Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب ليس أول مسؤول أميركي يرفض الاعتراف بخسارة الانتخابات

حاكم تكساس في القرن الـ 19 تحصّن بمكتبه في وجه خصمه الفائز وعندما غادره تحت الضغط أخذ معه المفتاح

إدموند جي ديفيس (يسار) وخصمه الانتخابي ريتشارد كوك (من مكتبة الكونغرس)

"شاغل المنصب رفض التنازل، إذ خسر إعادة انتخابه بشكل واضح، لكنه ادعى أن الهزيمة كانت فقط بسبب تزوير الانتخابات، واستأنف قضيته أمام المحاكم، ودعا الميليشيات إلى الدفاع عنه".

لا، هذه ليست قصة عن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، الذي ما زال لا يعترف علناً بهزيمته في الانتخابات منذ ما يقرب من أسبوعين، بل قصة عن حاكم ولاية تكساس، الذي تحصّن في مكتب الحاكم، ورفض التخلي عن سلطته.

القصة، كما أوردتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، تتعلق بـ "إدموند جي ديفيس"، الذي بدأ عمله في السياسة في خمسينيات القرن الـ 19، وكان يميني الهوى في البداية، ثم أصبح اتجاهه ديمقراطياً.

من الحرب إلى السياسة

وعندما نشبت الحرب الأهلية في البلاد، عارض ديفيس الذي مثّل الحاكم آنذاك سام هيوستن، الانفصال.

وقاد فوج سلاح الفرسان تحت راية الاتحاد، وقاتل في جميع أنحاء الجنوب، وشهد استسلام الجنرال الكونفدرالي إدموند كيربي سميث في تكساس.

عامل الكونفدراليون زوجة ديفيس وأطفاله معاملة سيئة، ولم ينج هو نفسه من الإعدام إلا بتدخل المكسيك، وفقاً للمؤرخ وكاتب سيرته كارل مونيون. وعندما عقدت المؤتمرات الدستورية للدولة خلال الأعوام 1866 و1868 و1869، شرع ديفيس في طريقه نحو عالم السياسة.

وبصفته راديكالياً جمهورياً يمثل المنطقة الحدودية، فسرعان ما عمل على منع الكونفدراليات السابقة، ومعظمها من الديمقراطيين، من السلطة السياسية وتوسيع حقوق التصويت لتشمل سكان تكساس أصحاب البشرة السمراء. وفي العام 1869 هزم زميله الجمهوري في السباق على منصب الحاكم.

ولفترة طويلة، تم تصوير ديفيس على أنه "سكالواغ" نموذجي، وهو مصطلح ساخر للبيض الجنوبيين الذين أصبحوا جمهوريين خلال حقبة إعادة الإعمار، بدافع المصلحة الذاتية.

وفي ديسمبر (كانون الثاني) عام 1872، ترشح لإعادة انتخابه في منصب الحاكم، في الوقت الذي استعاد فيه الكونفدراليون السابقون حق التصويت، وواجه ديفيس في تلك الانتخابات خصماً ديمقراطياً هو ريتشارد كوك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اتهامات بالتزوير

وخلال العملية الانتخابية وقع ترهيب وتزوير ومخالفات أخرى للناخبين من كلا الجانبين، وعندما ظهرت النتيجة واعتراها بعض اللبس، أعلنت خسارة ديفيس بهامش 2 إلى 1، ما جعله يعتبر الانتخابات بأكملها باطلة.

ووصلت القضية إلى المحكمة العليا في تكساس، لكن الديمقراطيين اعتبروا بدورهم أن المحكمة باطلة.

وفي منتصف يناير (كانون الثاني) 1873، وصل منافسه الفائز كوك إلى أوستن لتولي منصب الحاكم، فما كان من ديفيس إلا أن تحصن داخل مكتبه في مبنى الكابيتول بتكساس، مما دفع بالحاكم الجديد وأنصاره إلى السيطرة على الطابق الثاني من المبنى، حيث أدى اليمين الدستورية.

ولمدة يومين، كان هناك في الولايات حاكمان، وكان المؤيدون المسلحون لكلا الرجلين يملؤون الشوارع، وبدا أن العنف أصبح حتمياً.

وكأن القصة نفسها يتردد صداها اليوم، فإذا رفض الرئيس المنتهية ولايته المغادرة في يوم التنصيب، 20 يناير (كانون الثاني) 2021 ، كما يخشى البعض، فإن حملة الرئيس المنتخب جو بايدن قالت إن الحكومة "قادرة تماماً على مرافقة المتعدين إلى خارج البيت الأبيض"، وهذا ليس ببعيد عما حدث لديفيس، فعندما استدعى ميليشيا محلية لحمايته، انحازت إلى الحاكم الجديد كوك بدلاً من ذلك.

صادر المفتاح

وقد دفع ذلك ديفيس لكي يتوسل إلى الرئيس أوليسيس إس غرانت، وكان جمهورياً، كي يرسل قوات فيدرالية. وفي 17 يناير جاء رد غرانت، "لا توجد قوات فيدرالية، ومن الحكمة وكذلك الصواب، الانصياع لحكم الشعب كما عبرت عنه بطاقات الاقتراع".

استسلم ديفيس منهياً فعلياً مشروع إعادة الإعمار في تكساس، الولاية التي ستبقى عصية على الجمهوريين لـ 100 عام قادمة، حين تمت إعادة تنظيم الحزب. ولكن في طريقه للخروج من مبنى الحاكمية، أغلق ديفيس باب مكتب الحاكم وأخذ المفاتيح معه، مما دفع أنصار كوك إلى فتحه بفأس.

المزيد من دوليات