Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البريطانيون لا يتوقعون عودة الحياة الطبيعية في عيد الميلاد

يعتقدون أنّ الحكومة ورئيسها يواجهان كورونا بـ"سياسة المستجدات اليومية"

أظهر استطلاع للرأي أجري أخيراً في المملكة المتّحدة أن الغالبية العظمى من البريطانيين تستبعد عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي مع حلول عيد الميلاد المقبل. وأفادت نسبة تزيد قليلاً على واحد من عشرة (11 في المئة) بأنّها تتوقع عودة الحياة إلى طبيعتها مع حلول عيد الميلاد، وقد عبّر عن ذلك التوقّع رئيس الوزراء بوريس جونسون الأسبوع الماضي، فيما خالفه في ذلك الرأي ثلاثة أرباع المستطلعين (72 في المئة).

وأظهر مسح للتتبع أجرته مؤسّسة "ذا كيكست سي أن سي" The Kekst CNC الدولية المتخصصة في إستراتيجيا الاتصالات، أن الرأي العام البريطاني يعتقد بأن رئيس الوزراء وحكومته "يستلهمان سياساتهما في مواجهة كورونا من المستجدات اليوميّة" (بمعنى أنها ردود أفعال غير مدروسة). وكشف الاستطلاع أيضاً أن تقديرات الناس المتعلقة بعدد الأشخاص الذين فارقوا الحياة جراء فيروس كورونا هي أسوأ بأكثر من 100 مرّة من الأرقام المتداولة في الواقع. وفي هذا السياق، رأى الاستطلاع أن العمّال الذين عادوا إلى وظائفهم أفادوا بأنهم وجدوا إثر عودتهم أجواء عمل أفضل ممّا توقّعوه من ناحية الأمان والإنتاجية.

وفي ذلك الصدد، أظهر الاستطلاع الذي شارك فيه 1000 شخص من البالغين في بريطانيا، أن التوقعات بأن تضرب موجة ثانية من "كوفيد 19" (بريطانيا) ارتفعت على نحوٍ ملحوظ منذ يونيو (حزيران) الماضي. إذ توقّع ثلاثة أرباع المستطلعين (76 في المئة، بارتفاع من 72 في المئة) تجدد الفيروس في العام المقبل او قبل ذلك.

وفي بلدان أخرى أجري فيها استطلاع مماثل، بلغت نسبة الذين يتوقعون سريان موجة ثانية، 64 في المئة كمعدّل وسطي. كما توقّع البريطانيون دوام وطأة الفيروس لفترة أطول، وقد رأى أكثر من تسعة أشخاص من 10 (91 في المئة، بارتفاع من 87 في المئة بيونيو) أن "كوفيد 19" سيرخي ظلاله على الاقتصاد لسنة أخرى على الأقل. واستطراداً، رأت غالبية واضحة من المستطلعين (62 في المئة، بارتفاع من 54 في المئة) أن وطأة "كوفيد 19" ستدوم أكثر من سنتين.

وفي السياق نفسه، وجد الاستطلاع أن نحو واحد من ثلاثة أشخاص من المشاركين فيه لا يمكنهم تحديد عدد الذين أصيبوا بـ"كوفيد 19" في بريطانيا. وكذلك يميل الرأي العام للاعتقاد بأن واحداً من خمسة بريطانيين (22 في المئة كمعدّل وسطي) أصيبوا بالفيروس، أي أكثر بأربع مرات من الأرقام التي نشرها "مكتب الإحصاءات الوطني" ONS. وعلى نحو مطابق، رأى المستطلعون أن 7 في المئة من سكان بريطانيا توفوا جراء إصابتهم بالفيروس، ما يفوق بمئة مرّة من الأرقام التي نشرها مكتب "الصحّة العامّة في إنجلترا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وفي الإطار ذاته، توصل الاستطلاع إلى أن رأي البريطانيين في تحرّك الحكومة ورئيس الوزراء بمواجهة الأزمة شهد تدهوراً. وبلغ المعدّل الصافي (من تأييد التحركات التي يقوم بها رئيس الوزراء في تعاطيه مع أزمة كورونا) 12 في المئة بالمقارنة بـ 7 في المئة أثناء يونيو الماضي، فيما بلغ المعدل الصافي (لتأييد) الحكومة 10 في المئة، بالمقارنة بـ 7 في المئة أثناء يونيو. كما رأى ثلثا المستطلعين (67 في المئة) أن "سياسات الحكومة في مواجهة فيروس كورونا جاءت على ما يبدو مستلهمة من المستجدات اليوميّة"، فيما لم يوافق على ذلك 13 في المئة منهم. وقد تمسّكت بهذا الرأي أكثريّة موزّعة بين مختلف المجموعات المستطلعة، من بينها مجموعة من الناخبين المحافظين، بمعدل اثنين مقابل واحد (50 في المئة و25 في المئة على التوالي).

وفي تعليق على الاستطلاع، تحدّث جايمس جونسون، كبير مستشاري "كيكست سي أن سي" The Kekst CNC وكبير مستشاري الحكومة سابقاً في أبحاث الرأي والإستراتيجيات، مشيراً إلى إن "البحث المحقق اليوم يظهر سبب بقاء المملكة المتحدة البلد الأكثر قلقاً تجاه الفيروس". وتابع، "الشعب البريطاني يعتقد أن نحو خُمس البريطانيين مصاب بفيروس كورونا، وواحداً من عشرة أشخاص يحملون الفيروس الآن، وعدد الذين توفوا جراء الفيروس أكبر بمئة مرّة من العدد المتداول. وإن هذا السياق هو الذي يزيد نسبة من يتوقعون موجة ثانية من الفيروس، وكذلك يجعل قرابة ثلاثة أرباع المستطلعين يخالفون رأي رئيس الوزراء بعودة الأحوال إلى مجراها الطبيعي مع حلول عيد الميلاد".

وأضاف جايمس جونسون، "تتمثّل الأخبار الأفضل بالنسبة إلى الحكومة وأرباب العمل في قول الأشخاص الذين عادوا إلى أعمالهم في المملكة المتحدة بأنهم وجدوا إثر عودتهم أجواء عمل أفضل من ناحية الأمان والإنتاجية، وقد فاقت هذه الأخيرة توقّعاتهم.

في المقابل، تبقى مؤسسات العمل غير محصنة من غضب الرأي العام، وتشهد آراء الناس تجاه مؤسسات العمل تدهوراً مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من الأزمة، وتتدهور هذه الآراء تجاه الشركات الكبرى الشهيرة. فيما تبقى أسئلة كثيرة (معلقة من دون إجابات) حول سرعة الخروج من حالة الإغلاق، حيث ترتفع مستويات القلق تجاه الفيروس، وتتدنى معدلات شعبيّة الحكومة، ويستمر مجلس الوزراء في مواجهة تحديات بارزة في خضم محاولته إطلاق الاقتصاد من جديد".

© The Independent

المزيد من تقارير