاعفة التزامات تخفيض الانبعاثات وصولاً إلى العام 2030، كي تتماشى مع أهداف (اتفاق) باريس".

مع ذلك، في العام الماضي، أعطت الحكومات في جميع أنحاء العالم الأولوية لمكافحة الفيروس، وتخلت متعمدة أو غير متعمدة، عن عدد من التزاماتها تجاه المناخ. وفي منعطف للحوادث، أشار "تقرير الشفافية المناخية" إلى أن الهند مثلت الدولة الوحيدة في "مجموعة العشرين" التي تسير على طريق تحقيق أهدافها المتصلة بالانبعاثات. وإضافة إلى الحاجة لوضع أهداف أكثر جذرية وطموحة كي تتحقق بالفعل، فإن الحقيقة غير المريحة تتأتى من أن الناس في العالم بحاجة إلى التوقف عن التطلع إلى بلد أو زعيم واحد لحل أزمة المناخ.

وفي ذلك السياق، تعد أزمة المناخ خير مثل على ترابط حياتنا في جميع أنحاء العالم وعلى وجود حاجة إلى إجراءات جذرية جماعية ومنسقة. وقد أورد ذلك حتى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عندما أشار إلى أنه "يجب محاربة تغير المناخ ليس بشكل منعزل بل بطريقة متكاملة، شاملة وكلية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وفي المقابل، ظلت الحقيقة مختلفة تماماً حتى الآن. لنأخذ مثلاً "كوب 25" (مؤتمر الأمم المتحدة الـ25 عن المناخ) في 2019، حينما سرى توقع بأن يتفق قادة العالم على "المادة 6" الأساسية والمحورية في "اتفاق باريس"، إذ تشمل قواعد أسواق الكربون وأشكال أخرى من التعاون الدولي. لقد فشلوا في التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة، وتَأجلت تلك المحادثات الرئيسة إلى قمة "كوب 26"، التي كان مقرراً عقدها في 2020.

وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أورد في مؤتمر "كوب 25" أن "المجتمع الدولي خسر فرصة مهمة في إظهار طموح متزايد بشأن التخفيف والتكيف والتمويل لمعالجة أزمة المناخ". ويجدر ذكر أنه لم يُعقد مؤتمر "كوب 26" إذ جعلت جائحة كوفيد-19 لقاء المؤتمرين بشكل شخصي أمراً صعباً، وكذلك لم يتمكن قادة العالم من إيجاد طريقة للاجتماع على منصة "زووم" بشأن أزمة المناخ.

وبينما تتباطأ الحكومات في التعاون بشكل ملحوظ، وبما أن الوقت يكتسب أهمية كبيرة، يمكن، بل يجب على الناس في جميع أنحاء العالم أن يأخذوا زمام المبادرة. وثمة ما يُبشر، متمثلاً في وجود عدد من المبادرات العالمية الملهمة حاضراً، ينهض بها أشخاص يعملون معاً بهدف وقف حالة الطوارئ المناخية. لذا، فهنالك أمل. (ويمتد ذلك) من الإضرابات المناخية التي تنهض بها حركة "أيام جمعة من أجل المستقبل" "فرايدايز فور فيوتشر" Fridays For Future، أو المنصات التعليمية كـ"إيرث رايز استوديو" Earthrise Studio إلى مبادرة "ديسمبر الأخضر" Green December من قبل حركة "ناو!" "الآن!" Now!. وفي هذا الشهر، يتخذ الآلاف من النشطاء من جميع أنحاء العالم إجراءات فردية ومنسقة لمواجهة أزمة المناخ، وإظهار أن التعاون يؤدي إلى نتائج أفضل.

لقد أظهرت شعوب العالم في مناسبات عدة استعدادها لاتخاذ إجراءات تتجاوز الاختلافات الثقافية والحدود والمصالح السياسية. لذا، يجب على قادة العالم، بما في ذلك الإدارة الأميركية الجديدة، أن يحذو حذوهم ويبدأوا في التعاون عبر الحدود لإعادة المناخ إلى قمة جدول الأعمال العالمي، ووقف أزمة المناخ بشكل نهائي.

أندريا فنزون وكولومبي كاهن – سالفادور هما مؤسسا حركة حركة "ناو!"  Now! العالمية التي تشجع العمل الجماعي بهدف حل أكبر تحديات عصرنا.

© The Independent

المزيد من بيئة