Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زراعة الحدائق والشرفات والمنازل أمن غذائي وصحة نفسية

دراسات عدة برهنت أهمية النباتات في التخلص من الحزن

فصل الشتاء هو الوقت المناسب لصيانة المزروعات (بكسل) 

مع اشتداد البرودة يلجأ الناس إلى دفء البيوت وجدرانها، وتُهجر أكثر الحدائق التي لطالما كانت الطاقة الإيجابية المتدفقة طوال أشهر الدفء.

وتدخل أشجار الحدائق والبساتين في سباتها الشتوي، وهو الوقت المناسب للمزارعين لصيانة تلك المزروعات.

أما النباتات الأخرى فلكل حالته، إذ يُزرع كثيرٌ منها في الشتاء، وهناك ما يُحصد في هذا الفصل. هذا بالنسبة إلى النباتات والأزهار الصالحة للأكل، والتي يشكل جزءٌ كبيرٌ منها غذاءنا الشتوي.

أما نباتات الزينة، فمنها ما يستقيل أو يضمر انتظاراً للربيع المقبل، ومنها ما يبقى على حاله طوال العام.

ويلجأ البعض إلى ابتكار حدائق شتوية مع دفيئة، وتكون في بيوت بلاستيكية تسمح للنباتات بامتصاص الضوء وتجنّبها من البرودة.

ولقد انتشرت في لبنان مع انتشار فيروس كورونا وبسبب الوضع الاقتصادي المتردّي فكرة زراعة المساحات المتاحة، إن على السطوح أو في الشرفات. ولم يكن الهدف دائماً امتاع النظر بل الأمن الغذائي أيضاً. فتعلم كثيرون كيف يستفيدون من المساحات المتوافرة لديهم لإنتاج خضارهم وفاكهتهم الموسمية. وتعددت طرق الزراعة في الأماكن الضيقة بين العادية والمائية المعروفة بالهيدروبونيك hydroponic من دون تراب.

النباتات الداخلية

أما نباتات الزينة الداخلية، ففي فصل الشتاء يكون النهار قصيراً، فتحتاج إلى إضاءة أكثر لتحصل على حاجتها. ويمكن وضعها قرب النوافذ للحصول على الإضاءة الطبيعية. ولا بد من تنظيف الأوراق كي لا تتعرض للمرض ولتكون جاهزة لامتصاص أشعة الشمس قدر المستطاع. ولأن النباتات تعيش سباتها في الشتاء، ما يعني أنها لا تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه، يخضع تقنين ريّها لنوعها وحاجتها كي لا تتعفن جذورها. ويمكن استخدام أجهزة الترطيب نظراً لاستخدام التدفئة التي قد تسبب جفافاً في الجو. وقد تفوق الحرارة احتياج النبتة فتضعفها. ما يسبب إصابتها بالأمراض. وقد تتمكن منها بعض الحشرات. ومن الأفضل تسميدها في هذا الفصل.

الزراعة والتقليم في الشتاء

ينظم المهندس الزراعي الشاب حنا مخايل دورات للسيدات اللاجئات ممولة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR عن كيفية الزراعة المنزلية والمستدامة باستخدام أبسط الأدوات وتعليمهن كيفية تركيب مبيدات حشرية طبيعية وغير سامة. ويقول إن الزراعات في المناطق الساحلية هي التي يكتب لها الاستمرار في الشتاء. وإذا أردنا زراعة الشرفة يجب أن نضع ستارة لنقيها البرد القارس، وللاستفادة من فتحها للاستفادة من الهواء وأشعة الشمس ثم إقفالها. ما يشبه نظام البيوت البلاستيكية في الزراعة.

أما ماذا نستطيع أن نزرع على الشرفات وفي المطابخ، فيشير إلى إمكانية زراعة كل أنواع الحشائش، مثل الثوم والبصل والروكا والسبانخ والكزبرة والخس والملفوف والبروكولي والكايل. فهي تعيش في الظل وفي الشمس.

ويشدد حنا على أهمية التقليم والتشحيل والتشذيب، وهي العمليات الأبرز في الشتاء، إذ تدخل الأشجار في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) في ما يسميه حنا مرحلة "البنج العمومي"، أي الجمود من الداخل بعد أن تتساقط أوراق بعض الأشجار وتكون الفرصة مؤاتية للتقليم والتطعيم. ويعتبر أن التقليم يساعد على تهوئة الشجر، والتخلص من الأغصان التي تتغذى عليها من دون فائدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما التطعيم فيهدف إلى تحسين الإنتاجية والنوعية. وهناك أنواع عدة من التطعيم، ولكن الأفضل في هذا الفصل برأيه التطعيم بالغصن أو بما يسمى لدى المزارعين بالقلم.

يذكر أنه في الشتاء، من الأفضل أن تفرش الأرض بالكومبوست أو "الزبل الطبيعي"، أي الأسمدة العضوية من مخلفات الحيوانات. فهي تأخذ وقتاً طويلاً لتتحلل تحت المطر. ويجب ألا نخشى تساقط الأوراق لأنها جزء من دورة الطبيعة.

وعن نقل النباتات البرية إلى الحدائق، يشير حنا، إلى وجود أكثر من طريقة لنقلها، فيمكن أخذ الشتول من جذورها، أو نقل البذور وانتظار إنباتها، وهو يحبذها على الرغم من أنها تحتاج إلى وقت طويل لكنها لا تؤثر سلباً في البيئة. أما الطريقة الأولى أي انتشال النباتات من جذورها فهي مضرة بالإيكولوجيا والبيئة. ويقول "إذ أراد مئة شخص كل عام أخذ الزعتر البري مثلاً من جذوره، فإننا لن نجد الزعتر بعد 10 سنوات في غاباتنا".

أزهار للأكل والزينة

وفي سياق آخر، تتحدث اختصاصية الطاقة والفنغ شوي جيسيكا خديده عن الزراعة والبستنة كواحدة من النشاطات الأكثر اتصالاً باللحظة mindfulness.

وتلفت إلى أن ثمة عدداً كبيراً من النباتات والأزهار تصلح للزينة وتعديل المزاج، ويمكن أكلها نيئة أو مع السلطات والشوربات والحلويات والشاي.

ومن الأزهار الممكن تناولها اللافندر، وأزهار الكوسا أو القرع، والبنفسج، والكركديه، وأزهار الهندباء وأزهار لسان الثور، وأوراق القصعين أو المريمية، أزهار الكرز وغيرها.

ومن الورود أيضاً، يمكن استخدام الورد الجوري في الطعام والحلويات والشاي، وهو يحارب الاكتئاب ويساعد على التوازن.

من النباتات التي يمكن زرعها في الشتاء حتى شهر فبراير، البازيلا، البصل، الخس، السلق، الفجل، اللفت، البقدونس، الكزبرا، الثوم، الجزر، السبانخ، الهندباء، الجرجير، الكرافس، البطاطا، الفول، الحمص، العدس، العصفر، الكمون، الحلبة، الملفوف، الشوفان والقمح. وذلك بحسب الدليل الزراعي الذي تعتمده.

حاربوا عوارض الحزن بالنباتات

تقول جيسيكا إن في هذا الموسم كثيراً من عوارض الحزن بسبب التعرض القليل للشمس والبقاء في الداخل، معتبرة أنه من المهم إحاطة أنفسنا بالألوان الفاقعة، والعلاج بالضوء الأصفر الدافئ. وتشير إلى أن دراسات عدة برهنت أهمية النباتات في التخلص من الحزن.

"فاللون الأخضر يزيد من الحيوية والابتكار لدينا، وزيادة النباتات في الداخل تعزز هذه الفكرة، ولتعيش هذه النباتات بشكل أفضل وتحصل على الرطوبة الكافية يمكن استخدام أجهزة الترطيب، بخاصة في البلدان الجافة".

وتعتبر أن المطبخ حيث الأبخرة مكانٌ ملائمٌ للنباتات، أو قرب الحمام أو داخله أو قرب شلالات المياه الصناعية التي تعمل على الكهرباء. وتقول إن المهندس الزراعي أو المختص في المشاتل ينصح عادة أين توضع كل نبتة بحسب البلد والمناخ.

وتشير جيسيكا إلى أنه كلما كانت النبتة ذات ورق كبير الحجم وسميكة وكثيرة الإخضرار فإنها تعمل على تغيير المزاج وتنقية الجو، مثل الألوفيرا وسوكولنت succulent plants مثل نبتة الأفعى، والصبار الشمعي، وذنب القرد، وشريط اللؤلؤ وشريط الموز، وأنواع الصبار وغيرها وهي نباتات لا تحتاج إلى كثير من الاهتمام، والأوركيديا التي تحتاج إلى عناية خاصة، وشجرة التنين dragon Tree وشجر المطاط السميك الأوراق.

و"لأننا نضطر إلى البقاء في المنزل بسبب انتشار كوفيد 19 وبضوء أقل يجب الإبقاء على النشاط والحيوية. ومن أهم النشاطات الزراعة داخل المنزل للأعشاب أوالنباتات التي نأكلها ونستخدمها في الشوربات والسلطات وتغذينا وتمدنا بالطاقة".

ولتحسين المزاج تشير جيسيكا إلى إمكانية زراعة كل من الزنبق الأبيض وأعشاب وجذور السوس واللافندر الذي يمكن وضعه في أكياس صغيرة لمنح الثياب رائحة منعشة.

وتلفت جيسيكا إلى أن دراسة أجريت عام 2006 في جامعة في ولاية كانساس الأميركية خلصت إلى أن مرضى الجراحة في غرف المستشفى المليئة بالنباتات كانوا أكثر إيجابية، وأقل إجهاداً وتعافوا بشكل أسرع. وتشير إلى دراسة أخرى عام 2007 في النرويج أظهرت أن النباتات الداخلية جعلت العاملين في المكاتب أكثر صحة وإنتاجية، خصوصاً خلال أشهر الشتاء المظلمة.

وتنصح جيسيكا بزراعة النباتات ذات الألوان النارية، مثل نبتة عيد الميلاد والأزهار الحمراء والصفراء إضافة إلى النباتات.

وتقول "في عالم يملؤه الضغط النفسي لدرجة أننا لا نستطيع الشعور باللحظة، من المهم الاهتمام بنشاطات تسعدنا وتعطينا هدفاً في الحياة، منها زراعة النباتات للزينة والطعام". وللتركيز على الشعور باللحظة ما يسمى Mindfulness  تنصح بنشاطات مثل الطبخ والرسم والبستنة أو زراعة النباتات والاهتمام بها والتركيز على نموها فنصل إلى الراحة بطرق طبيعية.

وتجد جيسيكا أن النباتات "مثلنا، مثل وجوهنا، يجب الاهتمام بها من دون زيادة أو نقصان، ولكل نبتة كمية مطلوبة من الشمس والماء والظل وكذلك الموقع، والاهتمام بقص الأوراق لتنمو".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات