Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعرّف إلى "الديانة المارادونية" الأغرب بين الديانات

على الرغم من طابعها التهكمي إلا أن عدد أتباعها يتنامى عالمياً منذ تأسيسها عام 1998

الأرجح أنك عربي وتقرأ هذه السطور بالقرب من مسجد أو كنيسة، لكنك بكل تأكيد بعيد كل البعد من "الكنيسة المارادونية"، التي يرتادها معتنقو واحدة من أغرب الديانات على وجه الأرض، وهي عبادة دييغو أرماندو مارادونا، أسطورة كرة القدم، الذي عاش حياة مليئة بالجلبة والصخب، وغادرها مساء الأربعاء مخلفاً وراءه أحزان أنصاره ورواد كنيسته الواقعة في مدينة روساريو، شمال بوينس أيرس الأرجنتينية.

الديانة المارادونية

أواخر عام 1998، وتحديداً في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، أسس أنصار النجم الأرجنتيني "ديناً جديداً". وإن كان يحمل طابعاً تهكمياً من الديانات الأخرى، بخاصة المسيحية، إلا أن عدد أتباعه حول العالم تجاوز العام 2008 أكثر من 120 ألفاً.

 

"الكنيسة المارادونية" التي أسسها أنصار دييغو في ذكرى ميلاده، جاءت بعد أعوام من واحد من أكثر المواقف التي لن تمحى من أذهان سكان "بلاد الفضة" والعالم، حين قام صاحب الرقم عشرة بمراوغة ستة لاعبين إنجليز، ومعهم حارس المرمى بيتر شيلتون، ليسجل هدفاً خالداً في نهائيات مونديال عام 1986.

قوله حين سجل هدفه المخادع بيده في المباراة نفسها، إن "يد الرب هي التي أحرزت الهدف"، ربما كان سبباً في بزوغ "آلهة مارادونا"، خصوصاً أن هذا الهدف اعتبره أنصاره، بخاصة الأرجنتينيين، انتقاماً لبلادهم بعد هزيمتها أمام القوات الإنجليزية في حرب "جزر الفوكلاند"، التي سبقت المباراة بأربع سنوات، على إقليمين يقعان جنوب المحيط الأطلسي.

وكان أول من اقترح الدين الجديد الصحافيان أليخاندرو فيرون وهيرنان آميس، وهو دين ينفرد بعبادة لاعب كرة القدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قوانين الكنيسة

ونقلت "وكالة الأنباء الفرنسية"، الأربعاء، أن أنصار مارادونا "وجهوا نداء للتوجه نحو الكنيسة المارادونية"، التي صار لها صلوات خاصة ووصايا عشر، منها "أطلق اسم دييغو على مولودك الجديد، ودافع عن ألوان الأرجنتين، وأعلن حبك غير المشروط لكرة القدم، وبشّر بكلمات دييغو مارادونا في جميع أنحاء العالم".

وتقول الصلاة المارادونية، "دييغو الذي في الملاعب لتتقدس يدك اليسرى لتجلب لنا سحرك، لتكن أهدافك كما في السماء كذلك على الأرض، أعطنا بعض السحر كل يوم، اغفر للإنجليز كما نحن غفرنا لمافيا نابولي، ولا تدع نفسك منشغلاً بالتسلل لكن حررنا من (رئيس فيفا الأسبق البرازيلي جواو) هافيلانج وبيليه... دييغو".

كما يجب على معتنقي الديانة المارادونية الإيمان "بروح كرة القدم، وبكنيسة مارادونية واحدة، وبهدفه ضد المنتخب الإنجليزي، وبالقدم اليسرى السحرية، والمراوغة الشيطانية، والخالد دييغو".

 

أعياد أتباع مارادونا

كما يحتفل المسيحيون في كل عام بـ "عيد المسيح" والمسلمين بـ "المولد النبوي"، يحتفل أنصار مارادونا بأعياد خاصة أيضاً. الأول في 30 أكتوبر، وهو العيد الذي يوافق ذكرى ميلاده، إذ يجتمع العشاق للشرب والرقص وهم يتغنون باسمه وتماثيله، في طقوس تتشابه مع الطقوس الدينية داخل الكنائس.

أما العيد الثاني ففي 22 يونيو (حزيران)، وهو اليوم الذي هزم فيه منتخب التانغو المنتخب الإنجليزي في كأس العالم عام 1986.

وكان العشرات في الأرجنتين خرجوا، الخميس، في مسيرة حاشدة بالبشر والزهور والألوان السماوية والرقم 10 وصور مارادونا، وهم في حال من الحزن والبكاء لتوديع النجم الذي قال عنه الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، الأربعاء، إنه "كان عملاقاً لمس السماء بيده، بينما لم تبارح قدماه الأرض"، قبل أن يعلن أيام الحداد الثلاثة على أيقونة كرة القدم الأرجنتينية.

ونعى الراحلَ مساء الأربعاء كبارُ الرياضيين حول العالم، ومدينة نابولي الإيطالية التي انتشلها من غياهب المجهول إلى الأضواء، حتى بعد سنوات من رحيله عنها، وهي التي أعلنت أيضاً الحداد على رحيل دييغو، معتبرة أن موته "ضربة مدمرة للنادي والمدينة".


 

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة