رفضت السعودية اتهامات إيرانية بضلوعها في مقتل عالمها النووي فخري زادة، وأكدت أن ذلك ينم عن يأس النظام الإيراني "القائم على الاغتيالات" وليس غيره.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في معرض رده على نظيره الإيراني، "يبدو أن اليأس دفع وزير خارجية إيران السيد جواد ظريف لإلقاء أي لوم على المملكة واتهامها بتسببها بما يحدث في إيران".
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، زعمت أن عملية اغتيال العالم النووي، تمت بتواطؤ سعودي مع أميركا وإسرائيل، نقلاً عن ظريف الذي اعتبر أن "زيارات بومبيو المستعجلة للمنطقة، وبيانات نتنياهو تكشف عن هذه المؤامرة التي تجسدت في العمل الإرهابي الجبان الذي أدى إلى استشهاد أحد مديري إيران البارزين".
لكن الجبير رد بتهكم، قائلاً "ربما عندما يحدث -لا قدر الله- زلزال أو فيضان في إيران سيتهم المملكة بالتسبب بها أيضاً"، مؤكداً في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أن بلاده لا تقر الاغتيالات بأي شكل من الأشكال "وليست من سياسة المملكة، على عكس النظام الإيراني القائم على الاغتيالات حول العالم منذ الثورة التي اختطفها الخميني عام 1979. يمكنك أن تسألنا وتسأل دولاً عدة وستعرف... بأننا فقدنا العديد من مواطنينا بسبب سلوك إيران الإجرامي وغير القانوني".
إدانة خليجية للعملية
وكانت الدول الخليجية نأت بنفسها عن عملية اغتيال العالم الإيراني، وأصدرت ثلاث منها على الأقل بيانات إدانة صريحة، بما في ذلك الإمارات المعروفة برفضها الصريح للسياسة الإيرانية في المنطقة والموقعة إتفاق سلام مع إسرائيل.
ويأتي نفي الجبير لضلوع الرياض في العملية، ليكتمل به إجماعاً خليجياً ضد الحادثة، التي رأى المحللون أنها أثبتت مجدداً وهن الاستخبارات الإيرانية وإمكان اختراقها من الداخل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غضب "محسوب"
ومنذ لحظة اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الجمعة، تتأجج مشاعر الغضب لدى المسؤولين الإيرانيين، الذين لم يتأخروا باتهام إسرائيل بالوقوف وراء العملية التي نُفذت بكمين مسلح في العاصمة طهران، متوعدين بالثأر لمقتله، ما رفع منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
وفي بيان نشره موقعه الرسمي السبت، 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بالثأر لمقتل فخري زادة، داعياً إلى "معاقبة المنفذين والمسؤولين عنها"، وأيضاً "مواصلة الجهود العلمية والفنية" للعالم النووي.
وجاء في البيان، "يجب على جميع المسؤولين أن يضعوا قضيتين مهمتين بجدية على جدول أعمالهم. القضية الأولى تتمثل في متابعة هذه الجريمة والمعاقبة الحتمية لمنفذيها ومن أعطوا الأوامر لارتكابها، والأخرى هي مواصلة جهود فخري زادة العلمية والتقنية في المجالات كافةً التي كان يعمل عليها".
ووصف خامنئي فخري زادة بأحد علماء إيران "البارزين والممتازين في المجالين النووي والدفاعي"، قائلاً إنه قُتل على "أيدي العملاء المجرمين والأشقياء".
من جهته، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، إسرائيل باغتيال فخري زادة، الذي تُرجح الدول الغربية أن يكون العقل المدبر لبرنامج طهران النووي السري، قائلاً إن تل أبيب تسعى إلى التسبب بـ"فوضى" في المنطقة، مؤكداً أن بلاده لن تقع في هذا "الفخ".
وقال روحاني في اجتماع للحكومة، "الشعب الإيراني أذكى وأكثر حكمة من أن يقع في فخ مؤامرات الصهاينة. هم يفكرون بخلق فوضى، لكن عليهم أن يدركوا أننا كشفنا ألاعيبهم ولن ينجحوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة".
وحذر روحاني "كل أعداء إيران" من أن مسؤوليها "أكثر شجاعة من أن يتركوا هذا العمل الإجرامي من دون رد. في الوقت المناسب، سيردون على هذه الجريمة".