كشفت وثائق مسربة تمكنت صحيفة "صنداي تايمز" من الاطّلاع عليها، عن أن رئيسة فريق العمل البريطاني الذي يتابع موضوع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد - 19 في المملكة المتحدة، وظفت ثمانية مستشارين في مجال العلاقات العامة بكلفة يتحمّل عبئها دافعو الضرائب، وقُدّرت حتى الآن بـ 670 ألف جنيه إسترليني (حوالى 871 ألف دولار أميركي).
وتبيّن كما ذُكر أن كايت بينغهام التي عيّنها رئيس الوزراء بوريس جونسون لرئاسة المجموعة "أصرّت" على اختيار الفريق من وكالة Admiral Associates اللندنية (وهي وكالة تقدّم استشارات في العلاقات العامة لعملاء في المملكة المتحدة وفي العالم).
وأفيد بأن هؤلاء المستشارين أشرفوا منذ يونيو (حزيران) الفائت على استراتيجيتها الإعلامية بأجور توازي 167 ألف جنيه إسترليني سنوياً لكلّ منهم. غير أنه ما زال من غير الواضح ما هو العمل الذي قام به الفريق والذي لم يكن ممكناً أن يضطلع به موظفو جهاز الاتصال (الحكومي) الراهنون في وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية.
في هذا الإطار، نسبت صحيفة "تايمز" الإنجليزية إلى مصدر حكومي قوله إن المستشارين قدّموا مساعدة للحكومة في مجال التحضير للمقابلات، وأسهموا في إعداد البيانات الصحافية وإنشاء "بودكاست" حكومي رسمي.
وكانت رئيسة فريق العمل البريطاني الذي يتابع موضوع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد - 19 قد ظهرت حتى الآن في ثماني حلقات من برنامج Covid-19 The Search for a Vaccine ، الذي حاز تصنيف 4.7 نجوم على "آبل". وكانت آخر حلقة لها في 26 أكتوبر (تشرين الأول) قد تطرّقت إلى المسائل المتعلقة بالتحديات المحيطة بتجارب اللقاحات على البشر.
ولم تنفِ وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية التقرير الذي أوردته صحيفة "تايمز"، لكنها لم تعلّق على محتواه. وعلى الرغم من ذلك، فإن المعروف أن الاختيار وقع على وكالة "أدميرال أسوشييتس" للعلاقات العامة بسبب خبرتها في العمل مع شركات الرعاية الصحية والمستشفيات والجامعات.
وينتظر أن تُنشر تفاصيل العقد مع الوكالة على الموقع الإلكتروني للوزراة في وقت لاحق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجدر الإشارة إلى أن كايت بينغهام هي المديرة الإدارية لصندوق الرعاية الصحية الخاص SV Health Investors، وزوجة جيسي نورمان وزير الخزانة في حزب المحافظين. وتتولّى من موقعها رئيسة لفريق العمل، قيادة الجهود المبذولة لإيجاد لقاح لفيروس كوفيد - 19 ومتابعة تصنيعه.
لكن في موازاة ذلك، تردّد في الأسبوع الماضي أنها أفصحت عن خطط حكومية خلال إحدى الفعاليات ضمّت عدداً من سيّدات الأعمال من كبرى مموّلات (الحملات الانتخابية) في الولايات المتحدة. وقد نفت الحكومة البريطانية ارتكاب (بينغهام) أي مخالفات، زاعمة أن جميع المعلومات التي تم تبادلها وافقت عليها وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية.
وأفاد بيان حكومي في حينه بأن "كايت بينغهام لم تشارك إلا معلومات متاحة للعموم، ولم تقل سوى القليل عن أن المندوبين الخبراء في المؤتمر لم يتمكّنوا من التوصل إلى استنتاجات بأنفسهم".
وكانت الحكومة البريطانية قد زعمت في أثناء تعيينها، أن بينغهام كانت "مؤهلة بشكل فريد للمهمة التي أنيطت بها والتي تمتاز فيها بخبرة واسعة خلال سيرتها المهنية في قطاع التكنولوجيا الحيوية، سواء في المملكة المتحدة أو على المستوى الدولي لمدة 26 عاماً".
بينغهام أطلعت نواباً في البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي على احتمالية أن يبدأ نشر اللقاح المضاد لكورونا على المستوى الوطني في شهر ديسمبر (كانون الأول)، وأنها واثقة بنسبة تزيد على 50 في المئة من أن جميع الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالفيروس سيتم تطعيمهم بحلول عيد الفصح المقبل أو في مطلع فصل الصيف.
© The Independent