Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دجاج المتاجر الاستهلاكية الرخيص يهدد بحدوث أوبئة "كارثية" جديدة

حصرياً لـ"اندبندنت": شيوع فيروسات إنفلونزا الطيور يفوق أي وقت مضى، والعدوى الشديدة لأحدها ستجعل "فيروس كورونا يبدو كمرض خفيف"

معظم الدجاج الذي نستهلكه يربى بطرق تساعد على نموه السريع مما ينعكس ضعفا في مناعة هذه الطيور لمقاومة أي أمراض مستجدة (رويترز) 

حذر تقرير حديث من أن التربية المكثفة للدجاج الذي تباع لحومه في المتاجر الاستهلاكية الكبرى في بريطانيا، بما في ذلك محلات تيسكو Tesco وسينزبيري Sainsbury و كو- أوب Co-op، تخلق بيئة مثالية لظهور فيروسات وبائية جديدة. 

ووفقاً للتقرير، فإن "خليط" العدوى الذي تتعرض له الطيور يخلق أرضية تكاثر شبه مثالية لتفشي مرض وبائي محتمل.

ويحذر مؤلفو الدراسة من أن فيروس إنفلونزا طيور جديداً يتمتع "بقدرة عالية على الانتقال" قد يجعل فيروس كورونا يبدو كمرض خفيف.

وعلى ذمة التقرير، فإن المتاجر الاستهلاكية الكبرى هي المسؤولة في المقام الأول عن نظام تربية الدواجن "القاسي والخطير" هذا، ففي سبيل الإبقاء على الأسعار المنخفضة، يعتقد أن المحلات تشتري الدجاج من مزارع تربي الطيور في ظروف شديدة الازدحام، ما يعني إمكانية انتشار الأمراض بينها بسهولة.

وهناك مزاعم أيضاً باستخدامها سلالات معدلة وراثياً تنمو بسرعة غير طبيعية، معروفة باسم "فرانكينتشيكنز" frankenchickens، وهي "طيور غير قادرة عملياً على درء العدوى عندما تبدأ" لأن أجهزتها  المناعية ضعيفة جداً.

ويستشهد العلماء معدو التقرير، الذي يحمل عنوان "وباء بريطاني: القساوة والخطر المرتبطان بدجاج السوبر ماركت" بأدبيات علمية لإثبات أن مثل هذا الدجاج الرخيص يؤدي إلى وباء "كارثي" جديد.

يشار إلى تربية نحو مليار دجاجة (من أجل لحومها) في المملكة المتحدة سنوياً، ما يجعلها أكثر الكائنات التي تُربى في المزارع البرية في البلاد.

وكانت مجموعات رعاية الحيوان قد قالت في السابق، إن معظم دجاج المزارع في المملكة المتحدة يُربى بطريقة انتقائية بحيث ينمو بمعدل هائل شبيه بتسمين طفل بشري ليصل إلى وزن 28 ستون (ما يعادل 177 كيلوغرام) وهو بعمر ثلاث سنوات فقط.

يقول التقرير، الذي أُعد لصالح جمعية "أوبن كيجز" Open Cages أو الأقفاص المفتوحة الخيرية للحيوانات، إن تحذيره بعيد كل البعد عن ما يمكن وصفه بسيناريو يوم العقاب، موضحاً: "كانت إنفلونزا الطيور مرضاً نادر الحدوث بين الدجاج ذات يوم لكنه حالياً يتفشى كل عام".

وسابقاً، قال العلماء إن الأمراض الجديدة التي قد تتحول إلى أوبئة أصبحت تتكرر أكثر بأربع مرات خلال نصف القرن الماضي. وفي عام 2007 حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأمراض المعدية تظهر بمعدلات غير مسبوقة.

ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فقد تسببت إحدى سلالات إنفلونزا الطيور التي تحمل اسم H7N9، بوقوع 1568 إصابة بين البشر و616 حالة وفاة على مستوى العالم منذ عام 2013.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من هذا العام، تأكدت 16 حالة إصابة بأنفلونزا الطيور في المملكة المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويحذر التقرير من أن "جائحة إنفلونزا طيور بحجم وباء كورونا ستكون مدمرة، ليس فقط من حيث الوفيات، لكن في تعطيل الاقتصاد أيضاً بدرجة تجعل الحياة مختلفة". ويُعتقد أن جائحة الإنفلونزا التي وقعت عام 1918 (عرفت بالإنفلوانزا الإسبانية) أودت بحياة 50 مليون شخص قد نشأت بين الطيور.

ونبه العلماء في وقت سابق من هذا العام إلى أنه من المثير للقلق الإشارة إلى أن فيروس H7N9  سيكون أسوأ، وربما بكثير، من جائحة عام 1918 إذا تمكن من تحقيق انتقال مستدام بين البشر".

ويضيف المؤلفان (أستاذ علم الأعصاب ديفيد ويبرز، وأستاذ البيطرة آندرو نايت) أن البشر يتعرضون لـ"كميات هائلة" من المواد البيولوجية (المتسربة) من مزارع تربية الدجاج، مثل سوائل الجسم، وفيروسات الطيور التي توجد في عينات مأخوذة من الهواء على بعد يصل إلى 110 أميال (حوالي 177 كيلو متراً) من المزارع التي فيها العدوى. لكن كما يقول التقرير فإن إجراءات التعامل مع ذلك لا تعالج الأسباب الجذرية للمرض.

من بين محلات السوبر ماركت الكبرى في المملكة المتحدة، وقعت متاجر ويتروز وماركس آند سبنسر فقط على سياسة "الالتزام بدجاج أفضل" التي تعد بتحسن رفاهية الدواجن بحلول عام 2026.

وقال متحدث باسم محلات سينزبيري إن سلسلة المتاجر هي أكبر بائع تجزئة في المملكة المتحدة لمنتجات حاصلة على ضمانة الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات، موضحاً، "في حين أننا ملتزمون تحسين ممارسات رعاية الحيوان التي تحاول سياسة "الالتزام بدجاج أفضل" تحقيقها، نعتقد أن اتباع نهج مختلف هو أكثر فعالية. كانت الطريقة التي نعمل بها مع مزارعينا مختلفة لسنين... لقد أنشأنا دورة لقياس صحة ورفاه حيواناتنا وإدارتها وتحسينها باستمرار، ونعتقد أن النتائج هي خير دليل".

 

بينما ذكر متحدث باسم متاجر كو- أوب  Co-op، أن الدجاج الذي يحمل العلامة التجارية الخاصة بسلسلة المحلات "تتم تربيته وفقاً  للمعايير العالية لبرنامج "ريد تراكتور" للسلامة في المزارع"، وأن دجاج الجودة العالية تنطبق عليه معايير الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات".

مضيفاً، "لدينا أيضاً معايير الرعاية الصارمة الخاصة بنا، التي تخضع لمراقبة مجموعة كو - أوب المخصصة لتربية الدجاج. نحن نراجع باستمرار طرق حصولنا على المنتجات ونراجع مقتضيات تطبيق "الالتزام الأوروبي للدجاج" على سلاسل التوريد لدينا".

بدورها قالت متاجر تيسكو Tesco على لسان متحدثة باسمها، "إن غرف تربية أنواع الدجاج التي تباع ضمن الأصناف "الفاخرة" و"العضوية" لدينا، الحاصلة على ضمانة الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات، تلبي جميع أهداف سياسة "الالتزام بدجاج أفضل" أو تتفوق عليها". وأضافت أن دجاج محلات تيسكو يخضع لمعايير الرفاهية المعتمدة (أو يتفوق عليها)، تلك المعاييرالموضوعة من قبل الحكومة، والمعروفة بـ"ريد تراكتور".

وأضافت المتحدثة، "لدينا إجراءات أمن حيوية صارمة لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض بين دواجننا، وتشمل تلك الإجراءات تحديد مناطق آمنة بيولوجياً لدخول المزارع والزرائب، ومحطات لتعقيم الأحذية عند مداخل جميع الأمكنة التي يتم فيها إيواء الطيور، وتطهير عجلات المركبات والمعدات".

وقال أندرو أوبي، من اتحاد تجار التجزئة البريطاني، "يتوقع تجار التجزئة أن يلتزم موردوهم جميع المتطلبات القانونية والمعايير الإضافية، إن أمكن، مثل برنامج "ريد تراكتور" للسلامة، الذي يتطلب التخزين بكثافة تقل عن الحد الأدنى القانوني. إنهم يتعاملون بجدية كبيرة مع مسؤولياتهم تجاه رعاية الحيوانات".

من جهة أخرى، فقد أشار متجرا "ليدل وآلدي" Lidl and Aldi إلى بيان اتحاد تجار التجزئة البريطاني كجواب على سؤال "اندبندنت" في الموضوع، بينما لم يرد حتى الآن متجرا "آزدا و "موريسونز" على ما جاء في هذا المقال.

© The Independent

المزيد من صحة